في الوقت الذي كان ينتظر أن يخرج مسؤولون إسبانيون لتهدئة الأوضاع خاصة بعد أزمة المهاجرين والتي سبقتها قضية استقبال زعيم الجبهة الانفصالية بإسبانيا للعلاج؛ خرجت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، لتتهم المغرب بأنه يمارس الضغط على بلادها بعد سماحه بتدفق المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتةالمحتلة. وقالت المسؤولة الإسبانية في تصريح عبر الإذاعة المحلية العامة، إن موقف مدريد لن يتغير بشأن نزاع الصحراء، وأن "إسبانيا ما تزال ملتزمة بشدة بحل سياسي (...) يجب التوصل إليه في إطار الأممالمتحدة". مضيفة أن"لا استقبال زعيم البوليساريو ولا الضغط من المغرب سيجعلان إسبانيا تغير موقفها من الصحراء"، وذلك في تعبير عن انزعاجها من اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء. وفي تعليقه على تصريحات أرانشا غونزاليس لايا، قال الخبير في شؤون الصحراء والمحلل السياسي، أحمد نورالدين، إن تصريحات وزيرة خارجية إسبانيا تثبت بالملموس الدور السلبي الذي تلعبه إسبانيا في إدامة الصراع في الصحراء المغربية، وذلك من أجل ليّ يد المغرب وابتزازه في بقية الملفات الجيواستراتيجية وعلى رأسها المطالبة بتحرير سبتة ومليلة وكل الجزر المحتلة، وذلك لإبقاء المغرب دائما تحت الضغط والابتزاز حتى لا يتحرك في هذه الملفات. وأضاف الخبير في شؤون الصحراء في تصريح لموقع "نون بريس"، أن "إسبانيا تعلب دورا في إدامة الصراع وفي الحيلولة دون استكمال المغرب لوحدته الترابية وطي هذا الملف نهائيا في مجلس الأمن وفي اللجنة الرابعة، بالإضافة طبعا إلى الدور القذر الذي تقوم به الجزائر". وهذا الدور الإسباني، يضيف أحمد نورالدين، هو دور تاريخي وليس وليد اليوم "فإسبانيا وخاصة مؤسساتها السيادية مثل الجيش والاستخبارات تعتبر المغرب مصدر الخطر حتى لا أقول العدو، وقد رأينا ذلك في مسارعة الحكومة الحالية في إسبانيا إلى ربط الاتصال بإدارة بايدن الأمريكية قصد مراجعة الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء". وأبرز المحلل السياسي، أن تلك الاتصالات تمت باعتراف وزيرة الخارجية الإسبانية وباعتراف رئيس الحكومة نفسها، وذلك بمجرد توقيع الاتفاق الثلاثي في 10 دجنبر الماضي، وحتى قبل أن تتسلم إدارة بايدن في 20 يناير مقاليد الحكم. وهو موقف عدائي واضح ضد سيادة المغرب ووحدته الترابي". وأوضح المتحدث ذاته، أنه سبق وأن تكررت هذه التصريحات العدائية للمسؤولين الإسبان في كل مناسبة يحقق فيها المغرب خطوة نحو تحقيق أمنه الاستراتيجي، وهو ما حدث مثلا عندما أطلق المغرب القمرين الاصطناعيين محمد السادس (أ) ومحمد السادس (ب)؛ حيث صرح العديد من المسؤولين الإسبان وخاصة العسكريين منهم أن هذا يهدد الأمن الاستراتيجي والقومي لإسبانيا. كما تكررت هذه التصريحات أيضا بمناسبة حصول المغرب على طائرات "إف 16" الأخيرة في نسختها المتطورة ، حيث تم التصريح من طرف القيادات العسكرية وبعض المسؤولين في الحكومة الإسبانية على أن هذا يهدد التوازن في المنطقة لصالح المغرب. وأكد أحمد نور الدين، على أن "كل هذه تصريحات عدائية تبين على أن إسبانيا لا تزال تنظر للمغرب من موقع الملكة إلزابيث الكاتوليكية التي تركت وصية للحكومات والمسؤولين الإسبان فيما بعدها على أن لا يتركوا مجالا للمغرب يكون فيه في موقع قوة أو في موقع ليس فيه ضغط، وأن يستمر الضغط على المغرب لأن الخطر كل الخطر على إسبانيا حسب إلزابيث الكاتولوكية قادم من الجنوب أو من المغرب تحديدا أو ما يسمى في الثقافة الشعبية الإسبانية بالمورو".