طالبت فعاليات جمعوية مسؤول السلطة الإقليمية الجديد بتفعيل ملتمسات الهيئات المُنتخَبة، التي سبق أن تَقدَّم بها منتخبو مدينة أيت ملول إلى عامل الإقليم السابق وإلى الوزارة الوصية، والمتمثلة في إحداث مستشفى محلي متعدد الاختصاصات في المدينة. وأفاد هؤلاء أنه قد آن الأوان كي تبادر كل الجهات المتدخلة لتحقيق تطلعات الساكنة، بعد سنوات طوية من الانتظار، خاصة أن جميع الشروط متوفرة لإنجاز هذا المشروع، وبالتالي وضع حدّ لمعاناة ساكنة المدينة. وأضاف هؤلاء أن المدينة أصبحت في حاجة مُلحّة إلى مستشفى محلي، خاصة مع التوسّع العمراني الكبير التي تشهده في السنوات الأخيرة وارتفاع معدلات الكثافة السكانية في بعض الأحياء، إذ صار من غير اللائق أن يتم نقل مرضى ومصابي مدينة تُعدّ أولَ قطب محوري في مجال الصناعة في جهة سوس ماسة إلى المستشفيات المجاورة. ومن جانبه، قال الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للصحة، إن على الجهات المعنية أن تشرع في إحداث مستشفى نموذجي حسب المعايير المُعتمَدة لدى وزارة الصحة، يتوفر على مجمل الاختصاصات المعروفة، يكون بديلا عن تنقل الساكنة إلى المدن المجاورة، خاصة إنزكان وأكادير وما يعنيه ذلك من تحمُّل مزيد من الأعباء والمصاريف. ويستطرد المصدر ذاته أن مستشفى إنزكان بات عاجزا عن استقبال كل الحالات الوافدة بسبب عدم توفر الآليات والمُعدّات الطبية الكافية لعلاج الحالات المستعصية، والتي تتم إعادة توجيهها إلى المستشفى الجهوي لأكادير. كما أن مصلحة الولادة، بدورها، باتت تعرف ضغطا كبيرا فوق الطاقة الاستيعابية للمصلحة، نتيجة تضاعف معدلات النساء الحوامل الوافدات من مدينة أيت ملول وبعض المناطق الأخرى، الأمر الذي ينعكس سلبا على جودة الخدمات المُقدَّمة. وتوجد في مدينة أيت ملول، خمسة مراكز صحية، في كل من أحياء (أزرو والشهداء والمزار وقصبة الطاهر ودوار العرب) إلى جانب مركز صحي مركزي تم إحداثه مؤخرا. غير أنه رغم تواجد هذه المراكز فإنها تبقى بدون جدوى، على اعتبار أنها تفتقر إلى التجهيزات والمُعدّات الطبية الضرورية، مع غياب أقسام المستعجلات، حيث يضطر المصابون في الحالات الطارئة إلى التوجه نحو مستعجلات المستشفى الإقليمي لمدينة إنزكان أو المستشفى الجهوي لأكادير، في حين يبقى دور هذه المراكز الصحية مقتصرا على فحص وتتبع عملية التلقيح بالنسبة إلى الأطفال دون سن الخامسة، مع منح الوصفات الطبية للمرضى الوافدين بغرض شراء الأدوية الخاصة بحالاتهم المرضية من الصيدليات. غير أن جل هذه المراكز الصحية لا تتوفر على سيارات إسعاف مُجهَّزة لنقل المصابين في حالات خطيرة إلى المستشفيات المجاورة والمصحات الخاصة، باستثناء سيارة وحيدة توجد في المركز الصحي المركزي، وهو ما يُحتّم على المرضى ضرورة البحث عن سيارة إسعاف من جهات أخرى أو الاستعانة بسيارات خاصة لإنقاذ المصابين ونقلهم، على وجه السرعة، لتلقي العلاجات الضرورية في المدن المجاورة، وهو ما يتسبب في وفيات بعض المصابين الذين عادة ما يلفظون أنفاسهم الأخيرة قبل وصولهم إلى المستشفى. أما بالنسبة إلى دار الولادة الوحيدة في المدينة فإنها لا تتوفر، بدورها، على طبيب اختصاصي في الولادة، ورغم المجهودات التي تبذلها الأطر العاملة في هذه الدار، فإنها تبقى غيرَ كافية اعتبارا للعدد المتزايد للنساء الحوامل مقارنة مع طاقتها الاستيعابية، وهو ما يُفسّر ارتفاع مُعدَّلات الولادة، التي تفوق، في بعض الحالات، معدّلات مصلحة الولادة التابعة لمستشفى إنزكان نفسه، خاصة أن هذه الدار تستقبل أيضا النساء الحوامل من بعض الجماعات المجاورة.