عمّمت وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الجمعة، خُطبة موحدة في جل مساجد المملكة، حول موضوع "قتل النفس"، وذلك على خلفية قضية "مي فتيحة" التي أحرقت نفسها بعد تعرّضها للإهانة من طرف رجل سلطة برتبة قائد بمدينة القنيطرة، قبل حوالي ثلاثة أسابيع. خُطبة الجمعة، ركزت على تحريم "قتل النفس"، وأن "مرتكب هذا الفعل في حق ذاته مصيره جهنم"، مضيفة أن "إحراق الذات لا يحل المشكل"، واستشهد الخطباء بالحديث النبوي الذي يقول فيه الرسول "ص": " لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ مسلم يُقتل بغير حق". في حين لم يتطرق موضوع الخطبة المُعمّمة إلى الأسباب التي تدفع عددا من المواطنين إلى إشعال النار في ذواتهم. عدد من النّشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبّروا عن سُخطهم الشديد لما جاء على لسان الخطباء، وانتقدوا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي اتهموها بتبرير سلوك رجال السلطة العنيف، تُجاه عدد من المواطنين، الذين حمّلتهم المسؤولية في ما يُقدمون عليه من "حرق للذات". وكتب الناشط عادل خالص على حسابه على موقع فيسبوك " شيء جميل أن تعمم خطبة الجمعة حول الصبر على الابتلاء (الصفع،الركيل، البصق في الوجه، السب والشتم …) وعدم إلقاء النفس في التهلكة والإقدام على الانتحار…ولكن أن لا يشار إلى خطورة الظلم و"الحكرة" على الناس حتى وصلت وقاحة قائد إلى درجة إبتزاز أسرة وإجبار إمرأة متزوجة على… فهذا له معنى واحد هو أن الدولة تبعث برسالة روكوموندي إلى المواطن تقول له: " كل الخبز أكحل الراس وتكمش"". في السياق ذاته، كتب الصحافي والناشط، محمد لغروس، معّلقا على مضمون خُطبة الجمعة قائلا "شكرا لك خطيب مسجد حسان لأنك حدثتنا عن حرمة إحراق الذات وإلحاق الهلاك بها وعن الوعيد الإلاهي لمن يفعل ذلك، وذكرتنا بقوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا"…لكن سيدي الخطيب لم تحدثتنا عن مصير الظلام من المسؤولين قائدا كان أو غيره، ولم نسمع منك وممن أوحى لكم بالخطبة المنبرية ولو سطرا واحدا عن الشطط في استعمال السلطة وعن قهر الناس باستغلال النفوذ، وعن امتهان الكرامة الإنسانية ولم تذكرنا بقوله عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم". أما حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان، فقد اعتبر خُطبة الجمعة لهذا اليوم "قهر بالدين" حيث كتب "أرغى خطيب الجمعة وأزبد اليوم في كيل الوعيد لمن يحرقون ذواتهم احتجاجا على الظلم ودعاهم للصبر والاحتساب ولم يقل كلمة واحدة عن الظالمين الذين يحرقون قلوب العباد وكرامتهم وأعراضهم وعيشهم وأمنهم. حقا تفسير مثل هذا للدين لهو أفيون في أعلى درجات التركيز".