شاركت (إسرائيل) للمرة الأولى في مناورات "حافة الهادئ" (ريمباك) البحرية، وهي أكبر مناورات بحرية دولية في العالم، بجانب دول إسلامية، على رأسها ماليزيا وإندونسيا. وانضم الضباط الإسرائيليون من سلاح البحرية، للمناورات، التي جرت قرب ولاية هاواي الأمريكية الشهر الماضي، إلى فريق القيادة. وضمَّت المناورات 25 ألف مشارك، من 26 دولة، و47 سفينة حربية، و200 طائرة مقاتلة، و5 غواصات. وتُقام المناورات كل عامين منذ السبعينيات، وتحاكي مناورة بحرية بمشاركة قوة مهام دولية. وقادت البحرية الأمريكية المناورات، وقادوا دولا مثل أستراليا وكندا وشيلي، بالإضافة إلى بلدان مثل ماليزيا وإندونيسيا، اللتين لا تقيمان علاقات سياسية مع (إسرائيل). وبسبب البُعد الكبير، الذي يقترب من من 10 آلاف ميل (16 ألف كيلومتر تقريباً)، لم ترسل (إسرائيل) سفنها، لكن انضمت إلى فريق القيادة في مركز المناورات، غرفة القيادة بثاني أكبر قاعدة بحرية في الولاياتالمتحدة، قاعدة "بيرل هاربور هيكام" المشتركة في هاواي. واستمرت المناورات نحو شهر، وانتهت قبل أسبوعين، حسب موقع "ينت نيوز". حاكت المناورات سيناريو قتالياً مُتصلاً بالواقع أكثر من أي وقتٍ مضى، يجري فيه إغلاق ممر بحري حيوي، شبيه بمضيق هرمز الذي تهدد إيران بإغلاقه. وحاكت مناورات "ريمباك" أيضاً قوة كبيرة عدوة للولايات المتحدة مُجهَّزة بسفن حربية منتشرة في البحر وعلى طول الساحل. وانقسمت قوات "الكوماندوز"، التي ضمَّت عشرات الآلاف من الجنود والضباط المقاتلين، إلى وحدات قتالية كبيرة، كان هدفها تدمير تنظيم إرهابيي سيطر على جزيرتين من الجزر الخمس المتاخمة لهاواي. وبعد المرحلة الأولية من الاستعداد والتعرُّف على مختلف الوفود، تقدَّمت الوحدات إلى المرحلة التالية، المتمثلة في التمرين الأساسي وصياغة ترتيب المعركة. وكان جزءاً من المهمة التواصل والمزامنة مع مختلف قوات المهام، التي تتكون كلٌ منها من 10 سفن، بما في ذلك فرقاطات وحاملات طائرات من 5 إلى 7 دول. وفي المرحلة الثالثة والرئيسية من المناورات، التي أُطلِق عليها "اللعب الحر"، هاجمت قوات المهام تنظيما إرهابيا بالطائرات المقاتلة، وقوات برية مُشكَّلة من 18 دولة، بما في ذلك قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، وصلوا من حاملة الطائرات الفائقة "كارل فينسن". وتمثلت المشاركة الإسرائيلية، في المناورة بوجود بعض كبار الجنرالات الإسرائيليين مثل قائد السفن البحرية "عيدان بن موشيه"، وملحق سلاح البحرية في واشنطن الجنرال "أمير غوتمان"، والقائد بسلاح البحرية الإسرائيلي "ران شتايغمان". "شتايغمان" قال لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إننا "عملنا مع ضباط من الولاياتالمتحدة، ألمانيا، تشيلي، بيرو، أستراليا، بروناي، سنغافورة، وتايلاند، وكان تدريبا ضخما، وعشرات الدول شاهدت العلم الإسرائيلي". وأضاف: "أبدوا تقديرهم على جهود سلاح البحرية، والإنجازات التي قام بها منذ حرب الأيام الستة 1967، واتفقنا أن يكون الوفد الإسرائيلي المشارك في التدريب القادم أكبر حجما، حيث طلب الأمريكيون أن نرسل معدات قتالية بحرية وقوات برية وطواقم إنقاذ". ورأى المُمثِّلون الإسرائيليون كذلك زوارق صواريخ إسرائيلية تستخدمها البحرية الشيلية أثناء المناورات، كان الجيش قد باعها قبل عقدين من الزمن تقريباً إلى جيوش أمريكا اللاتينية. وتابع: "سألتُهم عن الصلة بين البحر المتوسط والمحيط الهادئ، لكن في النهاية ذلك ليس مهماً، لأن في البحر كل شيء يسير معاً في النهاية". وحول مشاركة قوات من دول إسلامية في المناورة، قال "شتايغمان": "لم تكن المرة الأولى التي ألتقي فيها ضباطا من دول إسلامية، ليس لدينا معها علاقات رسمية، مثل برونايوماليزيا وأندونيسيا، فخلال دراستي العسكرية في الولاياتالمتحدة التقيت مع ضباط من لبنان والسعودية". وتابع: "لذا فإنَّك لا تشعر في مثل هذا النوع من المواقف بشيء إلا التقدير الشديد للآخرين". وسبق أن كشف وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال شتاينيتس"، أن (إسرائيل) تقيم علاقات سرية مع دول عربية وإسلامية معتدلة، وقال في تصريحات صحفية: "لدينا صداقات مع دول إسلامية وعربية كثيرة، والمعني بإخفائها هو الطرف الثاني"، مؤكدا: "نحترم رغبة الدول في الإبقاء على سرية العلاقات معنا".