قالت وزارة الداخلية الأفغانية، إن حركة طالبان بدأت بدخول العاصمة كابول، من كافة الاتجاهات، في حين غادر الرئيس الأفغاني البلاد، وسط انتقادات شديدة من المسؤولين الأفغان ل"هروبه". وأعلنت حركة طالبان في بيان رسمي: "أمرنا مسلحينا بدخول العاصمة كابل منعا لحدوث فوضى وحالات سرقة". وسبق أن منعت الحركة عناصرها من دخول العاصمة بعد محاصرتها صباح اليوم الأحد، وطلبت منهم انتظار قرار رسمي بالدخول. وجاء في بيان للمتحدث الرسمي ذبيح الله مجاهد، إنه "أصدرنا بيانا في الصباح جاء فيه أن قواتنا خرجت من كابول، ولا نريد دخول كابول عسكريا، ولكن الآن هناك تقارير تفيد بإخلاء مناطق في كابول، وتركت الشرطة مهمتها في توفير الأمن، وتم إجلاء الوزارات، وفر أفراد الأمن". وقال إنه "تجنبا للفوضى، أمرت الإمارة الإسلامية قواتها بدخول مناطق كابول التي ذهب منها العدو ومناطق فيها خطر حدوث أعمال نهب". وأضاف: "لذلك، يجب ألا يشعر مواطنو كابول بأي خوف منا، ستدخل قواتنا مدينة كابول بسلاسة شديدة، ولن يشتبكوا مع أي شخص". يأتي ذلك في حين أعلنت وسائل إعلام أفغانستانية من بينها "طلوع نيوز" مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد، بعد محاصرة طالبان للعاصمة كابول، دون معرفة وجهته. وتطلب طالبان السيطرة على كابول بشكل سلمي دون حرب، وتسليم السلطة. وأكد كذلك عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، هروب غني من البلاد، وحمله مسؤولية ما توصلت إليه البلاد اليوم، وقال: "الله سيحاسبه". وشدد على أن غني "ورط أفغانستان وورط الشعب في هذه الحالة التي نعيشها اليوم". كذلك قال وزير الدفاع الأفغاني بالإنابة بسم الله محمدي: "الرئيس أشرف غني قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن وغادر البلاد". وظهر كذلك الرئيس السابق حامد كرزاي في فيديو، ويقول فيه إنه في كابول مع بناته، وقال: "أطلب من طالبان توفير الأمن والسلامة للشعب". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر أفغاني أن أشرف غني في طاجيكستان الآن، ولكن لن تكون الوجهة النهائية له. وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، إنه "بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين، ومنعا لحدوث فوضى تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا" وأضاف: "اللجنة مكونة من عبدالله عبدالله وحامد كرزاي و قلب الدين حكمتيار" وتمكنت حركة طالبان بعد ساعات من دخولها كابول، السيطرة على القصر الرئاسي ودخوله. وقال قيادي في الحركة بالعاصمة القطرية الدوحة، إنهم أمروا المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابول والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج وتطلب من النساء التوجه لأماكن آمنة. وقال مسؤول آخر في طالبان ل"رويترز": "لا نرغب في سقوط أي مدني أفغاني بريء قتيلا أو جريحا مع تولينا زمام الأمور لكننا لم نعلن وقفا لإطلاق النار". من جانبه قال مسؤول أمريكي، إن لأعضاء الرئيسيون في الطاقم الأمريكي في كابول يعملون من مطارها الآن. وأضاف أن: "أقل من 50 مسؤولا في السفارة الأمريكية، سيبقون في كابول في الوقت الحالي، والقائم بأعمال السفارة روس ويلسون، يمارس أعماله من مطار كابول". وقال مسؤول أمريكي كبير: إنه "لا تغيير في التعامل العسكري بشأن أفغانستان، ما لم تؤثر طالبان على عمليات الإجلاء". بدوره أشار مسؤول بحلف شمال الأطلسي، إلى أن: "العديد من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابول". وقال مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني إن الرئيس أشرف غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد، ومسؤولين كبارا في حلف الأطلسي، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر إلى سماع دوي إطلاق نار، بالقرب من القصر الرئاسي.