قرر أزيد من 300 عامل في مناجم سكساوة، بإقليمشيشاوة، الاعتصام عند مخرج مدينة إمنتانوت، رغم برد جبال الأطلس الكبير الذي يلفح وجوههم، والجوع، أمام أعداد كبيرة من القوات العمومية التي منعتهم من مواصلة السير للاحتجاج على عدم توصلهم بأجورهم منذ شهرين. عمال مناجم سكساوة دخلوا في شكلهم الاحتجاجي بعدما تم إنزالهم من سيارات النقل السري التي استعملوها للذهاب إلى ولاية مراكش، للتنديد بالأوضاع المزرية التي يعيشونها، بعد توقيف أجرتهم من طرف الشركة المشغلة لهم، بدعوى أنها تواجه الإفلاس. ورفع المشاركون في المسيرة التي كانت تتجه نحو مراكش شعارات تترجم مأساتهم، من قبيل "ها الذهب ها النحاس لا أجرة لا لخلاص"، و"وخا تعياو مطفيو غتشعل غتشعل، هي نار المنجمي نار قوية غتشعل"، و"سوا اليوم سوا غدا الحقوق ولا بد". منع الأجرة عن العمال المذكورين، يقول عمر أيت بلعيد، وهو فاعل جمعوي من جماعة آيت حدو يوسف، لهسبريس، جعلهم يعيشون على إيقاع الجوع والحرمان والتشرد رفقة عائلاتهم وأطفالهم، مضيفا: "أصحاب المحلات التجارية الذين كان يقرضونهم أحجموا عن مدهم بالمواد الغذائية الضرورية بسبب تراكم ديون ثقيلة عليهم، نتيجة تأخير أداء أجورهم". وأورد ابن منطقة أيت حدو يوسف أن المناجم غنية بالمعادن، خاصة الذهب والنحاس، لكن الشركة تدعي الإفلاس، مشيرا إلى "إمكانية مشاركة أبناء ونساء المحتجين، وسكان المنطقة التي توجد بأعالي الجبال، في الاحتجاج، بعدما يئسوا من الانتظار وبدأ الجوع ينخر أجسادهم، مع تعرض العمال لقمع القوات العمومية"، على حد قوله. وأكد الفاعل الجمعوي المذكور، ضمن تصريحه لهسبريس، أن لقاء بين المسؤولين والعمال ينتظر أن ينعقد يوم الأحد بمدينة الدارالبيضاء، وبعده بأيام سيتم تنظيم مسيرة للمطالبة بحل مشاكل عمال مناجم سكساوة التي عمرت كثيرا، وتنديدا بتملص الشركة من تنفيذ تعهداتها السابقة، والتي أشرفت عليها السلطة المحلية بإقليمشيشاوة. يشار إلى أن المعتصمين لازالوا مرابطين بمدخل المدينة الجبلية إمنتانوت، ينتظرون نتائج الحوار الذي يشارك فيه 10 ممثلين عنهم، مع كل من عبد الفتاح البجيوي، والي جهة مراكش أسفي، وعبد المجيد الكاملي، عامل إقليمشيشاوة. كما يذكر أن عمال مناجم سكساوة خاضوا سابقا إضرابا مفتوحا عن العمل، احتجاجاً على تسريح الشركة نصف العمال، زيادة على تأخير صرف الأجور لشهرين، ما أدى إلى تعطيل عمل قطاعات أخرى مرتبطة بعمل المنجم المذكور.