وحد الحديث الذي أدلى به رئيس الحكومة المغربية "عباس الفاسي" لمجلة "جون أفريك" الفرنسية عن أزمة البطالة دعوات العاطلين في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث تركزت على الابتهال إلى الله تعالى لهداية حكومة الفاسي، وتفريج كرب البطالة التي تخنقهم. "" وبدهشة قال بعض هؤلاء في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين" إن أحدا منهم لم يكن يتوقع من رئيس حكومتهم أن يتهكم على صفحات الجرائد الأجنبية، وفي العشر الأواخر، على أزمتهم، وهم "لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحقهم في الشغل كباقي الخلق". وكان عباس الفاسي قد وصف في حديثه الصحفي الذي أدلى به منتصف الأسبوع الماضي أزمة العاطلين بأنها مجرد "ضجة إعلامية"، مضيفا أنهم (العاطلين) "ألفان تقريبا يتظاهرون يوميا أمام البرلمان أمام عدسات الكاميرات منذ 10 سنوات". وبحسب العاطلين الذين تحدثت إليهم "إسلام أون لاين" فإن "قاصمة الظهر كانت تأكيد الفاسي أن حكومته شكلت لجنة وزارية من أجل توفير 1000 فرصة عمل سنويا ابتداء من سنة 2009، في الوقت الذي ينضم فيه الآلاف إلى شبكة العاطلين كل سنة". وعبر محمد مطيع، المسئول الإعلامي لتنسيقية الأطر العليا المعطلة التي تضم في ثناياها عددا من جمعيات العاطلين الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، عن الأثر الذي تركه تصريح الفاسي في نفوسهم قائلا: إنه أحدث حالة من "الرعب والهلع"، وهو ما دفع الخريجين إلى توحيد دعائهم بمساجد الرباط وسلا وتمارة، سائلين الله تحقيق مطلبهم بالشغل رغما عن تصريحات الفاسي وبعض من وزارء حكومته. ودأب العاطلون المغاربة خلال رمضان الجاري، وخاصة في العشر الأواخر، على تنظيم حفلات إفطار جماعية أمام البرلمان، يوزعون فيها الماء والتمر على الحاضرين، ويصلون جماعة حيث يخصص الإمام "العاطل" الدعاء لإيجاد مناصب عمل له ولزملائه من أعضاء جمعيات العاطلين، و "تطهير البلاد من الفاسدين الذين يقفون حجر عثرة أمام تنمية الاقتصاد الوطني وتشغيل كافة الخريجين، إلى جانب هداية حكومة الفاسي لاتخاذ القرارات الصائبة". وكانت الإحصاءات الرسمية قد أظهرت أن معدل البطالة في المغرب ارتفع إلى 9.8% عام 2007 مقابل 9.7% في العام السابق له بسبب الجفاف الذي ضرب القطاع الزراعي الذي يضم أكثر من 40% من حجم العمالة. وتقول الحكومة إنها وضعت هدف خفض معدل البطالة على رأس أولوياتها، حيث تخطط لإضافة 1.2 مليون فرصة عمل في الفترة من 2008 - 2012.