قال الباحث في العلوم السياسية عادل بنحمزة، في تعليقه على قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، إن هذا الأمر مؤسف، لأنه في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم إلى الاتحاد وإلى بناء تحالفات قوية، تقدم الجزائر على هذا السلوك. واعتبر بنحمزة أن "القرار الجزائري تنفيسا للأزمة الداخلية التي تعيشها الحزائر،وبأنه ليس قرارا جديدا على اعتبارات أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين هي شبه مقطوعة منذ 1994، ليس هناك أي تعاون بين البلدين بإصرار من القيادة الجزائرية". وأضاف القيادي في حزب الاستقلال في تسجيل نشره على حسابه في فيسبوك "مع الأسف هذا القرار يوضح أن النظام الجزائري محرج من المبادرات المغربية، محرج من اليد الممدودة، وهو يسعى بهذا القرار إلى قطع كل إمكانية لإعادة بناء علاقات طبيعية بين البلدين". وتابع بنحمزة "المغرب متضرر من الجزائر منذ 1965 إلى اليوم، وأساسا منذ 1975، والقوات المسلحة توجه أسلحتها من التراب الجزائري إلى المغرب ومع ذلك ظل المغرب متشبتا باليد الممدودة". وأردف بنحمزة "أعتقد هذا القرار مسألة داخلية جزائرية، النظام الجزائري لا زال غارقا في سرديات الحرب الباردة، لا زال يحتاج إلى عدو خارجي، وليس له عدو مثالي أكثر من المغرب، مع الأسف هذا الأمر لا يمكن أن ينطلي على الشعب الجزائري، الشعب الجزائري يتابع يعرف الحقيقة وبالتالي أعتقد بأن هذا القرار هو عنوان أزمة في الجزائر". المغرب مرتاح، له شعور استراتيجي، حسب بنحمزة، و"يعتبر على أن المنطقة يجب أن تواجه التحديات بشكل مشترك، يجب أن يكون هناك اتحاد مغاربي لمواجهة هاته التحديات". وختم بنحمزة تسجيله بالتأكيد على أن "القيادة الجزائرية غائبة، لا تملك إلا فكر رجل الشارع البسيط، ليست قيادة يمكنها أن تبني ما هو استراتيجي، ولا يمكن أن تتجه إلى المستقبل". وقررت الجزائر، أمس الثلاثاء، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها بالرباط، وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمة وزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة. وفي تعليقه على القرار قالت المملكة المغربية إنها أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم. وعبرت الخارجية المغربية في بلاغ لها،عن آسفها على هذا القرار الذي وصفته ب "غير المبرر تماما والمتوقع" في ضوء منطق التصعيد الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة ،كما يأسف كذلك لتأثيره على الشعب الجزائري. وشددت الخارجية المغربية في بلاغها على أن المغرب يرفض رفضًا قاطعًا الذرائع المغلوطة ، وحتى العبثية ، الكامنة وراءه. وستظل المملكة المغربية، وفقا للبلاغ ذاته، شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة.