أعادت طائرة عسكرية بعثة الاهلي الى القاهرة في ساعة متأخرة من يوم الاربعاء بعدما نجوا من أسوأ كارثة تتسبب فيها اعمال شغب في ملاعب كرة القدم المصرية. وقتل أكثر من 70 شخصا وأصيب المئات حين اقتحمت أعداد كبيرة من المشجعين أرض استاد المصري في بورسعيد بعد فوز صاحب الارض 3-1 على الاهلي حامل اللقب في دوري مصر الممتاز لكرة القدم ليقرر اتحاد اللعبة في البلاد ايقاف المسابقة. وتوعد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في ثورة شعبية قبل عام بملاحقة المتسببين كما قال ان الغاء الدوري هذا الموسم ليس قراره. وأعلن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ايقاف المسابقة لاجل غير مسمى كما علق الاهلي وغريمه التقليدي الزمالك النشاط الرياضي حدادا على الضحايا. وطالب الاهلي حامل اللقب في المواسم السبعة الماضية النائب العام بالتحقيق فيما حدث. لكن الحزن البادي على وجوه لاعبي الاهلي لدى الوصول لمطار في شرق القاهرة بعدما أصبحوا شهودا على كارثة هي الاكبر في الملاعب المصرية وتعليقاتهم بأنهم لن يلعبوا مرة أخرى الا بعد القصاص للقتلى لا يرجح امكانية استئناف المسابقة هذا الموسم. كما توقفت مباراة أخرى بين الزمالك والاسماعيلي في القاهرة بناء على رغبة الفريقين بعد نهاية الشوط الاول حين كانت النتيجة تشير للتعادل 2-2 بينما أظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النيران خلف مدرجات استاد القاهرة. وقال الناقد الرياضي حسن المستكاوي "لو أننا دولة فعلا لالغي الدوري تماما.. على اتحاد كرة القدم الاستقالة فورا." وأضاف لرويترز عبر الهاتف "يجب منع اللعب على استاد المصري في بورسعيد لخمس سنوات على الاقل.. هذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها شغب بهذا الملعب خلال الموسم الحالي." وعوض المصري الذي يدربه حسام حسن مهاجم الاهلي السابق تأحره بهدف ليفوز 3-1 بفضل ثنائية لمؤمن زكريا. ووصف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ما حدث بأنه يوم أسود. وأضاف بلاتر في بيان "شعرت بالصدمة والحزن حين علمت بوفاة عدد كبير من المشجعين في مباراة ببورسعيد.. أتضامن مع عائلات الضحايا هذا المساء. هذا يوم أسود لكرة القدم. لا يمكن تخيل مثل هذا الموقف الكارثي ولا يجب أن يحدث مرة أخرى." كما أدان الاتحاد الافريقي لكرة القدم الاحداث وقال ان رئيسه الكاميروني عيسى حياتو يتابعها بقلق بالغ. وغزت أعداد كبيرة من المشجعين أرض الاستاد في بورسعيد بعد نهاية المباراة وحاولوا الاعتداء على لاعبي الاهلي وجهازه الفني وطاردوهم وهم في طريقهم نحو غرف خلع الملابس. ووصف محمد أبو تريكة صانع لعب الاهلي ما حدث في المباراة بأنه "حرب وليست كرة القدم" وقال انه لقن بنفسه الشهادة لاحد مشجعي الاهلي. وأظهرت لقطات تلفزيونية مشجعين وهم يعتدون على سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في الاهلي. وقال النادي بموقعه على الانترنت ان لاعبيه شريف اكرامي وشهاب الدين أحمد وشريف عبد الفضيل عانوا من اصابات مختلفة في هذه الاحداث. وقال أبو تريكة نجم الاهلي ومنتخب مصر بانفعال شديد وهو يتحدث لقناة الاهلي التلفزيونية "هذه ليست كرة قدم. هذه حرب والناس تموت أمامنا. لقد لقنت الشهادة لاحد مشجعي الاهلي قبل قليل."