ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيفا: يوم أسود للعبة
نشر في بيان اليوم يوم 03 - 02 - 2012


مصر.. هي فوضى
اتهامات للمجلس العسكري ب «حرق مصر»
مقتل أزيد من 76 شخصا وجرح حوالي 500 في مباراة لكرة القدم
وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أعمال العنف التي خلفت أكثر من 73 قتيلاً في مباراة بالدوري المصري الممتاز بأنها «يوم أسود للعبة»، كما قرر الاتحاد المصري للعبة إيقاف الدوري إلى أجل غير مسمى مع دراسة فكرة إلغاء البطولة بشكل جدي.
وقال السويسري سيب بلاتر رئيس الفيفا في بيان نشره موقع اتحاده على الانترنت «شعرت بالصدمة والحزن حين علمت بوفاة عدد كبير من المشجعين وفي مباراة ببورسعيد.. أتضامن مع عائلات الضحايا هذا المساء.»
وأضاف السويسري ?هذا يوم أسود لكرة القدم. لا يمكن تخيل مثل هذا الموقف الكارثي ولا يجب أن يحدث مرة أخرى».
وأسفرت الاشتباكات التي أعقبت لقاء الأهلي ومضيفه المصري بورسعيد، عن أكثر من 70 قتيلاً ومئات الجرحى، ما أضطر رئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر لتأجيل الدوري المصري بجميع درجاته لأجل غير مسمى تمهيدا لإلغائه.
وأعلن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر، ايقاف الدوري لأجل غير مسمى عقب الأحداث الدموية التي رافقت المباراة. وأضاف زاهر لقناة الأهلي التلفزيونية «بعد الاتصال برئيس المجلس القومي للرياضة قررنا إيقاف الدوري لأجل غير مسمى وإجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة وسيعلن النتيجة للرأي العام.»
وغزت أعداد كبيرة من المشجعين أرض استاد المصري البورسعيدي بعد نهاية مباراة الفريقين وحاولت الاعتداء على لاعبي الأهلي وجهازه الفني وطاردوهم وهم في طريقهم نحو غرف خلع الملابس، بعدما تفوق صاحب الأرض 1-3 على حامل اللقب.
وكانت هناك بوادر على توتر الأجواء قبل اللقاء اذ أطلق مشجعون في استاد بورسعيد الألعاب النارية قبل ضربة البداية لكن الأهلي نجح في التقدم بهدف عبر مهاجمه البرازيلي فابيو جونيور في الدقيقة 11.
وأدرك مؤمن زكريا التعادل للمصري في الدقيقة 72 ثم سجل هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 84 بعد خطأ لدفاع الفريق الزائر ليراوغ اكرامي ويضع الكرة في المرمى الخالي. وأضاف عبد الله سيسي الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني. وأنهى الأهلي اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد حسام غالي لتلقيه الإنذار الثاني في الدقيقة.
استمراراً للحالة، التي تسيطر على مصر، وقعت أعمال عنف واسعة النطاق عقب مباراة كرة قدم، أسفرت عن وفاة 76 شخصاً، وإصابة نحو 450 شخصاً في إستاد بورسعيد، عقب مبارة كرة قدم بين فريقي الأهلي والمصري، كما وقعت أعمال عنف أخرى في إستاد القاهرة، أسفرت عن احتراق الإستاد، وسقوط عشرات القتلى والمصابين. وطالبت قوى ثورية وسياسية عديدة بإقالة وزير الداخلية، متهمة إياه بالتقصير في حماية الأرواح والممتلكات.
وقال الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف إن عدد القتلى وصل إلى 76 حالة بحلول التاسعة والنصف من مساء الأربعاء 1 فبراير الجاري، متوقعاً ارتفاع عدد حالات الوفاة. وأضاف ل»إيلاف» إن حالات الإصابات وصلت إلى نحو 270 حالة، متوقعاً ارتفاع العدد، مشيراً إلى أن هناك 20 سيارة إسعاف أرسلت من الهيئة في القاهرة إلى بورسعيد، إضافة إلى قوة الإسعاف في بورسعيد.
ووصف الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر السابق الأحداث بأنها «فوضى ممنهجة»، وقال في صفحته على فايسبوك: «هذا الموضوع مخطط، وتلك الأحداث هي فوضى ممنهجة».
أيّد البدري فرغلي النائب في مجلس الشعب عن محافظة بورسعيد وجهة نظر شرف، وقال ل»إيلاف» ما يحدث فوضى مدبرة، مشيراً إلى أن المشهد لا يمكن قراءته بعيداً عن السياسية، وعمّا يجري في البلاد حالياً. وأضاف فرغلي أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول طريقة تعامل الشرطة وقوات الجيش مع الأحداث، متهماً إياها بالتواطؤ في تلك الجريمة.
وأشار إلى أن قوات الأمن سمحت بدخول الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء إلى الإستاد وساهمت في المذبحة بطرقة مباشرة.
وقرر المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري إرسال طائرتين عسكريتين لنقل لاعبي الأهلي وجمهوره والمصابين من محافظة بورسعيد إلى القاهرة. فيما قرر إتحاد الكرة المصرية تأجيل دوري كرة القدم إلى أجل غير مسمّى.
وقال شهود عيان ل»إيلاف» إن الأحداث بدأت في أعقاب انتهاء المباراة بين النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، مشيرة إلى أن جماهير النادي المصري هاجمت لاعبي النادي الأهلي وجماهيره، عقب إطلاق صفارة النهاية، رغم أن فريقها حقق فوزاً تاريخياً على الأهلي، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
وأضاف الشهود إن الأحداث اشتعلت بسبب لافتة، رفعها مشجّعو النادي الأهلي، مكتوب عليها «بورسعيد ما فيهاش رجالة»، إضافة إلى توجيه شتائم بذيئة إلى أهالي بورسعيد، ولفتت إلى أن الجماهير اندفعت إلى أرض الملعب، واعتدت بالضرب على اللاعبين والمشجّعين بالعصي والأسلحة النارية والبيضاء، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن الإستاد.
ودعا «تحالف ثوار مصر»، الذي يضم العديد من القوى الثورية، مجلس الشعب إلى سحب الثقة من وزيري الداخلية والصحة فورًا، وإقالة محافظ بورسعيد، على خلفية الأحداث، التي راح ضحيتها العديد من لاعبي وجماهير النادي. كما طالب التحالف بإقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم فورًا.
اتهامات للمجلس العسكري
هذا وأعرب العديد من الرموز السياسية المصرية عن أسفهم لأحداث الشغب، التي وقعت في إستاد بورسعيد، واتفقوا جميعاً على أن الأحداث ذات علاقة بالسياسية، وليست مجرد انفعال جماهيري، لا سيما أنها أتت من جماهير النادي المصري الفائز في المباراة.
وتفاعلت الرموز المصرية مع الحدث عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها فايسبوك وتويتر. وقال عصام سلطان النائب في البرلمان: «الأمر أكبر من مباراة كرة قدم، فشلوا في الوقيعة بين شباب الإخوان والثوار في الأمس، ففعلوا فعلتهم اليوم، وما زالوا يفاجئوننا كلما اقترب تسليم السلطة».
وكتب حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: «كارثة تحدث في مصر، الدولة تتفكك، كل ما نشاهده هذا الأسبوع من أعمال سرقة بالإكراه والعنف غير المبرر في بورسعيد وإستاد القاهرة يظهر غياب الدولة».
واتهمت الناشطة السياسية نوارة نجم المجلس العسكري والإخوان ب»حرق مصر»، وقالت: «المجلس بيحرق لنا البلد ليه؟، والإخوان بيقولوا لنا حنلمّكم كلكم في السجون وحنلبسكم قضايا تخابر كمان، يا ناس ما فيش حد يلحقهم، الجدعان بتموت، وإحنا ما حيلتناش رجالة في البلد دي غيرهم».
وكتب «أدمن» صفحة حركة «6 أبريل»: وزير الداخلية هو المسؤول عن تأمين المباريات، وبالتالي هو المسؤول عن أعمال الشغب وسقوط الضحايا، ووزارة الداخلية تريد تحويل وضع البلد إلى فوضى، ويجب محاسبة وعقاب كل من تسبب في أحداث الفوضى وسقوط قتلى في بورسعيد، هناك من يريد إشعال الأحداث في مصر».
ووصف الناشط الحقوقي نجاد البردعي ما حدث ب»المؤامرة على مصر من الداخل»، وقال: «لا يمكن إلا أن نحمّل الأمن مسؤولية ما يحدث، يجب ألا يعاقب المصريون، لأنهم طالبوا برفع حاله الطوارئ، لو أنكم لا تستطيعون حفظ الأمن إرحلوا، وأنا بصراحة أصبحت موقن بأن المؤامرة على مصر وأهلها هي من الداخل، وأن الطرف الثالث، الذي نتكلم عنه كثيرًا، هو في الحقيقة داخل أجهزة الدولة».
واتهمت الناشطة أسماء محفوظ المجلس العسكري بالسعي إلى إحراق مصر، وقالت: «مش معقول كل ده يكون صدفة، البلد كل يوم بتولع في ظل حكم العسكر، كل يوم ناس بتموت في ظل حكم العسكر، كل دقيقة بتمر في حكم العسكر معناه سقوط الدولة».
ورفض المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وصف الأحداث بالجريمة الجنائية، وقال: «المجزرة في إستاد بورسعيد ليست مجرد تقصير أمني، لكنها جريمة كاملة».
واتهم الفنان والناشط السياسي خالد أبو النجا الأمن بالتقاعس، ودعا إلى عزل وزير الداخلية والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، وقال: «أن يتقاعس الأمن ويتواطأ بهذا الشكل، هذا يدل على أنه لا يصلح لمهمته في الحفاظ على أمن وحياة المواطن، طنطاوي ومجلسه والجنزوري لابد من عزلهم فورًا».
واتهم محمود عفيفي المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 إبريل الشرطة بالتخاذل والاشتراك بما وصفها ب»المؤامرة». وقال ل»إيلاف» إن أجهزة الأمن فتحت بوابات الإستاد عقب الانتهاء من المباراة مباشرة، مما سهّل كثيرًا اقتحام الجماهير للملعب والهجوم على اللاعبين ومشجّعي النادي الأهلي. وألمح إلى تورّط المجلس العسكري في الأحداث، وقال إن القوات الأمنية وقوات الشرطة العسكرية كانت مختفية تماماً طوال الأحداث.
وتوقع عفيفي اشتعال الموقف، وزيادة الاحتقان بين المصريين، مشيراً إلى أن ما يحدث يعتبر مؤامرة مكتملة الأركان ضد مصر، ومحاولات لإجهاض الثورة.
من جانبه، دعا الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب إلى اجتماع عاجل للمجلس في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم غد الخميس، لمناقشة تداعيات أحداث مباراة الأهلي والمصري في إستاد بورسعيد.
فيما أعلن الدكتور أسامة ياسين رئيس لجنة الشباب والرياضة أن المجلس لن يناقش أحداث المباراة فقط، وإنما سوف يناقش هذه الفوضى، التي تتم صناعتها في مصر الآن، لتدمير الثورة والإجهاز على مكتسباتها.
وأوضح أن ما حدث أكبر مما شهدته المباراة، حيث تشهد مصر حالة منظمة منذ أيام عدة لإثارة الفوضى والبلبلة، بدأت بالسطو على البنوك والمستشفيات ومراكز البريد، وامتدت إلى بورسعيد أخيرًا، وهو ما لم يحدث خلال أيام الثورة، التي لم يكن فيها وجود لرجال الشرطة.
ردود فعل غاضبة ضد الشرطة والعسكر
تواصلت ردود الفعل الغاضبة على أحداث إستاد بورسعيد، وانطلقت مظاهرات في الإسكندرية والقاهرة للتنديد بالأحداث، واتهمت وزارة الداخلية والمجلس العسكري بالمسؤولية عن تلك الأحداث، ورددوا هتافات منها: «القصاص القصاص من اللي قتلنا بالرصاص»، و»واحد اثنين القصاص فين؟»، فيما استقبل المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري لاعبي النادي الأهلي في المطار، وأمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث.
ووصف حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أحداث شغب بورسعيد بأنها «أكبر من كونها تشجيعًا أو تعصبًا خرج عن المألوف، وإنما يشير إلى مخطط متعمد لصناعة فتنة، تهدف في الأساس إلى إدخال مصر في دوامة من الأزمات».
وأضاف الحزب في بيان له تلقت إيلاف نسخة منه: ما حدث في بورسعيد لا ينفصل بأي حال عن المشهد العام خلال الأيام الماضية، من حوادث سرقة منظمة لعدد من البنوك ومكاتب البريد وانتشار حالات السطو وقطع الطرق، وهي الأفعال التي ظهرت بشكل واضح بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، التي كانت نقلة كبيرة للثورة المصرية، وهو ما يشير إلى وجود أصابع، لم تعد خفية، تريد إدخال مصر في فوضى منظمة.
واتهم الحزب «رموز النظام السابق» و»أطراف خارجية» بالتورّط في الأحداث، ومحاولة خراب مصر، وقال: «أطراف داخلية ما زالت لها علاقات قوية مع النظام السابق، الذي يدير مخطط الخراب من محبسه في سجن طرة، مستغلاً في ذلك عدد من رجال الأعمال، الذين كانوا من أركان هذا النظام، ومازالوا يتمتعون بالحرية، رغم ملفات الفساد الكثيرة المتورّطين فيها، مستخدمين في ذلك أموالهم وعدد من وسائل الإعلام المملوكة لهم، إضافة إلى الأصابع الخارجية، التي فشلت في الاستحواذ على الثورة المصرية، إلا أنها لم تيأس من محاولات تشويهها وتعويق مسيرتها.
ودعا الحزب: «أبناء الشعب المصري، بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، إلى اليقظة والتصدي لهذه المؤامرات، وفضح هذه الدعوات والتحركات، التي تريد إدخال مصر في فوضى منظمة، بهدف إعاقة وصول البلاد إلى الاستقرار والتنمية والرخاء».
كما دعا المجلس إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية الشعب ومنشآته وثورته من هذه المؤامرات. واتهم الحزب جهاز الشرطة بالتورّط في الأحداث. وقال: الشرطي الذي كان يستطيع منع هذه الكارثة... اكتفي بالوقوف متفرجًا، مما يحمّله مع الأطراف السابق ذكرها المسؤولية الكاملة لما تشهده مصر من أعمال عنف.
واتهمت حركة 6 أبريل المجلس العسكري بتدبير الأحداث، لمدّ قانون الطوارئ، وقالت الحركة في بيان لها: «الحدث ليس له أي مبرر، سوى أنه تم بتدبير من المجلس العسكري، وقيادات الداخلية، بلافتات ترفع فجأة لتأييد المجلس العسكري في وسط المباراة، لدفع البلاد نحو فوضى مفتعلة».
وأوردت الحركة أربعة أدلة على ذلك هي:
- عدم حضور مدير الأمن ومحافظ بورسعيد المباراة على غير العادة، ومن المعروف أن مباراة المصري والأهلي في بورسعيد تأخذ شكل الكرنفال الرسمي، حيث ينتظرها أهل بورسعيد من العام إلى العام.
- فتح مدرجات المصري أكثر من مرة للجماهير للنزول إلى الملعب من قبل الأمن المركزي، وتواجد شخصيات غريبة في أرض الملعب بحجة تأمين الملعب.
- إغلاق أبواب مدرجات الأهلي من الخارج بالجنازير وقت انطلاق صفارة الحكم، مما أدى إلى اضطرار جماهير الأهلي إلى القفز من فوق المدرجات، مما كلفهم حياتهم.
- انسحاب رجال الأمن من الملعب، وإفساحهم الطريق أمام ضرب لاعبي وجمهور الأهلي بشهادة المصابين، وذلك كان أمام الكاميرات، بما لا يدع مجالاً للشك.
وأضافت الحركة: السؤال الآن: لماذا تقترن أحداث العنف والنهب والاقتحام والسطو المسلح وكل الأحداث الأخيرة الغريبة على بلادنا بإعلان رفع حالة الطوارئ؟!، وسط أنباء عن إعلان الطوارئ الآن تحديداً بعد الأحداث المتتالية؟!، أليس المخطط مكشوفًا وساذجًا؟!.
وتابعت: «ألا يستطيع المجلس تأمين شبابنا، كما يقوم بتأمين المخلوع وأبنائه وأزلامه في المحاكمة المسرحية الدائرة»؟.
من جانبه، رفض اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري اتهام المجلس بتدبير الأحداث، وقال: أرجوكم لا تلقوا المسؤولية على المجلس العسكري أو الداخلية أو الحكومة». وأضاف في تصريحات تلفزيونية: يجب أن نحافظ على البلد، ونتكاتف من أجل عودة شعار (كلنا إيد واحدة)، ومن يعرف أحدًا يرتكب خطأ يجب الإبلاغ عنه، ونبتعد عن نبرة التخوين، سواء بين الشعب والجيش أو الشباب والحكومة».
ونفى مسؤولية قوات الجيش عن تأمين المباراة وقاًل: «سمعت أحد الإعلاميين يقول أين المجلس العسكري مما يحدث؟، وأقول له إن الداخلية هي من كانت مسؤولة عن تأمين المباراة، ولم تكن تريد الاحتكاك بأحد، ولهم كل الحق في ذلك، فهي ابتعدت عن استخدام القوة، حتى لا تستفز الناس، البلد يعيش في موقف لا يحسد عليه».
عن إيلاف- بتصرف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.