بمجرد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 20 سنة من الحرب مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، تغيرت موازين القوى في البلاد وبدأت الحركة تستعد لاسترجاع الحكم حيث وصلت قواتها إلى حدود العاصمة كابل وبدأت تسيطر على بعض مناطق المدينة، فيما لاذ الرئيس الأفغاني أشرف غني بالفرار خارج البلاد. وقالت الحركة اليوم الأحد إنها أمرت مسلحيها بدخول العاصمة كابل منعا لحدوث فوضى وحالات سرقة بعد انسحاب قوات الأمن، بينما أكد رئيس لجنة المصالحة الأفغانية أن الرئيس الأفغاني أشرف غني غادر البلاد، مضيفة أن الشرطة والمسؤولون في كابل لاذوا بالفرار مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام. وتأتي التطورات عقب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب قواته من أفغانستان بشكل نهائي، مع إعطاء وعود للسلطات الأفغانية بدعمها عبر القوات الجوية وكذا بتدريب الجيش الرسمي وتقديم المساعدة والخبر له. وبدا دخول حركة طالبان إلى العاصمة دون تسجيل أية معارك نارية مع القوات النظامية، كما أمرت الحركة مقاتليها بالانسحاب نسبيا من بعض المناطق لعدم إعطاء انطباع كون الدخول تم بشكل مسلح، ومازالت تنتظر نتائج المفاوضات وسط ترقب شعبي واسع. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور التي تؤكد وجود تغير في العاصمة كابل استعدادا لدخول حركة طالبان، وقام بعض أرباب المتاجر بصباغة واجهات المحلات لمحو صور النساء غير المرتديات للحجاب، مخافة تطبيق عقوبات عليهم بعد وصول طالبان إلى مقاليد الحكم. وأكدت وكالات أنباء وقنوات فضائية أن عناصر الأمن والجيش والقوات النظامية انسحبت من كل الثكنات العسكرية والحواجز الأمنية بمجرد دخول قرار سحب القوات الأمريكية حيز التنفيذ. إلى ذلك، أكد رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، حسب "الجزيرة"، أن الرئيس غني غادر أفغانستان وورطها وورط الشعب في هذه الحالة، وأضاف أن الشعب سيحكم على الرئيس الأفغاني السابق وسيحاسبه الله. أما القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني بسم الله خان محمدي، فقد قال إن الرئيس الأفغاني قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن وغادر البلاد. وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من نقل وول ستريت جورنال عن مسؤول أفغاني رفيع قوله إن الحكومتين الأميركية والأفغانية طلبتا من حركة طالبان تأجيل الدخول لكابل إلى حين الاتفاق على حكومة انتقالية، وقال وزير الدفاع الأفغاني إن غني نقل جزءا من صلاحياته إلى وفد يتوقع أن يغادر للتفاوض مع طالبان في الدوحة. وأكد المسؤول الأفغاني وجود مفاوضات حاليا بين الحكومة وطالبان لاختيار رئيس لحكومة انتقالية مقبول من الجميع، لكنه لا يعتقد أن حركة طالبان ستقبل هذا العرض. بدورها ذكرت وكالة رويترز أن الوفد الحكومي يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله، ومن المتوقع أن يتوجه اليوم الأحد إلى العاصمة القطرية للقاء ممثلين عن حركة طالبان لبحث مسألة تسليم السلطة.