وُقّع في العاصمة القطريةالدوحة، اليوم السبت، اتفاق تاريخي للسلام بين الولاياتالمتحدة الأميركية وحركة طالبان الأفغانية. وأصدرت الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية بياناً مشتركاً، قبل توقيع الاتفاق، أفاد بأن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي سيسحبان قواتهما من أفغانستان خلال 14 شهراً، إذا أوفت حركة "طالبان" بالتزاماتها. وأضاف البيان: "التحالف سيكمل سحب باقي القوات من أفغانستان خلال 14 شهراً بعد نشر هذا الإعلان المشترك والاتفاق بين الولاياتالمتحدة و"طالبان"، شريطة أن تفي "طالبان" بالتزاماتها بموجب الاتفاق". وستقوم الولاياتالمتحدة مبدئياً بخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600 خلال 135 يوماً من الاتفاق. ويؤكد البيان كذلك ضرورة دعم القوات الأفغانية، ومواصلة الحرب ضد "القاعدة" وتنظيم "داعش". وقال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمة أثناء مراسم التوقيع، إنّ قطر بادرت إلى وضع اللبنات الأساسية للسلام خلال استضافتها الحوار الافغاني الأفغاني العام الماضي، ونتطلع لاستكمال طريق تحقيق السلام، ثمّناً مواقف الولاياتالمتحدة و"طالبان"، و"رغبتهما الصادقة في تحقيق السلام". أمّا الرئيس الأفغاني أشرف غني، فقال من جهته إن "السلام جزء من خطتنا وهدف لمجتمعنا لإعادة بناء البلاد"، مشدداً على أن الوصول إلى السلام تطلّب تضحيات من الأطراف المعنية، والتوافق بينها على ضرورة وقف الحرب. وأمرت "طالبان" جميع مقاتليها، في وقت سابق اليوم، "بالامتناع عن شنّ أي هجوم"، انتظاراً للتوقيع على الاتفاق. وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد ل"رويترز": "اليوم صدرت الأوامر لجميع مقاتلي طالبان بالامتناع عن شن أي هجوم... من أجل سعادة الأمة". وتابع "نأمل أن تظل الولاياتالمتحدة ملتزمة بوعودها خلال التفاوض واتفاق السلام وهذا هو المهم". وسمح اتفاق خفض التصعيد (وقف العنف)، الذي أعلن عنه منتصف الشهر الجاري بين واشنطن وحركة "طالبان"، بالمضي قدماً في توقيع اتفاق السلام، الذي سيتبعه مباشرة إجراء مفاوضات بين مختلف الأطراف الأفغانية، بما فيها الحكومة الأفغانية والحركة، لتحقيق المصالحة الوطنية، والاتفاق على مستقبل البلاد.