قرر المشير "محمد حسين طنطاوي" رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إعلان الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية "مصر" لمدة ثلاثة أيام إعتباراً من يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2012 وحتى غروب شمس يوم السبت 4 فبراير، خلال بيان رقم 2 صادر عنه يوم أمس. وقالت الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانها رقم 2 للعام الجاري إن المشير أمر كذلك بتشكيل لجنة تحقيق من كافة الجهات المعنية للوقوف على الأبعاد المختلفة للأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة فريقي "الأهلي" و"المصري" البورسعيدي بملعب "بورسعيد" بالإضافة إلى الكشف عن العناصر المتورطة فيها لتقديمهم للمحاكمة. وتقدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخالص التعازي لأسر ضحايا الأحداث المؤسفة. وأكد المشير "طنطاوي" أن الأحداث مدبرة، مشددا على أنه سيتم تعقب الجناة ومعاقبتهم، مشيرًا إلى أنه لن يتم التقصير في مسئولية أمن "مصر", فيما قالت وزارة الداخلية إنها رصدت محاولات إثارة الشغب قبل بدء المباراة وأنها فضلت التعامل بحكمة لخروج آمن بالمباراة. وقال المشير في تصريحات فور استقباله فريق وجماهير "الأهلي" بمطار شرق "القاهرة" أنه لم يتخذ قرارا حتى الآن بإقالة محافظ "بورسعيد" أو مدير الأمن، وأنه ينتظر نتيجة التحقيقات لاتخاذ مثل هذا القرار، مضيفا أن ما حدث لن يؤثر على "مصر" وأمنها. وطالب المشير الشعب المصري بعدم الصمت تجاه من يثيرون الشغب، ويحاولون إحداث تخريب في "مصر", والمشاركة في التصدي لهم. من جهتها, قالت وزارة الداخلية إن اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية قرر تشكيل لجنة لمعرفة ملابسات ما حدث في مباراة "الأهلي" و "المصري" البورسعيدي والتي أسفرت عن وقوع 74 حالة وفاة من بينهم أفراد شرطة و 248 مصاباً من بينهم 14 من رجال الشرطة. وأضاف البيان أن الوزارة ستقوم بالإعلان عن كافة القرارات التي يتم اتخاذها بعد انتهاء عمل اللجنة. وأوضح البيان الذي أصدرته الوزارة أنه "بالرغم من كافة الإستعدادات والتنسيقات الأمنية التي تم إتخاذها قبل المباراة إلا أنه كان هناك تصعيد عدائي شبه متعمد من قبل بعض الجماهير، والتي تعاملت معها الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين المباراة بحكمة بالغة للوصول بالمباراة إلى بر الأمان حرصاً على سلامة الجماهير", وأضافت أنه "بدا واضحاً أن هناك إصراراً متعمداً من قبل مجموعات من مثيري الشغب للقيام بتعديات غير مبرره بقصد إحداث حالة من الفوضى والشغب والاندفاع بكثافة داخل الملعب عقب انتهاء المباراة". وذكر البيان أن وزارة الداخلية حذرت من العنف بين جماهير الأندية، وذلك بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم و الأندية الجماهيرية حتى يتم استيعاب الجماهير داخل المنظومة الرياضية، وطالب البيان بتكاثف جميع وسائل الإعلام لوقف هذه الأحداث التي شوهت "مصر" و ثورتها البيضاء. وقامت قوات أمن "بورسعيد" والأمن المركزي بضبط 47 من المتهمين بإثارة الأحداث و المحرضين عليها حتى الآن. فيما ندد عدد من نواب البرلمان باعتداءات جماهير "المصري" على مشجعي النادي "الأهلي" بعد مباراتهما في الدوري المصري, ووصف البرلمانيون الأحداث بأنها فوضى مدبرة وليست مجرد شغب مباريات, وتساءل عدد من النواب عن العلاقة بين الأحداث والمناقشات الدائرة في البرلمان حول قانون الطوارئ. وقال الدكتور "أكرم الشاعر" نائب محافظة "بورسعيد" عن حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي ل"جماعة الإخوان المسلمين" ورئيس لجنة الصحة بالبرلمان: "حادثة الإستاد مدبرة ولها علاقة بالهجوم على مجلس الشعب أول أمس", مضيفا: "الموقف الآن سيء جدا في بورسعيد وما يحدث فوضى وليس رياضة". من جانبه, قال "زياد العليمي" عضو مجلس الشعب عن تحالف الكتلة المصرية إن "ما جرى حدث بعد أن أقر وزير الداخلية بأهمية تطبيق قانون الطوارئ وهو المسئول عما يحدث, وأضاف: "الشعب المصري تتم معاقبته لأنه قام بثورة وسنستدعي وزير الداخلية الخميس لاستجوابه عن أحداث أمس". وقال "البدري فرغلي" نائب محافظة "بورسعيد" بمجلس الشعب أنه سيتقدم الخميس بطلب عاجل لوزير الداخلية لعزل كل القيادات الأمنية ب"بورسعيد" بسبب دخول الأسلحة بجميع أنواعها إلى الملعب مما تسبب في هذه المجزرة, مؤكدا أن ما حدث يعد مؤامرة مدبرة ولابد من التحقيق فيها, وعدم القسوة على جماهير بورسعيد". وحمل "محمد أبو حامد" عضو مجلس الشعب عن حزب "المصريين الأحرار" المجلس العسكري مسئولية الأحداث قائلا: "المجلس العسكري هو المسئول عما يحدث وأطالب بحضور المشير طنطاوي بشخصه وصفته لمحاسبته". وأضاف "أبو حامد" في مداخلة هاتفية ببرنامج "ناس بوك" على فضائية "روتانا" أن "شباب الألتراس يعاقب لأنه يقف بجانب الثوار والمجلس العسكري غير مؤهل لإدارة البلد والمجلس خان دم الشعب المصري, وقوات الأمن تركت البوابات مفتوحة والأمن كان يرى ويسمع كل ما يحدث وكل من لا يقر بأن هذه ليست مؤامرة هو خائن للشعب المصري". من جانبه قال الدكتور "عمرو حمزاوي" البرلماني إنه أرسل للدكتور "سعد الكتاتني" رئيس مجلس الشعب للمطالبة بعقد جلسة استثنائية الخميس للبرلمان لمناقشة أحداث العنف التي شهدها استاد بورسعيد مساء الأربعاء. وطالب "حمزاوي" في تعليقه على الأحداث عبر حسابه الشخصي على "تويتر" بضرورة إقالة وزير الداخلية ومدير أمن "بورسعيد" ومحافظها فورا بعد هذه الأحداث. ومن جهته أكد "عماد البناني" رئيس المجلس القومي للرياضة أنه سيتم التحقيق مع كل أطراف الأزمة، وأنه سيطبق عقوبات رادعة وقاسية على المتورطين في الأحداث واصفا ما حدث بوصمة عار على "مصر" كلها. وأضاف أن هناك غرفة عمليات داخل القومي للرياضة تسعى لتأمين خروج لاعبي الأهلي وجماهيره من "بورسعيد". وقالت صفحة "دعم عمرو موسى رئيساً للجمهورية" على موقع التواصل الإجتماعي ال"فيس بوك" أن شهود عيان ذكروا أن بعض جماهير فريق "المصري" البورسعيدي ألقت بعض جماهير "ألتراس أهلاوي" من أعلى مدرجات إستاد "بورسعيد", وأسفر ذلك عن وفاة عدد منهم خارج الإستاد. وأضافت الصفحة إن كل من اللاعب "محمد أبو تريكة" و"محمد بركات" و"عماد متعب" و"أحمد فتحي" و"حسام غالي" و"حسام عاشور" أكدوا إن تصرف الأمن إتجاه الأحداث كان متعمدا وأن العملية مدبرة وأن هناك تواطؤ صريح, وأن جميع بوابات الإستاد فتحت مرة واحدة وبسهولة والجماهير دخلت حاملة أسلحة بيضاء. ونقلت الصفحة على لسان اللاعب "أحمد فتحي" قوله في إحدى المداخلات الهاتفية "أنه قال لأحد أفراد الشرطة حرام عليكم ارحمونا وارحموا الناس فقالوا ملناش دعوة". وقال "شريف إكرامي" حارس مرمى النادي "الأهلي" أنهم تم نقلهم بطائرة حربية من "بورسعيد" إلى "القاهرة"، وأضاف "إكرامي" خلال مكالمة هاتفية في برنامج "بلدنا بالمصري" والذي تقدمة الإعلامية "ريم ماجد" وتبثه قناة "أون تي في"، أنهم كلاعبين رغم الإصابات التي يعانون منها إلا أنهم بالمقارنة بما رأته أعينهم من قتلى، فإنهم لا يوجد بهم أي إصابات. وأشار "إكرامي" إلى أنه في وقت خروجه مهرولاً من أرض الملعب قام العشرات من جماهير "المصري" البورسعيدي بالإعتداء عليه، ولم تتدخل أي من قوات الأمن رغم قربهم منه. وأكد حارس مرمى النادي "الأهلي" على عدم استمرار لاعبي "الأهلي" في لعب كرة القدم قائلاً "بعد القتلى اللي شفناهم لو لعبنا كورة ثاني يبقي معندناش دم". وفي تعليق لمرشح الرئاسة المحتمل الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" قال: المجزرة في إستاد "بورسعيد" ليس مجرد تقصير أمني لكنها جريمة كاملة والثورة لا يمكن أن تسمح بعقاب الألتراس على مشاركتهم في "التحرير". وعلق الفنان "نبيل الحلفاوي" قائلا: ما حدث أكبر من كونه إنتقام من الألتراس أين كردونات "الإخوان" و"السلفيين" في "بورسعيد" لحماية جمهور "الأهلي" وتمكين الإسعاف طالما أن الأمن يخشى الإشتباك مع المعتدين؟ مؤامرة الوصول ب"مصر" إلى حالة الإنهيار الكامل تواصل النجاح. إعتمادا على المأجورين.. والحمقى. وقال المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور "حمدين صباحي": شهداء إستاد "بورسعيد" ضحايا سيناريو لفوضى ممنهجة، ودماؤهم مسئولية من يحكمون البلاد ولا زالوا عاجزين عن حماية أرواح المصريين. وقال "عمرو سلامة": العرب قتلوا في بعضهم في الخمس سنوات الأخيرة أضعاف ما قتلته قوات الإحتلال الإسرائيلي، من طائفية لثورات لكرة. عربي و لكنني اليوم لست مفتخر. أما الفنان "فتحي عبد الوهاب" فقال: وتأتي الأحداث بعد يومين من مطالبة وزير الداخلية بتمديد العمل بقانون الطوارئ. و قال بعض من أبناء مدينة "بورسعيد" على موقع التواصل الإجتماعي ال"فيس بوك" في تعليق على الأحداث أن الأمن هو الذي فتح البوابات وقال "إذهبوا وخذوا حقكم لأنهم كتبوا بلد البالة لا يوجد بها رجال معروف عن بورسعيد أنها تتاجر في الملابس القديمة المستورة من الخارج وقالوا هناك كثير من الأموات والمصابين "حسبما قال" صلاح جيفارا". وأضاف أنه قام بنقل المصابين بالإستعانة ببعض أصدقائه إلى الإسعاف لعلاجهم، وأضاف أن اللاعبين كانوا يبكون داخل غرف تبديل الملابس. فيما قال "عبد الرحمن الزغبي" أنا من "بورسعيد" وكنت راكب ميكروباص، وقال أحد المتفرجين أنه نزل الملعب وأحد أفراد الأمن قال له "روحوا طلعوا ميتين أبوهم دول بيقولوا أنكم ما فيكوش راجل يقصد هنا الألتراس وأقسم أنه سمعها بأذنيه". وتتقدم عدة صحف بما ورد في الشهادتين كبلاغ للنائب العام للتحقيق فيهما. من جهته قال الدكتور "حلمي عبسوي" وكيل وزارة الصحة ب"بورسعيد" لقناة "الحياة" إن عدد القتلى وصل إلى أكثر من 74 قتيلا, وأكد "حلمي" أن حالة المصابين مستقرة ولا يوجد في العناية المركزة سوى حالتين فقط. وفي نفس السياق, أعلنت وزارة الصحة أسماء بعض المتوفين الذين استدلوا على هويتهم وهم 22 قتيلا, وقالت إن المستشفى العسكري ب"بورسعيد" استقبل 24 حالة منها 16 حالة مجهولة الهوية, كما استقبلت مستشفى الزهور المركزي 14 قتيلا، وأوضحت أن أسماء باقي المتوفين لم تحدد هويتهم بعد, بسبب عدم العثور على هوياتهم الشخصية.