لا يختلف إثنان على أن إيداعات الجماهير في المدرجات يعتبر من أبرز ما في كرة القدم، إلا أن هذه الجماهير كانت دائما محل قلق واضطربات وسحبت مسألة تشجيع الساحرة المستديرة من جانب المتعة إلى أشكال من العنف تهدد سلامة دول ومجتمعات كاملة. وسنرصد في هذا التقرير أبشع المشاهد التي ارتكبها الألتراس والهوليجانز في ملاعب كرة القدم بمختلف بقاع العالم. لوتون وميلوال في ربع نهائي كأس الاتحاد 1985 استطاع فريق لوتون صاحب الأرض في تلك المباراة أن يحقوق الفوز بنتيجة 1-0 ويبلغ نصف نهائي البطولة وهو حدث لم يتكرر كثيرا في تاريخ النادي، ورغم ذلك قامت جماهير "الهوليجانز" بعد نهاية المباراة بتحطيم المدرجات واقتحمت الملعب بدون أي سبب منطقي. تلك الواقعة امتدت إلى أعمال عنف في المدينة وتحطيم السيارات والمحال والمنازل وعندما استقر الوضع ألقت قوات الشرطة القبض على 31 شخص والغريب في الأمر أن الجماهير أكدت أنها تشجع أندية أخرى غير ميلوال والغالبية من بينهم أكدوا أنهم من مشجعي تشيلسي ووست هام. نهائي الدوري الأوروبي 2008 كانت من أخطر أحداث العنف التي أعادت إلى انجلترا ذكريات الهوليغانز بعد سنوات من القضاء عليهم، حيث أقيم النهائي بين غلاسكو رينجرز وزينت سان بطرسبورغ على استاد ايستلاندز – الاتحاد حاليا – الخاص بمانشستر سيتي. وقعت تلك الحادثة بسبب توافد 300 آلاف مشجع لغلاسكو على مانشستر من أجل المباراة فقامت المدينة بتوفير شاشات عرض بالشوارع من أجل الجماهير التي حضرت دون تذاكر، لكن تلك الشاشة سقطت وهو ما أدي إلى حدوث شغب بين الجماهير. وأدت تلك الواقعة إلى إضافة 15 ضابط شرطة و52 من المشجعين نقلوا إلى المستشفى عن طريق سيارات الإسعاف وتم إلقاء القبض على 39 بواسطة شرطة مكافة الشغب، وتم استغلال تلك الأزمة على المستوى السياسي من جانب اسكتلندا التي حاولت تصوير الأمر باعتباره عنف موجه من الشرطة الانجليزي تجاه المواطن القادم من اسكتلندا. ديربي البيضاء بين الرجاء والوداد عرفت نهاية المباراة أحداث شغب بين جمهوري الوداد والرجاء الرياضيين وانفلاتا أمنيا، في أعقاب الإعلان عن نهاية لقاء ديربي 119، الذي انتهى بالتعادل السلبي. وتعرض أنصار الفريقين إلى إصابات وجروح بليغة نتيجة الاعتداء بالعصي واقتلاع الكراسي والضرب بها، فضلا عن رشق رجال الأمن بالحجارة. ديربي صقلية وأحداث عنف 2007 ديربي صقلية بين باليرمو وكاتانيا يعتبر من أسوأ المواجهات على مستوى سلم العام، ففي كل موسم يتسبب الأمر في أزمة كبيرة بالنسبة للأمن، لكن مباراة فبراير 2007 كانت حدث مشتعل للغاية أدى إلى وفاة ضابط شرطة أثناء التعامل مع الاشتباكات بين روابط الألتراس. وكانت جماهير باليرمو قد دخلت إلى المباراة بعد دقائق من بداية الشوط الثاني وكان فريقهم في تلك اللحظة متقدم بهدف فإذا بهم يشعلون الألعاب النارية بكثافة ويلقونها في الملعب، وردت عليهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع ليقرر حكم المباراة إيقاف المباراة لأكثر من 40 دقيقة، وبعد المباراة أتت وفاة ضابط الشرطة بواسطة طلق ناري صادر من مسدس بدائي الصنع. ديربي الكونغو الديموقراطية ومقتل 14 شخصا وقعت أحداث عنف دامية بين جماهير فيتا كلوب وتي بي مازيمبي أكبر فريقين في الكونغو وكان ذلك في صيف عام 2014، وأدى الأمر إلى تدخل الشرطة. الأزمة حدثت عندما تمكن مازيمبي من الفوز في المباراة والحصول على لقب الدوري الرابع على التوالي من ملعب تاتا رافائيل معقل فيتا فدارت أعمال شغب من الجماهير الحاضرة للمباراة وأدى ذلك إلى وفاة 15 شخصا بعد تدخل الشرطة. وقامت قوات الشرطة بالتدخل بإلقاء الغاز المسيل للدموع وهو ما تسبب في التدافع الكبير بين الجماهير ومات البعض من دهس الأقدام والبعض الآخر من الاختناق. بورسعيد وأبشع جرائم الألتراس تعتبر حادثة بورسعيد من أبشع الجرائم في تاريخ الألتراس بشكل عام حيث أنه في أول فبراير 2012 قامت جماهير أولتراس جرين ايجلز المشجعة لفريق المصري بالهجوم على أولتراس أهلاوي في استاد بورسعيد بعد الفوز في المباراة. وتسبب الهجوم في مقتل 72 مشجع من جماهير النادي الأهلي بسبب السقوط من فوق المدرجات إضافة إلى التدافع الشديد مع غلق أبواب المدرج من الخارج. يشار إلى أن آخر الكوارث التي تسببت فيها الجماهير، تعود إلى يوم امس السبت 19 مارس، عقب نهاية مباراة الرجاء ضد الحسيمة والتي عرفت أحداث شغب دامية بين فصيلن تابعين للفريق الأخضر، أدى إلى إصابة أزيد من 100 مشجعا ومصرع 3 آخرين.