أدى “عبد المجيد تبون”، الخميس، اليمين الدستورية رئيسا جديدا للبلاد، بعد أسبوع من فوزه بانتخابات هي الأولى منذ استقالة “عبد العزيز بوتفليقة” على وقع احتجاجات شعبية، مطلع أبريل الماضي. وفي كلمة خلال المراسم، تعهد “تبون” بإجراء تعديل دستوري، خلال أسابيع أو أشهر قليلة، يقلص من صلاحيات الرئيس، وبعهدتين فقط، ويجنب البلاد السقوط في الحكم الفردي، ويفصل بين السلطات. وقال: “أجدد التزامي بمد يدي للجميع لتحقيق ما بقي من التطلعات في إطار التوافق وقوانين الجمهورية، ويتعين علينا طي صفحة الخلافات والتفرقة”. وأفادت صحف محلية بأن الرئيس المؤقت، عبد القادر بن صالح، حضر المراسم، التي أقيمت في قصر الأمم بالعاصمة، إضافة إلى السياسيين الأربعة الذين نافسوه على المنصب في الانتخابات. وحضر المراسم أيضا نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، الذي كان له الدور الأبرز في إدارة البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية، وصولا إلى إجراء الانتخابات، التي عارضها الحراك الشعبي، المطالب بإزاحة جميع رموز نظام بوتفليقة. وتنص المادة 89 من الدستور الجزائري على أن رئيس الجمهورية المنتخب “يؤدي اليمين الدستورية أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه ويباشر مهمته فور أدائه اليمين”. وقال عبد القادر بن صالح رئيس الدولة المؤقت في كلمة، خلال المراسم، إن “اقتراع الرئاسة جرى في شفافية ونزاهة وهدوء”. وتابع: “أشهد بالدور الحاسم للجيش في هذه الأزمة باحترام الدستور وحماية المؤسسات ووقوفه الى جانب الشعب ومواجهة التهديدات ضد أمن ووحدة البلاد”. وأضاف مخاطبا تبون: “لا يساورني ادني شك انه أهل لهذه المسؤولية”، “سيعمل على تنفيذ تطلعات الشعب وأدعو الجميع إلى الإلتفاف حوله”. وقام رئيس المحكمة العليا عبد الرشيد طبي بتلقين اليمين الدستورية للرئيس الجديد. والاثنين أعلن المجلس (المحكمة) الدستوري بالجزائر النتائج النهائية الرسمية لانتخابات بفوز تبون بالأغلبية من الجولة الأولى بعد أن حصل على 58.13 بالمائة من الأصوات المعبر عنها. وحل المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة في المركز الثاني بحصوله على 17.37 بالمائة من الأصوات، فيما حصد رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس الترتيب الثالث ب 10.55 في المائة، وعز الدين ميهوبي رابعا ب7.28 في المائة، وجاء عبد العزيز بلعيد أخيرا بحصوله على 6.67 في المائة من الأصوات، بحسب بيان المجلس. وتبون (74 عاما) أول رئيس يتولى قيادة الجزائر من جيل المسؤولين الذين اعتلوا المسؤوليات بعد الاستقلال عام 1962، حيث لا يملك صفة “مجاهد”، التي تطلق على قدماء المحاربين خلال الثورة التحريرية ضد الإستعمار الفرنسي (1954- 1962).