كشفت أرقام رسمية مفزعة عن الأمية بمنطقة الرحامنة مؤخرا،و ذلك خلال يوم دراسي بمدينة ابن جرير بالإقليم نفسه،بعد أن أوضح المندوب الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية من خلال تقرير أدلى به، بأن نسية الأنمية تصل فيه إلى 44.5 بالمائة، ، وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، محتلا بذلك المرتبة الثالثة بين الأقاليم الأكثر معاناة من هذه الظاهرة داخل جهة مراكشآسفي، بعد إقليميشيشاوة والصويرة، ومتجاوزا النسبة المسجلة على مستوى الجهة نفسها (37,8%) وعلى المستوى الوطني (32%). وأوضح المسؤول نفسه بأن 105455 شخصا، من مجموع سكان الإقليم البالغ عددهم 311457 نسمة، يعانون من الأمية، بينهم حوالي 62 ألف من الإناث، محتلا بذلك المرتبة ما قبل الأخيرة بالجهة. وأضاف بأن النسبة تصل إلى 80,90% لدى سكان الإقليم المتجاوزين ل 50 سنة، فيما تبلغ 57,30% لدى الفئة العمرية بين 35 و49 سنة، و44,20% بالنسبة للأشخاص بين 25 و34 سنة، كما تمس فئة الشباب، إذ تصل نسبتها إلى 17,20% في صفوف السكان بين 15 و24 سنة. وتابع المسؤول نفسه، خلال اليوم الدراسي نفسه المنظم بمقر عمالة الإقليم، استعدادا لانطلاق الموسم القرائي 2019-2020، من طرف الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وعمالة الرحامنة، تحت شعار «محاربة الأمية رافعة لكل تنمية»، بأن نسبة الأمية بين النساء بالرحامنة تصل إلى 54.2%، فيما تبلغ 35,3% لدى الذكور، وتختلف النسب، أيضا، حسب وسط الإقامة، إذ تصل إلى 52,8% في الوسط القروي، و28,1% في صفوف السكان الحضريين. ومن أصل 25 جماعة ترابية بالإقليم، تتجاوز نسبة الأمية 52 في المائة في 14 جماعة قروية، بل إن أربعا منها ترتفع فيها إلى أكثر من 60 في المائة، خاصة جماعة «سيدي غانم» التي تصل فيها إلى 68 في المائة، وجماعتي «سيدي منصور» و»آيت الطالب» اللتين تبلغ فيهما 63 في المائة، و»سكورة الحدرة» التي تصل فيها النسبة إلى 61 في المائة، بينما تبلغ في مدينة ابن جرير، عاصمة الإقليم، 28 في المائة، و33 في المائة في سيدي بوعثمان، الجماعة الحضرية الثانية بالإقليم. وأكد المندوب الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالرحامنة، بأن الإقليم لا يواكب الجهود المبذولة في الجهة على مستوى الاستفادة من برامج محاربة الأمية، موضحا بأنه يحتل المرتبة الأخيرة بين الأقاليم والعمالات الثماني بالجهة، من حيث عدد الأشخاص المستفيدين من هذه البرامج، والذين لم يتجاوز عددهم 11319 شخصا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أي بمعدل يقل عن 4000 مستفيد سنويا، حيث وصل عددهم إلى 3967 شخصا، خلال الموسم القرائي 20152016، وارتفع إلى 4571، خلال الموسم الموالي، قبل أن يتراجع العدد إلى 2781 مستفيدا، خلال موسم 20172018. وتحتل الإناث حصة الأسد من نسبة المستفيدين من برامج محو الأمية بالرحامنة، حيث تصل إلى 96 في المائة، كما تتباين النسب حسب وسط الإقامة، إذ ترتفع لدى سكان العالم القروي، الذين تصل نسبتهم إلى 77 في المائة، وكذا حسب الفئات العمرية، إذ تصل النسبة لدى الأشخاص أكثر من 50 سنة إلى 39 في المائة، بينما تبلغ بالكاد 6 في المائة لدى الشباب بين 15 و24 سنة. وكان عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، استهل اليوم الدراسي بكلمة دق فيها ناقوس الخطر بخصوص وضعية الأمية بالإقليم، موضحا بأن عمليات التشخيص توحي بمؤشرات جد سلبية، لافتا إلى أن معدلات الأمية بالإقليم تبلغ مستويات عالية، مستدلا على ذلك بمجموعة من النسب والأرقام السابقة، داعيا السلطات والمنتخبين والمصالح الإدارية وهيئات المجتمع المدني، إلى تكثيف الجهود من أجل تصحيح هذه الوضعية، و بلورة استراتيجية إقليمية لمحاربة هذه الآفة. وأشار إلى أن عمالة الإقليم سبق لها أن بادرت، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لمحاربة الأمية، إلى عقد لقاء تواصلي بتاريخ 7 ماي الجاري، بمقر العمالة، حضره جميع المتدخلين والفاعلين في ميدان محاربة الأمية، والذي كان مناسبة للوقوف على المستويات المرتفعة للأمية المسجلة بمختلف جماعات الإقليم، وكذلك للتحسيس بضرورة الانخراط في برامج محاربة الأمية، وهو الاجتماع الذي قال إنه خلص إلى توجيه تعليمات إلى السلطات المحلية والمصالح الإدارية المختصة لعقد اجتماعات محلية على مستوى الباشويات والدوائر، وذلك من أجل التواصل مع الجمعيات وحثها على الانخراط في هذا المشروع الوطني، مع ضرورة إشراك بعض الفاعلين في هذا المشروع، كالفرع المحلي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والقطاع الخاص.