بالرغم من الجهود التي يبدلها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل القضاء على بؤر الوباء الحمى القلاعية التي تم اكتشافها عند الأبقار منذ 7 يناير 2019، إلا أن الوباء لايزال مستمرا في القضاء على رؤوس المواشي في عدة مناطق بالمملكة. هذا المرض أثار تخوفا في أوساط الفلاحين وكذا المواطنين بسبب جهلهم الكثير عن خطورة المرض وطبيعة الإجراءات الكفيلة بالقضاء عليه . فريد عمراوي، رئيس قسم الصحة الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية “أونسا”، يرى أن المرض تحت السيطرة بفضل التتبع الأني للمصالح البيطرية للبؤر التي يتواجد بها المرض . وأوضح عمراوي في اتصال مع “نون بريس” أن مرض الحمى القلاعية، هو مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب الحيوانات وخاصة الأبقار والأغنام والإبل ، وينتقل بسرعة كبيرة عبر الهواء أو الاتصال فيما بينها. وأضاف المتحدث أنه مرض الحمى القلاعية لاينتقل بأي وجه كان للإنسان سواء عن طريق استهلاك الحليب أو اللحوم وهو مايجعل المستهلك المغربي بعيدا كل البعد عن خطر الإصابة بالمرض . وبخصوص أعراض المرض أوضح عمراوي أن ظهور بعض العلامات المرضية في الفم والأرجل، لذلك نطلب من الفلاحين أنه عند ملاحظة أي تغير في الحالة الصحية للحيوانات كارتفاع درجات الحرارة والنفور من الأكل أو مشاكل في المشي، في هذه الحالات نؤكد على ضرورة التواصل مع المصالح البيطرية المخول لهم بمعرفة الأمراض وتشخيصها. وبحسب المتحدث فإن الأعراض تتجسد ، بشكل تفصيلي في ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب خلال الفترة المتراوحة ما بين 24 و 36 ساعة، وفى هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً للعدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز، كما أن شفتا الحيوان المصاب تتورمان ويسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض، بالإضافة إلى انتشار الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وفي غالب الأحيان تنفجر وتترك قرحا مؤلمة ملتهبة، والتي تمنع الحيوان من تناول العلائق وتتسبب في فقدان الشهية. وهذه الأعراض تصاحبها ظهور الفقاعات نفسها على الأقدام، حيث تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة وبالتالي تتسبب في العرج بالأرجل. وبخصوص الإجراءات المتبعة من طرف المصالح الصحية لرصد المرض والقضاء عليه أكد رئيس قسم الصحة الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية “أونسا”،” نحن نعمل على المراقبة الصحية الدورية، والتي تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية للتصدي لأي مرض محتمل، ومن الخطوات المتخذة، أولها عزل الحيوان المريض ثانيا، أخذ العينات ثم المرحلة الثالثة إرسال العينات إلى قسم المختبرات من أجل التأكد وإثبات وتشخيص المرض”. وتابع المتحدث “بعد مرحلة التشخيص، يتم إتلاف الأبقار المصابة وحتى الأبقار المتواجدة في نفس الإسطبل التي أصيبت بالعدوى، ثم يلي هذه المرحلة تنظيف وتطهير الضيعة المصابة وكذا تعقيم المعدات وجميع الأماكن، إلى جانب الحرص على تلقيح الأبقار بالمناطق المجاورة للضيعة المصابة”.