دعي أكثر من مليون ناخب ناميبي إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع الأربعاء لانتخاب رئيسهم، في اقتراع يبدو محسوما لصالح حزب منظمة شعب جنوب غرب إفريقيا (سوابو) الحاكم. ويعد الرئيس المنتهية ولايته وزعيم حزب (سوابو)، هاج جينجوب، المرشح الأوفر حظا للفوز بولاية ثانية، في مواجهة 11 مرشحا آخرين، على رأس هذا البلد الغني بالموارد الطبيعية، على الرغم من ركود اقتصادي شديد وسخط اجتماعي متزايد. ومنذ سنة 1990، لم يعرف هذا البلد جنوب الأفريقي الذي يبلغ تعداد ساكنته حوالي 2.5 مليون نسمة، حزبا حاكما سوى حزب (سوابو) بقيادة سام نجوما، المتمرد السابق في الحرب الأهلية والفائز بأول اقتراع ديمقراطي في تاريخ البلاد. وتظل فرص مرشح الحركة الديمقراطية الشعبية، ماك هنري فيناني (42 عاما)، الذي سبق أن خاض الانتخابات الرئاسية لعام 2014، ضعيفة بسبب علاقة الشكوك حول قرب حزبه من نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا. بدورها، تخوض إستير مويجانغ ( 57 عاما)، المنحدرة من إثنية الهيريرو، الانتخابات الرئاسية، وهي أول امرأة تترشح لهذا المنصب السياسي الرفيع. وتخوض مويجانغ المعركة من أجل الإقرار بالمذابح التي عانت منها اثنيتها مطلع القرن العشرين على يد المستعمرين الألمان. وكانت مويجانغ انتخبت مطلع السنة الجارية على رأس المنظمة الديمقراطية للوحدة الوطنية، لتصبح بذلك أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تاريخ البلاد. ويبدو أن طبيب الأسنان والمحامي السابق باندوليني إيتولا ( 62 عاما)، المرشح الذي يشكل التهديد الحقيقي الوحيد الذي يواجه الرئيس المنتهية ولايته. وقدم إيتولا الذي يحتفظ بعضويته في الحزب الحاكم، نفسه كمرشح مستقل. وهو يندد بإخفاقات النظام، لاسيما على مستوى نسبة الفقر والتفاوتات التي تطال جزءا كبيرا من الساكنة. وعلى الرغم من ثروتها الطبيعية الهائلة، لا سيما من اليورانيوم والسياحة المزدهرة، تحتل ناميبيا المرتبة الثانية بين الدول التي تشهد أكبر نسبة من التفاوتات في العالم بعد جنوب إفريقيا، وفقا للبنك الدولي. وأدى انخفاض أسعار المواد الأولية والجفاف المستمر منذ عدة سنوات إلى دخول الاقتصاد مرحلة ركود منذ سنة 2016.