قال الباحث في العلوم السياسية عادل بنحمزة، في تعليقه على قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، إن هذا الأمر مؤسف، لأنه في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم إلى الاتحاد وإلى بناء تحالفات قوية، تقدم الجزائر على هذا السلوك. واعتبر بنحمزة في مداخلة له على قناة الجزيرة القطرية، اليوم الثلاثاء، القرار الجزائري تنفيسا للأزمة الداخلية التي تعيشها الحزائر، لأن العلاقات بين البلدين شبه مقطوعة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، بالتالي لا يمكننا الحديث عن علاقات طبيعية بين البلدين، وفق تعبير بنحمزة. وأوضح المتحدث أن الحدود بين البلدين هي الحدود المغلقة لأطول مدة في زمن السلم، وحتى الحدود بين الكوريتين مفتوحة، مشيرا إلى أن المغرب ظل ينهج سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر طوال هذه المدة. واشار المحلل السياسي ذاته في حديثه للقناة القطرية إلى الخطابين الأخيرين للملك محمد السادس الذي جدد خلالهما تأكيده على أن المغرب يفكر بمنطق استراتيجي ويفكر في التحديات التي تواجه المنطقة ويريد طي صفحة الماضي، على أن المغرب منفتح، وعلى ضرورة إحياء الاتحاد المغاربي. وبخصوص دعم المغرب قضية "القبايل"قال بنحمزة إن الجزائر هي البلد الوحيد الذي لا يجوز له أن يعيب على المغرب تبني مبدأ تقرير مصير الشعوب، لأنه ولمدة تزيد عن 45 سنة وهي ترفع هذا الشعار وتحتضن قوات مسلحة فوق ترابها توجه سلاحها نحو المغرب. وزاد المتحدث قائلا: " لا يمكن للجزائر أن تدعم حركة انفصالية داخل المغرب لأزيد من 45 سنة وتنزعج في ظرف 24 ساعة من خطاب لمندوب المغرب بالأمم المتحدة والذي لم يكن خطابا رسميا بدليل أن خطابا لملك البلاد جاء بعد تصريح المندوب المغربي أعلن فيه رغبته في طي صفحة الماضي، إلا أن الجزائر قابلت اليد الممدود للمغرب بإعلان قطع العلاقات الديبلوماسية، وفق تعبير المتحدث. وقررت الجزائر، اليوم الثلاثاء، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها بالرباط، ابتداء من اليوم، وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمة وزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة. وقال وزير الخارجية الجزائري، إن قطع العلاقات مع المغرب لا يعني تضرر المواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين، مشيرا إلى أن القنصليات ستمارس دورها المعتاد. واتهم لعمامرة المغرب بارتكاب "أعمال غير ودية وعدائية" ضد الجزائر، مضيفا: "لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر".