توقفت صرف رواتب منجمي بمناجم سكساوة بإقليمشيشاوة، واستمرت أزيد من 300 أسرة في تجرع مرارة غياب أي مداخيل مالية توفر لها أدنى شروط العيش، وتمكنها من تلبية حاجياتها الضرورية. واقع ظل المعنيون يكابدونه منذ أبريل المنصرم، بالرغم من الاتفاق المبرم بتاريخ 9 أبريل، بين ممثلي الشغيلة وإدارة المنجم، تحت إشراف السلطات المحلية بالإقليم، والذي التزمت فيه يصرف أجور العمال بين 15 و 20 من كل شهر، بدءا من توقيع الاتفاق. ما زاد في إذكاء نار المعاناة، إقدام إدارة المناجم على وقف تزويد منازل وبيوت العمال المستهدفين بالتيار الكهربائي والماء الشروب. بادر الاتحاد المحلي لفيدرالية النقابات الديموقراطية للشغل الذي تبنى الملف المطلبي لشغيلة المناجم، لذق ناقوس الخطر عبر مراسلات وجهت لوزير الطاقة والمعادن ووالي جهة مراكش أسفي، وعامل إقليمشيشاوة محذرا من تفاقم الوضع بالمنطقة، جراء ما يعانيه العمال وعائلاتهم من قهر إنساني واجتماعي، بسبب توقف إدارة المنجم عن صرف أجورهم، حيث قضوا شهر رمضان وعيد الفطر وهم يعانون ضائقة مالية، والآن يستقبلون عيد الأضحى ويضعون أياديهم على قلوبهم. أعلن عمال "سكساوة" الواقعة في منطقة جبلية بإقليمشيشاوة "منطقة منكوبة"،على معاناتهم اليومية والتي على رأسها الجوع والعطش وانتشار الأمراض، مع التلويح بتصعيد الموقف في حال استمرت الجهات المسؤولة في إدارة الظهر لأوضاعهم المعيشة، والانتظام في مسيرة صوب العاصمة الرباط لإسماع صوتهم، بعد أن فقدوا الثقة في المسؤولين المحليين والجهويين الذين اكتفوا، بلعب دور المتفرج دون أن يحركوا ساكنا لمواجهة تصرفات إدارة المناجم، وتنكرها لكل تعهداتها والتزاماتها. أصبحت الأسر تعاني من الخصاص في المواد الغذائية الأساسية، بعد أن تراكمت عليهم الديون مع إيقاف أدارة المنجم صرف رواتبهم، فالأسر أضحت تواجه مصيرا قاتما.