EPA وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة هي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى السودان منذ خمسة عشر عاماً. والتقى بومبيو رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الذي يريد من الولاياتالمتحدة أن تزيل اسم السودان من قائمة الدول التي تعتبرها راعية للإرهاب. وكانت الولاياتالمتحدة قد فرضت عقوبات على السودان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي عندما اتهمته بإيواء متشددين من بينهم أسامة بن لادن. * السودان: هل يمضي على خطى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل؟ ووصل بومبيو إلى الخرطوم على متن طائرة قادمة من إسرائيل في أول رحلة مباشرة بين البلدين. ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والخرطوم، إلا أن العلاقات أصبحت دافئة في الأونة الأخيرة. ولا تزال إسرائيل بالمعنى الحرفي للكلمة في حالة حرب مع السودان ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها، حيث دعمت على مدار سنوات القوى الإسلامية المتشددة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير. لكن الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان تعهدت بالانفصال عن حقبة البشير عقب خلعه العام الماضي وسط احتجاجات شعبية مطالبة بالديمقراطية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو الذي سيلتقي برئيس المجلس السيادي الجنرال عبد الفتاح البرهان إلى جانب حمدوك سيبحث مواصلة الدعم الأمريكي للحكومة الانتقالية التي يقودها مدني و"سيعبر عن دعمه لتعميق العلاقة بين السودان وإسرائيل". العلاقات مع إسرائيل ويأمل السودان، الذي أطلق إصلاحات اجتماعية وسياسية واسعة، الآن بأن تقوم واشنطن سريعاً بحذف اسم السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب في وقت يسعى فيه إلى إعادة الاندماج بالكامل مع المجتمع الدولي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى بالبرهان في أوغندا في فبراير/ شباط الماضي وأعلن لاحقاً أن الزعيمين اتفقا على التعاون من أجل تطبيع العلاقات. لكن الحكومة السودانية نفت لاحقاً أن يكون البرهان قد قطع وعداً من هذا القبيل، وهذا الأمر لا يزال محل جدل كبير في معظم أنحاء العالم العربي. وكان حيدر بدوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قال منذ أكثر من أسبوع إنه يؤيد مثل هذا الاتفاق، لكن وزير الخارجية عمر قمر الدين قال في حينه إن المسألة "لم تبحث قط من قبل الحكومة السودانية" وقام على الفور بإقالة المتحدث باسم الوزارة. وذهب التحالف المؤلف من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي قادت حركة الاحتجاج ضد النظام السابق، قوى الحرية والتغيير، إلى القول اليوم الثلاثاء إن الحكومة لا تملك "التفويض" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى "حق الفلسطينيين بأرضهم وبحياة حرة وكريمة". إشاعة الدفء في العلاقات الأمريكية تأتي زيارة بومبيو للسودان ضمن جولة إقليمية تشمل أيضاً كلاً من البحرينوالإمارات وتستهدف حث المزيد من الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وذلك في أعقاب الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدة. * اللقاء بين البرهان ونتنياهو "مر عبر الإمارات" وفي حديثهما من القدس، قال بومبيو ونتنياهو إنهما يأملان بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات- بهدف يتلخص في جانب منه بتعزيز تحالف ضد عدوهم المشترك اللدود إيران. وظل السودان يرزح تحت عبء عقوبات أمريكية طوال عقود بسبب وجود إسلاميين، من بينهم أسامة بن لادن، الذي عاش هناك لسنوات خلال حقبة التسعينيات قبل أن يتوجه إلى أفغانستان. وفي حين رفعت الولاياتالمتحدة في أكتوبر/ تشرين أول 2017 الحظر التجاري التي فرضته منذ عشرين عاما، إلا أنها أبقتً على السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، والخرطوم ضغطت بقوة من أجل رفع هذه الصفة عنها. وكان السودان قد أجرى محادثات بشأن تعويض ضحايا هجمات القاعدة التي تمت خلال حقبة البشير، بما في ذلك تفجير السفينة كول في عام 2000 في اليمن والتفجيرات المتزامنة للسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في 1998. ومنذ يناير/ كانون ثاني الماضي، رفعت واشنطن مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم من القائم بالأعمال إلى إرسال سفير. وتأتي زيارة بومبيو للسودان في وقت يعيش فيه هذا البلد أزمة اقتصادية عميقة- بالنظر إلى معاناته من عقود من العقوبات الأمريكية وانفصال الجنوب الغني بالنفط في عام 2011.