كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية في تقرير لها، إن البطالة والقمع هما السببان الرئيسيان اللذان يدفعان الشباب المغاربة نحو الهجرة، حيث تم التعرف على أكثر من 6000 مهاجر غير شرعي من المغرب هذا العام على السواحل الإسبانية، الذين تدفعهم البطالة والقمع إلى مغادرة بلدهم. وأضافت الصحيفة ذاتها، أن هذه المشاهد تذكر بما حصل عامي 2001 و 2002، عندما اصطف المغاربة للمقامرة بحياتهم في سواحل بلدهم الشمالية وتوفي الكثيرون في المحاولة، وقالت إنه في أحد مقاطع الفيديو التي تسببت بإثارة ضجة، ظهر 3 نشطاء من حراك الريف على متن قارب صغير وسط البحر وهم يرددون شعارات “الموت بكرامة ولا العيش بمذلة”. وأشارت إلى إن المغرب وإسبانيا وقّعا على اتفاقية ترحيل المهاجرين في عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2012، ولا يعلم لحد الساعة هل ستبدأ إسبانيا بترحيل المهاجرين المغاربة الذين وصلوا إلى أراضيها، وأوضحت أن هناك عدة أسباب وراء موجة هجرة الشباب المغاربة، ومنها البطالة، فقد خصص الملك محمد السادس معظم خطابه الأخير لمشكلة بطالة الشباب قائلًا: “ليس من المعقول أن يكون واحد من بين أربعة شبان عاطلين عن العمل، على الرغم من مستوى التطور الاقتصادي الذي يعرفه المغرب” وفي اليوم نفسه، أصدر القصر الملكي بيانًا أعلن فيه عن عودة الخدمة العسكرية الإجبارية، الموقوفة منذ عام 2006، على جميع الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 25 سنة، وتمت المصادقة عليه من قبل الحكومة، ثم بعد ذلك وكإجراء شكلي أحيل على البرلمان من أجل المصادقة عليه. وأكدت الصحيفة أن مبادرة القصر لم تحظ بحماسة كبيرة من قبل الشباب المغربي، فغالبيتهم متذمر من معدلات البطالة المرتفعة وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وتدني الأجور. وختمت الصحيفة تقريرها بتصريح لعضو في أحد الجمعيات الحقوقية بالريف قال فيه: “إن السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الهجرة في المنطقة هو قمع الاحتجاجات في الحسيمة ونواحيها”. وأضاف المتحدث نفسه، الذي رفض الكشف عن هويته، “أن العديد من الشباب الذي هاجر من الريف محبطون وتبخرت آمالهم في العيش الكريم، هذا إضافة إلى القمع الذي تعرضت له الاحتجاجات بالمنطقة، والذي أعطى رسالة واضحة جدًا لبقية مناطق البلاد، فإذا تم وضع فتى في 14 من عمره في السجن بسبب خروجه للاحتجاج، فلماذا نستغرب من هجرة الشباب هذه البلاد”.