يتخبط المستشفى الإقليمي لليوسفية في مشاكل بالجملة تتطلب منا دق ناقوس الخطر لأن حياة المواطنين ليس أمرا هينا يتلاعب بها أطر قدموا قسما لله على خدمة هذا الوطن بكل حب وتفان. هذا كله لايثير الاستغراب لأن أصلا هذه المؤسسة في بادىء الأمر لم توضع لتكون مستشفى اقليميا وانما مستشفى محليا للمدينة لكن التقسيم الترابي الأخيرللاقاليم أعطى لمنطقة احمر ان تكون إقليما شابا وعاصمتها اليوسفية المركز الاقتصادي والإداري للمنطقة؛ ولكي يستوفي هذا الإقليم الشروط الإدارية للاستقلاليته الذاتية تم اتخاد هذه المؤسسة كمستشفى إقليمي يضم اختصاصات عدة منها القلب والشرايين (01طبيب) والمفاصل والعظام (01طبيب) والجهاز الهضمي (01طبيب) والاشعة(01طبيب) والجراحة العامة (01طبيب) والاطفال (02طبيب) والنساء والتوليد (02طبيب) والمستعجلات (03طبيب) ويضم المستشفى ايضا مركز للتصفية الدم (01 طبيب )مع العلم ان الاقليم فيه اكثر من 200000نسمة ويمتد على مساحة 360كيلومتر مربع. لكن شتان بين هذا السرد الذي لايوجد إلا في الأوراق الرسمية وبين واقع الحال اليوم فهناك مشاكل كثيرة يتخبط فيها المستشفى فأغلب الاختصاصات لايحضر أطبائها إلا مرة واحدة في الأسبوع ليبقى السؤال هو أين يذهب هؤلاء الأطباء بقية الاسبوع ؟ وكيف يعقل أن يعمل مركز تصفية الدم بإشراف طبيب عام والمعروف أن ملفات المرضى يجب أن تتم متابعتهم من طرف طبيب اختصاصي في أمراض الكلي والمسالك البولية(نيفرو)، أما مصلحة المستعجلات والتي تستقبل أكبر عدد من الوافدين على المستشفى من المرضى وضحايا حوادث السير وغيرها من الحوادث الأخرى فهي في أغلب الأوقات بدون أطباء لكثرة غياباتهم المرضية المبررة بشواهد طبية. ويشرف على استقبال المرضى في بعض الأحيان أطباء المراكز الفرعية من اجل جبر الخصاص على مستوى هذه المصلحة وفي الاوقات الأخرى يشرف العون المدعو عبد الرزاق والملقب (بالجوك) المكلف بنقل المرضى على العلاجات الاستعجالية للمرضى وهو الذي لايفقه شيئا في الميدان الطبي . وأما مصلحة طب الأطفال والتي تتوفر على طبيبان فهي اليوم تعاني من خصاص بعدما قدم أحد الاطباء استقالته والاخر لايحضر ايضا إلا مرة واحدة في الأسبوع. وبخصوص مصلحة الولادة التي تعتبر المصلحة الأكثر حيوية على مستوى المستشفى فإنها تستقبل النساء الحوامل من اجل الفحص والتحاليل المخبرية والولادةالتي تدخل في البرنامج الوطني للحمل والولادة والتي تتحمل فيه الدولة جميع الصوائر لكن المشكل هو ان الطبيب الاختصاصي يرفض إستقبال المرضى او الكشف عليهم بدعوى عدم توفر الإمكانيات، فمؤخرا إحدى النساء الحوامل والتي تم نقلها من طرف دويها من أحد الدواوير المجاورة لمدينة الشماعية الى المركز الصحي ولان السيدة كانت ولادتها الأولى تم توجيهها غلى المستشفى الإقليمي لليوسفية فتم نقلها بواسطة سيارة اسعاف خاصة ولعدم وجود الطبيب المختص في الولادة تم توجيهها الى المستشفىالجهوي محمد الخامس باسفي ونقلت على وجه السرعة اليه ليتم رفض دخولها الى مصلحة الولادة بدعوى ان اليوسفية تتوفر على مصلحة وطبيب اختصاصي في الولادةفتم ارجاعها الى المركز الصحي بالشماعية بواسطة سيارة اخرى للاسعاف وتوجهها المولدة المداومة بمصلحة الولادة إلى المستشفى الإقليمي باليوسفية . مرة اخرى !!!؟؟؟ . هذا كله، وتراكمات اخرى لاسبيل لذكرها كانت سببا في انفجار الوضع بين المواطنين (الفاعلين الجمعويين) وإحدى النقابات الإقليمية لموظفي وزارة الصحة والمندوب الإقليمي والمدير الجهوي والمدير الجهوي للوزارة خالد الزنجاري ، تسبب في استقالة المندوب السيد زين الدين عبد القادر من المهام المنوطة به عقب اجتماع ماراطوني جمعهم مؤخرا بمراكش مما زاد من تأزم الوضعية . والحال لايزال على ماهو عليه ، وهو الأمر الذي يعتبر جريمة في حق الإنسانية إلى كل من سولت له نفسه السكوت في ظلالضروف الراهنة مما يستوجب الضرب بيد من حديد لاعادة الأمور الى مجاريها .