قال جنرال إسرائيلي إن “الجهد الذي تقوم به إسرائيل لمواجهة أزمة كورونا يجب أن تحصل مقابله على ثمن من حماس، وتحقيق مصالح استراتيجية لها، لاسيما من خلال إنهاء أزمة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة في غزة، وتحقيق مصالحها الأمنية”. أضاف ميخال ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أنه “بين يوم وآخر يزداد حجم القلق والخوف من إمكانية انتشار كورونا بين الفلسطينيين، كما الإسرائيليين، رغم رسائل الطمأنة التي تبثها حماس بين سكان غزة، خاصة بعد اكتشاف حالتي كورونا من العائدين للقطاع من الخارج، وترديد حماس أن غزة نظيفة من الوباء”. وأشار ميليشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، والمستشار السابق للشؤون الفلسطينية بمكتب المنسق الإسرائيلي بوزارة الحرب، أن “حماس رغم ذلك تعلم أن وضع غزة خطير جدا، وفي حال انتشر الوباء فيها بصورة واسعة، فلن يكون لديها قدرات حقيقية جادة للتصدي له، ما قد يؤثر عليها سلبا بين الفلسطينيين”. وأوضح أن “حماس تعلن بين حين وآخر أن إسرائيل مسؤولة بشكل كامل عن إمكانية انتشار الكورونا في القطاع، وهذا الإعلان يعني أن هناك ربطا قسريا إلزاميا بين الوضع الصحي الإنساني في غزة، والوضع الأمني فيها”. وأكد أن “هذا الربط عاشت إسرائيل آثاره سابقا في جولات تصعيدية بين حماس وإسرائيل، وعلى رأسها حرب عزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، صحيح أن حكومة حماس في غزة تحاول الحفاظ على القطاع هادئا مستقرا، لكنها اتخذت سلسلة خطوات تشير إلى قلقها، وعلى رأسها التدرج في إعلان وقف طقوس الحياة في القطاع، بما فيها الصلاة في المساجد، وإقامة مئات وحدات الحجر الصحي التي ستلزم وقت الحاجة”. وشدد على أن “الالتزام القانوني الإسرائيلي تجاه القطاع يترافق في الوقت ذاته مع مصالحها الاستراتيجية لمساعدة قطاع غزة في ما يتعلق بمنع تفشي الكورونا، بما في ذلك المساعدة بعلاج من قد يصابون بالمرض مستقبلا، ولو كان بينهم عناصر حماس وعائلاتهم، خاصة بعد وضع قائد قوات الأمن في غزة ضمن العزل الصحي، وقد لا يكون الأخير من بينهم”. وأضاف أن “الهدف الإسرائيلي يجب أن يكون منع وقوع كارثة إنسانية في غزة، تشمل الجماهير الفلسطينية، وفي الوقت ذاته المحافظة على الاستقرار السكاني في القطاع، لأنه في حال حصول أي زعزعة لهذه الأوضاع، فإن حماس وباقي الفصائل قد توجهها نحو إسرائيل من خلال المبادرة بتنفيذ أعمال عسكرية لانتزاع تنازلات منها بالقوة”. وزعم أنه “لا يجب أن تكون الجهود الإسرائيلية لمنع تفشي الكورونا في غزة بدون ثمن، لأن المقابل الأول الذي يجب أن تتحدث حوله إسرائيل مع حماس هو موضوع مواطنيها وجنودها الأسرى في غزة لدى حماس، سواء من خلال الصليب الأحمر أو أي جهة دولية أخرى، خشية أن يصابوا بالوباء، وفي حال تحقق ذلك الاطمئنان بأنهم تلقوا علاجا صحيا أسوة بكل الغزيين في القطاع”. وأوضح أنه “في حال زادت الطلبات الإنسانية والصحية من غزة، فلا مانع من أن تزيد إسرائيل في قوائم مطالبها بخصوص أسراها هناك، بجانب الطلب من حماس فرض سيطرتها على باقي الفصائل لعدم قيامها بخروقات أمنية بين حين وآخر بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والتوقف عن توجيه العمليات العسكرية بالضفة الغربية”. وأكد أنه “طالما أن الكورونا عمل على تغيير أولويات كبرى الدول حول العالم، فإن حماس جزء من هذا العالم، صحيح أنها تحمل أيديولوجية معادية لإسرائيل، لكنها حركة لا تسعى للانتحار، وبسبب هذه الأزمة العالمية فقد تراجعت تهديدات الحركة التقليدية، مثل إطلاق القذائف الصاروخية، أو المسيرات الأسبوعية، والبالونات الحارقة”. ختم بالقول إن “حماس باتت تعلم خطورة تهديد الكورونا الذي يواجهها في غزة، وأهمية حصولها على المساعدات لمواجهته، الأمر الذي قد يمنح إسرائيل فرصة استغلال هذه الحاجة لانتزاع تنازلات من حماس”.