نشرت صحيفة “ديلي تلغراف”، اليوم الجمعة، تقريراً تتحدث فيه عن “مأساة الكازاخيين في معتقلات الصين”، التي تواصل اضطهادها لأقلية الأويغور المسلمة. وروت الصحيفة قصة “غولي” (أم لأربعة أطفال) التي تقبع منذ عامين في المعتقل، مقيدة بالسلاسل وتتعرض للضرب بأمر من قيادات الحزب الشيوعي الصيني في إقليم شينغيانغ، وأن رجليها ويديها تورمت من القيود وأصبحت تنزف دماً. وتذكر أن مركز اعتقال شينغيانغ فيه نحو مليون مسلم، أغلبهم يعتقد أنهم من الأويغور، وهي الأقلية التي تتعرض لقمع السلطات الصينية منذ زمن طويل. وأضافت أن الاضطهاد توسع ليشمل مجموعات مسلمة أخرى، بمن فيها مجموعات داخل حدود كازاخستان في إطار الحملات التي تشنها الصين على الأقليات العرقية والدينية في البلاد. و”غولي” ليست إلا واحدة من آلاف الحالات التي رصدتها منظمة حقوقية تدعو إلى الإفراج عن المعتقلين، حيث إنها اعتقلت بعد أن عادت إلى الصين لأول مرة؛ لأن الشرطة اتصلت بأمها أكثر من مرة بهدف استدعائها. وكانت تعمل في مدينة هوغوس بكازاخستان، وهي كازاخية الأصل ولكنها تحمل الجنسية الصينية. وقيل لها إن الشرطة الصينية تريد التحدث معها في مقاطعة شينغيانغ، وخشيت إن هي لم تذهب إلى الشرطة أن يقع مكروه لعائلتها. واستجوبتها الشرطة ثم أفرج عنها بعدما أخذت بصماتها وعينات من دمها وكلمة السر لفتح هاتفها. أما في المرة الثانية فلم يحالفها الحظ. وتذكر الصحيفة أن موجات من الكازاخيين هربوا في الستينيات من الصين لأن الحزب الشيوعي سعى إلى استئصال تقاليدهم ومعتقداتهم وطريقة عيشهم، لكن الكثيرين منهم عادوا إلى الصين. كما أن الكازاخيين الرحل دأبوا منذ عصور على التنقل بين البلدين بكل حرية، ويتزوجون ويعملون في كلا البلدين، وهذا ربما ما جعل الكازاخيين داخل الصين في خطر، وعرضة لقمع السلطات الصينية، حسب “ديلي تيلغراف”. وتزعم الصين أن مسلمي الأويغور يمارسون التطرف والإرهاب، وأطلقت “برنامج التعليم والتدريب المهني “من أجل التخلص “ممَّا وصفتها بالبيئة التي تغذي الإرهاب والتطرف الديني”. وتحتجز الصين ما يقدر بنحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات الاعتقال، حيث يخضعون لبرامج إعادة تعليم يُزعم أنها تهدف إلى مكافحة التطرف. والأويغور مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويعدون أنفسهم أقرب عرقياً وثقافياً لأمم آسيا الوسطى، ويشكلون نحو 45% من سكان إقليم شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40%. وتسيطر بكين منذ 1949 على إقليم “تركستان الشرقية”، الذي يعد موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينغيانغ”، أي “الحدود الجديدة”. وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مواطن مسلم في البلاد؛ 23 مليوناً منهم من “الأويغور”، في حين تؤكد تقارير أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.