كشفت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، تفاصيل تحركات حثيثة ومشتركة تقوم بها الإماراتوالولاياتالمتحدة لدفع السودان نحو توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مقابل تسهيلات اقتصادية ورفع اسمها من قوائم الإرهاب الأمريكية. وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن مسؤولين أمريكيين وإماراتيين وسودانيين عقدوا اجتماعاً مساء أمس الأحد، في أبوظبي. بشأن اتفاقية تطبيع محتملة بين الخرطوم وتل أبيب، مشيراً إلى أن السودان أبدى استعداده للتطبيع مع "إسرائيل" خلال أيام. "إذا لبّت الولاياتالمتحدةوالإمارات العربية المتحدة طلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية". وأوضح أن السودان طلب مبدئياً تقديم أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والمساعدات المباشرة للموازنة؛ من أجل التعامل مع الأزمة الاقتصادية وتداعيات الفيضانات المدمرة. وذكر أن مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجنرال ميغيل كوريا، سيمثِّل الولاياتالمتحدة في الاجتماع. فيما يمثِّل الإمارات التي تستضيف الاجتماع، مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد. وفي المقابل يمثّل السودان أعضاء من الفرعين المدني والعسكري للحكومة، وفي مقدمتهم وزير العدل نصر الدين عبد الباري. وفي السياق، قال موقع "واللاه" العبري، إنه في حال قبلت الولاياتالمتحدة طلبات السودان لمساعدتها بمليارات الدولارات. فإنه قد يصدر بيان عن إقامة العلاقات مع إسرائيل في غضون أيام، لافتاً إلى أنه من المرجح أن تقبل أمريكا بذلك. ونقل الموقع، عن مصادر سودانية قولها، إن الحكومة التي يترأسها عبدالله حمدوك ستسعى للحصول على تعويضات اقتصادية مقابل الانضمام لقطار التطبيع مع إسرائيل. مشيراً إلى أن تلك التعويضات قد تصل إلى ثلاثة مليارات دولار كمساعدة إنسانية. وأشار الموقع العبري، إلى أنه سيتم إلى جانب ذلك تدفق مباشر لموازنة الدولة خاصةً بعد الأزمة التي أحدثتها الفيضانات والعجز الحكومي الحاد. مبيناً أن حكومة حمدوك تريد استمرار المساعدة الاقتصادية الأميركية لثلاثة سنوات مقبلة. وبين الموقع العبري، أنه منذ لقاء البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا بداية العام الجاري، تواصلت المحادثات الهادئة بين الجانبين. مشيراً إلى أن موضوع التطبيع طرح بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال اجتماعهما الثلاثاء الماضي في واشنطن. وبحسب الموقع، فإن إسرائيل تشجع الولاياتالمتحدة على الاستجابة لطلبات السودان الخاصة بالمساعدة الاقتصادية. فيما امتنع البيت الأبيض والمسؤولون الإماراتيون عن التعليق. ويطالب السودان، إلى جانب المساعدات الاقتصادية، الولاياتالمتحدة بإزالتها من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب. وتعتبر هذه القضية مرتبطة بشكل غير مباشر فقط بالتطبيع مع إسرائيل. بحسب الموقع العبري. ويؤيد بومبيو إزالة السودان من قائمة الإرهاب، حيث حدد نهاية أكتوبر المقبل كموعد مستهدف لهذه الخطوة، وفق ما أورد الموقع العبري. وفي السياق، يجب أن تلتزم الحكومة السودانية بدفع 300 مليون دولار كتعويض لأسر ضحايا تفجير المدمرتين الأمريكيتين وإقرار قانون في مجلس الشيوخ الأميركي من شأنه أن يمنح السودان الحصانة من دعاوى قضائية في المستقبل في الولاياتالمتحدة، ويعيد وضعه إلى دولة لا تعتبر داعمة للإرهاب. وكان البرهان، وصل إلى الإمارات أمس الأحد، للقاء ولي العهد محمد بن زايد، لمناقشة عدة ملفات منها التطبيع مع إسرائيل، ومساعدة السودان. وفي وقت سابق، كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، منتصف أغسطس الماضي. أن "إسرائيل والسودان على وشك توقيع اتفاقية تطبيع بينهما". ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، عن كوهين قوله: "من المتوقع أن تتم خطوة التطبيع بين إسرائيل والسودان قريباً. ربما يتم ذلك قبل نهاية العام الحالي". وفي 3 فبراير الماضي، كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن لقاء جمع الأخير مع "البرهان". في مدينة عنتيبي الأوغندية، تم خلاله الاتفاق على "بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين". وتأتي هذه الخطوات عقب توقيع الإمارات و"إسرائيل" اتفاق التطبيع بينهما في العاصمة الأمريكية، منتصف الشهر الجاري، بمشاركة البحرين. وأصبحت الإمارات أول دول خليجية والثالثة عربياً، توقّع اتفاقية تطبيع مع "تل أبيب"، بعد مصر (1979). والأردن (1994)، قبل أن تلحقها البحرين لتصبح الدولة الرابعة عربياً بعد 29 يوماً فقط.