أعدت صحيفة لوموند الفرنسية ،تقريرا حول المجازر التي تعرض لها المسلمين في بوركينا فاسو، من طرف جماعة من قبيلة ‘‘الموسي'' غير المسلمة، التي اقتحمت قرى تقطنها قبائل الفُلاّن (les peuls) المسلمة في جمهورية، كرد على عملية إرهابية نفذها ‘‘جهاديون''. وحسب ‘لوموند'' فإنه لم يسبق لبوركينا فاسو – البلد الذي يصل عدد سكانه إلى نحو 20 مليون نسمة و تتعايش فيه حوالي 60 مجموعة عرقية – أن شهد قط مثل هذا العنف الطائفي الدامي، مشيرةً إلى أن كل شيء بدأ من بلدة ‘‘يرغو'' التي تتعايشُ فيها قبيلة ‘‘الموسي'' – تمثل الأغلبية في البلاد – مع ''الفلان''، وذلك في أعقاب هجوم نفذه مجموعة من ‘‘الجهاديين'' كانوا يستقلون دراجات نارية ضد عدد من أفراد قبيلة ‘‘الموسي''، وقتلوا 6 منهم. وقالت الصحيفة الفرنسية أن الشائعات ساهمت في ارتفاع حدة المواجهات بين القبائل، بعد تم تداول أخبار تفيد بتواطؤ ‘‘ الفلان'' مع منفذي الهجوم، وتم إطلاق شعار ‘‘الإبادة لجميع رجال الفلان'' المتهمين بمساعدة ''الإرهابيين'' . وهنا بدأت دوامة الانتقام، وكان الفلان ضحية لمجرزة مروعة ، راح ضيحتها 49 شخصاً على الأقل، حسب الأرقام الرسمية، وأضرمت النار في بيوت ومساكن العديد منهم، و لم يتم العثور حتى الآن على الكثير من جثث أصحابها، حيث تم دفنها في حفر عشوائية أو ألقيت في الآبار، وفق الشهادات التي حصلت عليها ‘‘لوموند''. ونقلت ‘‘لوموند'' عن أحد المواطنين الفُلان قوله: ‘‘ لقد جمعوا كل الرجال في مكان واحد، ثم أمرونا بالانبطاح أرضا و أطلقوا النار علينا واحدا تلو الآخر. كنت مع أبي و أخي الكبير و عمي .. كناّ ستة'' … تمكنت من الفرار إلى الغابة حيث اختفيت عن طلقات نارهم، قبل أن أقطع 80 كيلومترا صحبة زوجتي وأطفالي لمدة ثلاثة أيام دون أكل أو شرب، ونقلتنا بعد ذلك إحدى السيارات التي كانت تمر بهذه المنطقة إلى مخيم لإيواء الذين فروا''. واعتبرت ‘‘لوموند'' أن ما حصل مع سكان قرى الفُلان، يحرج السلطات البوركينابية، حيث شدد رئيس البلاد مارك كابوري على أن لاشيء على الإطلاق يمكن أن يبرر هذا العنف الدموي، موضّحاً أن البوركينابيين شعبٌ واحدٌ، وأن الإرهاب عدو للجميع''، في خطوة منه لتهدئة الوضع و استرضاء المتضررين، الذين نزحوا إلى مخيمات مختلفة، والذين يشككون اليوم في أن العدالة ستنصِفُهم.