رفض أزيد من 300 عامل بمناجم سكساوة بإقليم شيشاوة، المعتصمون بمدينة امنتانوت، قرار إدارة الشركة التي تشغلهم القاضي بدفع أجرة شهرين في بداية الشهر المقبل، وقرروا، اليوم السبت، مواصلة المسير نحو مقر ولاية جهة مراكش. وعبر العمال عن رفضهم لاقتراح إدارة الشركة الذي جاء على الشكل التالي: 75% بداية نونبر، و25% في نهايته، شريطة استئناف العمل. أما أجور أيام العمل الفعلية لشهري أكتوبر ونونبر، فستؤدى انطلاقا من اليوم الثالث والسادس من شهر يناير 2018. وجاء مقترح ممثل الشركة خلال حوار أشرف عليه رئيس دائرة امنتاتوت وقائد قيادة سكساوة بين مناديب العمال وممثل عن المديرية الجهوية للطاقة والمعادن ومديرية الشغل والإدماج المهني، لكن العمال رفضوا تذرع الشركة عن عدم قدرتها صرف الأجر كاملا بالضائقة المالية، وتشبثوا بتسلم رواتبهم كاملة. إبراهيم غطييس، واحد من المحتجين، قال لهسبريس إن "ما تدعيه الشركة من أزمة مالية كذب وبهتان وضحك على الذقون"، وزاد متسائلا: "كيف يمكن قبول اقتراح إدارة الشركة وأفراد عائلاتنا أمام جماعة سكساوة لا يجدون ما يسدون به رمقهم والأبناك تلاحقنا لأداء مستحقاتها؟"، وأورد أن "إدارة الشركة تطالبنا بصبر أيوب. وقد سقط واحد منا من درج الباشوية بعد سماع خلاصة الحوار وتم نقله إلى المستشفى". وأضاف المتحدث نفسه: "قضينا ليلة أمس أمام مقر الباشوية مفترشين الإسفلت وجائعين"، مؤكدا أن العمال تحولوا إلى متسولين بمدينة امنتانوت للحصول على ما يسدون به رمقهم، فيما أبناؤهم يعانون الجوع لأن "10 محلات تجارية بالجماعة رفضت تمويلهم لأنها لم تتوصل بما اقترضتنا، ومنطقتنا توجد في شبه عزلة بفعل بعدها عن الطريق ب85 كليومترا"، بتعبيره. وأكد غطييس أن المتضررين لم يعد لهم ما يخسرونه، فهو يعيشون الإفلاس ولم يتوصلوا بأجورهم منذ شهر غشت، موردا أنهم "يعانون من مشاكل أخرى مع إدارة الشركة التي تعد ولا تفي بوعودها، رغم توقيعها تحت إشراف سلطة ممثلين للحكومة وبحضور ممثلين للسلطة الإقليمية، وهذا الوضع مؤلم". يذكر أن الحوار بين مناديب العمال والجهات المعنية دام 19 يوما، وممثلي الأجراء عبروا عن رفضهم جملة وتفصيلا لحلول لا تساير طموحات العمال الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن العمل منذ مدة طويلة، احتجاجاً على تسريح الشركة لنصف عددهم وتأخير صرف أجور شهور عدة، ما أدى إلى تعطيل عمل قطاعات أخرى مرتبطة بعمل المنجم المذكور.