مرت أزيد من ثلاثة أشهر على إنطلاق ضربات التحالف على القذافي في ليبيا، والأوضاع لم تحسم بعد، إذ مازال القذافي صامدا وتابثا في مكانه، من يتأمل في هذه المواجهة العسكرية التي تجمع أقوى دول حلف الشمال الأطلسي، من الولاياتالمتحدةوفرنسا انجلترا…..، هذا التكتل بالتقدم العسكري والتقني الذي وصلت إليه دول التحالف من أسلحة متطورة، أنظمة رصد متقدمة جدا، شبكات إستطلاع(تجسس) قوية، كل هذا التقدم التقني والعسكري الذي يستطيع مسح ليبيا من خارطة العالم في ساعة من الزمن لو أراد، كل هذه القوة تواجه جيش القذافي عفوا مرتزقة خاصة المرتزقة التي جاد بها أصدقائه أمثال عبد العزيز المراكشي. الثورة الليبية أزاحت حجاب الهيبة عن المؤسسات الليبية، خاصة العسكرية، هذا إن كانت لها هيبة أصلا، والتحالف العالمي يحارب نظام القذافي أزيد من ثلاثة أشهر دون أن يفلح في كسر شوكة القذافي حتى الان، وهذا مثير للريبة والاستغراب، ويجعل الكثيرين يتسألون من يحاول كسب الوقت؟، هل نظام القذافي الساقط لا محالة؟، والذي يحاول تدمير كل بنيات البلد بإحداث أكبر قدر ممكن من الدمار، أم أن التحالف الدولي من يحاول كسب الوقت لتنفيد أجندات داخل ليبيا باستغلال الفوضى السياسية وحاجة المجلس الانتقالي الى دعم خارجي قوي؟. كانت فرنسا متحمسة جدا لمساعدة الشعب الليبي لإقامة نظام ديمقراطي كما يقول ذلك ساستها، فرنسا التي مازالت تفوح منها رائحة المجازر البشعة التي إرتكبتها في الجزائر دون أن تكلف نفسها عناء تقديم إعتذار للشعب الجزائري، ودول كثيرة تنشط على الساحة الليبية كلن تقيس على مقاسا، الولاياتالمتحدة التي تنجح دائما في تزويق سياستها وتمريرها، بل حتى بعض الدول العربية بدأت تنافس كما هو حال قطر التي تحاول الاستفادة من الكعكة الليبية، حيث أبدت حماس ملحوظ وكرم مفرط في دعم الثوار بكل الوسائل المتاحة، من الاعلام الجياش، والدعم التقني واللوجستي والتبرع بالأموال وغيرها، وهي (قطر) التي تحاول تلميع سياستها “الحقيرة” الملفوفة في ثوب الاخوة العربية والاسلامية لتحقيق أغراضها وأهدافها. هذا الظرف الذي تشهده ليبيا يتطلب من الليبين المزيد من الحيطة والحذر والتشبع بالغيرة الوطنية على مصير بلادهم، وعدم الانسياق وراء كل الطرحات والوصفات التي تطبخ لمستقبل ليبيا، فالقذافي صحيح ديكتاتوري وإستنزف موارد ليبيا لدعم حركات انفصالية في إفريقيا خاصة، كرست عدم الاستقرار بعدد من البلدان، كما إستعمل أموال البترول لتضخيم صورته عند بعض القبائل الافريقية، وكل هذا لا يجب أن يعمي أعين الليبين عن بعض الأجندات والتجاوزات التي قد تحدث من أطراف داخلية وخارجية، وإن كان الشعب الليبي دفع فاتورة غالية من أجل التغير، فيجب أن يكون تغيير جذري وحقيقي يليق بتضحيات الشباب الليبي.