ملابس ترفل في جسم شرطي و عصا غليظة تمسك يد مخزني تراقب جموع عاطلين احتشدوا لمناجاة الخبز و الحلم بعصا رقيقة تدغدغ رؤوسا لها عملها القار و بضع نقود تختفي أول كل شهر. هم العاطلون في قاموس الشرطة و المعطلون في قلوب الشعب و كتابات الصحافة، شخوص تحب الصياح أمام البرلمان، تسب الحكومة الفاشلة و تختفي وراء صور ملك البلاد، تحمل اللافتات و توزع المناشير و في بعض الأحيان تتزين بأمتار من السلاسل و لترات من البنزين،هم مغاربة لم يمارسوا خدمة عسكرية إلا حين احتلوا مقر حزب الاستقلال و لم يطبقوا ما سموه عدلا إلا لصالح مجموعاتهم الثلاث،و حين حان الوقت و التقطوا الشواهد تركوا لينين و عبد السلام ياسين يتشاجران و هرعوا نحو البرلمان بحثا عن قفص في حديقة القطاع العام. هم خلاصة نص ينشد حقوق الإنسان و مكتوب بلغة الرقابة..لبنة هوت من مبنى آيل للسقوط يدعى الوطن، نوع ناطق من الحزن يضاف لأوجاع شعب يحلم بالعيش في مسالك غولف الأغنياء و يمارس رياضة الكلام و التعلق بالأهداب. هم من صرخوا حين أسكتنا رعب يكبر كلما كبرنا، من تجمهروا حين هربنا من خيال مقدم يعيش في شهادة السكنى و الشواهد المتسلسلة، من ضربوا حين احتفظنا بأجسامنا لموعد ضرب آخر لمخزني لطيف سيعترضنا ليوزع كدماته برفق.. هم كومبارسات مسلسل مكسيكي طويل..طويل، تبدأ حلقته الأولى بمشهد ممل يطرد فيه البطل الأشرار الشقر الذين اختطفوا البطلة التي تفاجأ بجسمها بين يديه و بصوته الهامس يقول:”أنا أو لا أحد..”، لتمر حلقاته الألف حتى اللقطة الأخيرة حين يصفر شرطي و تحاول عصا تعلم النقش على ظهور الكومبارسات.. مدونة الكاتب: www.chaara.net