الثوار يستعيدون الناحية الشرقية للبريقة والأممالمتحدة تدعو لوقف العمليات بمصراته نجح الثوار الليبيون في استعادة السيطرة على بعض المناطق في مدينة البريقة شمال شرق ليبيا ليلة الأربعاء/ الخميس، حسبما ذكر مراسل وكالة الأنباء في مدينة أجدابيا التي تقع على بعد 80 كيلومترا شرقي البريقة. وقد اضطر الثوار أول أمس الأربعاء إلى التقهقر من البريقة بالكامل بعد معارك مع قوات العقيد الليبي معمر القذافي المتفوقة عليهم من ناحية التسلح. وكان قادة عسكريون ومتحدث باسم الثوار في مدينة بنغازي انتقدوا مؤخرا حلف شمال الأطلسي «الناتو» بسبب عدم تصديه بحسم لقوات القذافي خلال مهامها الجوية، بينما نفى التحالف الغربي صحة هذه الاتهامات. وقصفت مدفعية القذافي في تلك الأثناء حقلين للنفط في شرق ليبيا كان يسيطر عليهما ويستخدمهما الثوار. ونقلت محطة «الجزيرة» العربية الإخبارية ليلة الأربعاء/الخميس عن متحدث باسم الثوار القول إن إنتاج النفط في حقل مسلة وحقل واحة توقف بسبب هذا القصف. واشنطن تهمل رسالة القذافي وروما تدعوه إلى التنحي ومغادرة ليبيا رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نداء شخصيا من معمر القذافي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف ما سماه «حربا ظالمة» وطالبت العقيد الليبي بسحب قواته والرحيل إلى المنفى. وتلقى أوباما رسالة من ثلاث صفحات من القذافي يطلب فيها وقف الحملة الجوية الغربية على قواته لكن المسؤولين الأمريكيين قابلوا نداءه بالرفض. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني «أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله. ينبغي أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة.. وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة.. ورحيله عن ليبيا». وقالت كلينتون «لا أعتقد أن هناك أي غموض بشأن ما هو متوقع من السيد القذافي في هذا الوقت». وقالت «كلما حدث ذلك بسرعة وانتهت إراقة الدماء كان ذلك أفضل للجميع». ودافعت كلينتون عن أداء قوات حلف شمال الأطلسي التي توجه ضربات جوية لفرض منطقة حظر طيران وحماية المدنيين من الهجوم من قوات القذافي في المواجهة المسلحة بين العقيد الليبي وقوات المعارضة.وقالت «بالنظر إلى المهمة التي يؤديها حلف الأطلسي فإنها أبلى بلاء يستحق الإعجاب». ورداً على سؤال بشأن عدم ترؤس الولاياتالمتحدة للمرة الأولى منذ 60 سنة تدخلاً عسكرياً للناتو من البداية حتى النهاية، قالت إن «الولاياتالمتحدة قالت منذ البداية أنها ستقوم بما عليها وبدأنا القيام بالكثير من العمل الذي كنا قادرين وحدنا على القيام به لكن لدينا ثقة مطلقة بما يقوم به الناتو.. ونعتقد انه يتحرك بشكل جيد جداً». وقال مسؤول أمريكي رفيع لمشرعين أمريكيين إن عملاء أمريكيين قد يكونون داخل الولاياتالمتحدة وقد يحاولون شن هجمات انتقامية. وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر «نريد أن نتأكد أننا حددنا هوية هؤلاء الأفراد لضمان ألا يصدر أذى منهم علما بأنهم قد يكونون مرتبطين بنظام القذافي». جاء نداء القذافي في حين استعادت قوات المعارضة الليبية المسلحة أراضي من أيدي القوات التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في تقدم جديد في البريقة يوم الأربعاء لكنها اتهمت حلف شمال الأطلسي بالبطء في دعم سعيهم للإطاحة بالقذافين. وقال جاي كارني المتحدث باسم أوباما للصحفيين المرافقين له إلى بنسلفانيا «يمكننا تأكيد انه وردت الينا رسالة لكن من الواضح أنها ليست الأولى. والشروط التي وضعها الرئيس كانت واضحة وهو الأفعال لا الأقوال». ورفض الكشف عن مضمون الرسالة. وقيل أن الرسالة كما ورد في نسخة اطلعت عليها وكالة أنباء اسوشييتد برس خاطبت أوباما بكلمة «ابننا» و»معالي» وأنها حثته على وقف ما سماه القذافي «حربا ظالمة على شعب صغير في بلد نام». وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تلقت رسائل كثيرة من القذافي على مر السنين وأن أحدثها لم تكن أفضل حظا من سابقاتها إذ لم تحمل على محمل الجد شأنها شأن الرسائل الأخرى. وكان أوباما حث القذافي على الرحيل لكنه أصر على أن الولاياتالمتحدة لن تستخدم القوة العسكرية للإطاحة به. من جهته قال فراتيني أن «واشنطن وروما تتشاركان النظرة القائلة أن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً أفضل، مستقبل حريات وحقوق مدنية وعلى القذافي أن يرحل، وللأسف لسنا في موقع التنبؤ بموعد حصول ذلك لكن من الضروري أن نعمل معاً بغية ضمان مسار وطني من المصالحة السياسية لا تضم القذافي في مستقبل ليبيا». وسئل عما إذا كان البحث شمل مسألة نفي القذافي أو أية خيارات أخرى مطروحة، فأجاب وزير الخارجية الإيطالي «ناقشنا احتمال مغادرة القذافي إلى بلد آخر.. وما هو واضح هو أنني آمل أن يرسل الاتحاد الإفريقي، كما قررنا في أديس أبابا، وفداً يوجه رسالة واضحة جداً مثل باقي المجتمع الدولي بمعنى أن على القذافي أن يرحل، القذافي وعائلته». يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن أمس الأربعاء إن العقيد الليبي معمر القذافي وجه رسالة إلى أوباما يطالب فيها بوقف إطلاق النار في إطار الحملة العسكرية الدولية ضد نظامه، غير أن واشنطن أكدت أن وقف النار مرتبط بوقف العنف ضد المدنيين. بريطانيا تحث دولا عربية على تدريب الثوار ستحثّ بريطانيا دولاً عربية لتولي تدريب قوات المعارضة الليبية لتعزيز وضعها الميداني قبل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، كما قالت صحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى. وقالت المصادر انه يجري التفكير في استئجار شركات امن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة البريطانية، لمساعدة قوات المعارضة. على أن تتحمل دول عربية دفع كلفة هذه الشركات الخاصة. ويوضح تقرير الغارديان أن هناك تقديرًا عامًا الآن أن قوات المعارضة غير المنظمة لن تحرز تقدمًا وحدها، لذا ينظر أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» في الطلب من دول عربية، مثل قطر والإمارات، القيام بتدريب قوات المعارضة أو دفع تكاليف التدريب. ومعروف أن قطر والإمارات تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليًا. ويتوقع أن تأخذ عملية تدريب مقاتلي المعارضة الليبية شهرًا على الأقل كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الأرض. وتنقل الغارديان عن مصدر بريطاني قوله «أنهم لا يتقدمون، فقط يسيرون على الطريق بالسيارات، وحين يرون مدافع موجهة نحوهم يعودون أدراجهم». ويعتقد أن التدريب، لو تم، لن يكون مناقضًا لقرار الأممالمتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا، إذ انه يقع تحت عبارة «كل السبل الضرورية» لحماية المدنيين من هجمات القذافي. وتقدر المصادر البريطانية أن عدد القوات الفعلية بين المعارضين، مع إضافة المنشقين عن جيش القذافي، هو في نطاق المئات أو آلاف قليلة عدة. ويقدر الجميع انه في مرحلة ما سيكون هناك وقف فعلي لإطلاق النار، والمشكلة انه حين يحدث ذلك لا يجب أن يكون الوضع العسكري لمصلحة قوات القذافي. البيت الأبيض يريد من القذافي أفعالا وليس أقوالا طلب البيت الأبيض من العقيد الليبي معمّر القذافي القيام بأفعال، وليس الاكتفاء بالأقوال، إثر تسلم رسالة منه بعد إعلان واشنطن انسحابها من الحملة العسكرية على ليبيا. وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس إلى فيلادلفيا (شرق) «يمكننا تأكيد أن هناك رسالة، وهي بالطبع ليست الأولى» من الزعيم الليبي. ولم يفصح كارني عن مضمون الرسالة، لكنه ذكر بان أوباما يقول منذ أسابيع أن وقف إطلاق النار في ليبيا مرهون «بالأفعال وليس بالأقوال وبإنهاء العنف». وقال المتحدث «الكلمات ليست مثلا الأفعال». وذكرت وكالة الأنباء الليبية الأربعاء أن القذافي «بعث برسالة إلى أوباما في إعقاب انسحاب أميركا من التحالف الاستعماري العدواني الصليبي ضد ليبيا». ولم تكشف الوكالة عن فحوى الرسالة. وسحبت الولاياتالمتحدة الاثنين مقاتلاتها وصواريخ توماهوك من مسرح العمليات في ليبيا بعدما تولى الحلف الأطلسي مهمة العمليات العسكرية في هذا البلد. ولن يقدم الجيش الأميركي من الآن وصاعدا سوى طائرات للتزود بالوقود في الجو والقيام بمهمات تشويش ومراقبة. وقالت وكالة الأنباء الليبية اليوم الأربعاء أن الزعيم الليبي معمّر القذافي بعث رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعقاب الانسحاب الأميركي من ائتلاف القوات الغربية ضد ليبيا. ولم تذكر المزيد من التفاصيل. ولعبت الولاياتالمتحدة دورا قياديا في تنسيق وتنفيذ الضربات الجوية عندما فوضت الأممالمتحدة بإجراء عسكري في 17 مارس ضد قوات القذافي التي تهاجم المدنيين. وفي 31 مارس، تولى حلف شمال الأطلسي القيادة الكاملة للعمليات العسكرية على ليبيا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. نائب أميركي يسعى لإقناع معمر بالتنحي يسعى النائب الأميركي السابق، كيرت ويلدون، لإقناع الزعيم الليبي، معمر القذافي، بالتنحي عن السلطة خلال زيارة إلى طرابلس، الأربعاء، في سياق مهمة غير رسمية. وقال ويلدون في مقالة لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه يزور طرابلس بدعوة من القذافي، مضيفاً أنه «التقاه مرات كافية ليدرك مدى صعوبة إجباره على الإذعان.» وأوضح النائب الجمهوري السابق عن ولاية «بنسلفانيا»، أن زيارته لطرابلس تتم بعلم وزارة الخارجية والبيت الأبيض، وقالت شبكة «سي.أن.أن» أنها لم تتمكن من الحصول على تعقيب فوري من الجانبين، حتى وقت متأخر الثلاثاء. يُشار إلى أن ويلدون قاد وفداً من الكونغرس الأميركي للقاء القذافي عقب نبذه للإرهاب في إطار محاولات للتقرب من الغرب عام 2004.وكتب ويلدون في مقالته إن زيارته إلى ليبيا، آنذاك، كانت لدعم قرار القذافي بالتخلي عن برنامجه النووي، وليس رغبة منه أو البيت الأبيض في دعم العقيد. وتأتي زيارة النائب الأميركي السابق إلى ليبيا، في وقت وصلت فيه الأزمة الليبية مرحلة جمود، حيث تتواصل المعارك بين الكتائب الموالية للقذافي، و»الثوار» المطالبين برحيله بعد 42 عاماً في الحكم. الأممالمتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار بمصراته دعت الأممالمتحدة إلى وقف العمليات الحربية حول مدينة مصراته الليبية وقالت إن عدة أسابيع من «القصف العنيف» من قبل قوات العقيد معمر القذافي أدت إلى مقتل وإصابة المئات. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين»، كما قال الناطق باسمه. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس انه يجب وقف الأعمال الحربية، بشكل موقت على الأقل، حول مصراته من اجل التمكن من إيصال الأدوية والمواد الغذائية إلى المدينة وإفساح المجال أمام الراغبين من سكانها البالغ عددهم حوالي 300 ألف نسمة بالرحيل. وقد شهدت ثالث كبرى المدن الليبية والتي تبعد حوالي 215 كلم شرق طرابلس معارك مستمرة لأكثر من أربعين يوما منذ بدء الانتفاضة ضد نظام القذافي. وقال قادة الثوار إن التحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا يجب أن يبذل جهودا اكبر لمساعدة المدينة. وقالت فرنسا أنها تنظر في إقامة ممر إنساني بجري إلى مصراته. وعبر بان كي مون عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني للمدنيين في المدن الليبية التي تتعرض لهجمات عسكرية بما يشمل مصراته والبريقة والزنتان، كما قال الناطق باسمه مارتن نسيركي. وأضاف أن «الظروف في مصراته خطيرة مع تقارير تشير إلى استخدم الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة حيث السكان عالقون ولا يمكنهم، بسبب القصف العنيف المستمر منذ عدة أسابيع، تلقي الإمدادات الأساسية مثل المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية». ودعا بان كي مون أيضا حكومة القذافي إلى الالتزام بدعوات مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. من جهتها قالت اموس أن «الوضع على الأرض خطير وان عددا كبيرا من الأشخاص بحاجة فورية للمواد الغذائية ومياه الشفة ومساعدة طبية عاجلة». وأكدت أن «إمكانية مغادرة المدينة أصبحت مسألة حياة أو موت. نحن بحاجة لوقف مؤقت للعمليات الحربية في هذه المنطقة كي يتمكن الناس من إيجاد ملجأ». وأشار بيان صادر عن مكتبها إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في مصراته.