لماذا يتهم الشباب بالعزوف عن الزواج ؟هل الزواج بعدما كان يتم بكلمة واحدة بين الولي والخاطب وشاهدي عدل ومهر لا يتعدى بضع آيات من القرءان الكريم ،أصبح مظهرا من مظاهر الترف والتباهي ؟هل سيعرف الزواج انعطافا بعدما اختلطت المفاهيم؟وتحول إلى معادلة يؤرق حلها امة بأكملها؟؟ من يعزف عن الزواج في الواقع… الشاب ،أم الفتاة ،؟أم الأسرة ..أم المجتمع ؟..أم الحكومات؟؟في هذه المشاهد الحقيقية وغيرها نرصد الظاهرة ،وان بشكل جزئي لان الغوص في موضوع متشابك كهذا يتطلب جهدا غير يسير. المشهد الأول : يدخل إلى البيت المفترض أنه بيت التي قد تصبح خطيبته، في السطح حيث تكتري مع الجيران أم الخطيبة وأبوها ،غرفة وصالة . يدخل الخاطب المفترض رفقة أخته ووالدته محملا بعلبة من قوالب السكر وبعض الورود المشكلّة والثمر والحليب وبعض الشكليات الأخرى ،لعله يشبع غرور الأم التي تبين فيما بعد أنها كذلك، بعدما قدموا لهم الشاي والحلوى وبعض الكلام العام حان وقت الغداء ،أكل الجميع بحضور والد العروسة وأعمامها وبعض أقاربها وخالتها وجدتها أيضا،كان كلام النساء المسموع يثير الدهشة ،خصوصا أنهن كن وسط الرجال ،أقربائهن والخاطب الذي بدا غريبا وسط هذه اللمة ، بعد الغَداء انصرف الرجال والنساء وقرر البعض أن يأخذ قيلولة ،إلى حين ،بعد القيلولة شرب الجميع الشاي في جلسة هادئة ، بعدما حل الظلام ،انفرد عم الفتاة بالخاطب المفترض ليسأله فيما يشبه التحقيق الأولي،عن سنه وعمله وعنوانه وما إذا سبق له الخطبة أم لا،؟وما إذا كان يود السكن في القرية أو المدينة….، في المقابل أخبره العم أن فلانة يقصد الخطيبة تحت الحراسة النظرية منذ زمن وأنها تخاف منه أشد الخوف ،لولا أنه كان يقظا لظن أنه في مخفر شرطة وليس في بيت فتاة مرشحة،للفوز بلقب “السوبر فيانسي”!. فيما كان الفتى ينهي على مضض مع العم هذا الاستجواب كانت الإدارة المركزية بقيادة الأم قد أعدت تقريرا مفصلا حول الشروط التي ينبغي توفرها في الفتى ليتم الخطوة الأولى من هذا الارتباط المرتقب، في عمق الليل بعد تناول طعام العشاء وشرب الشاي والى حدود وقت متأخر كان الحوار على أشده بين الفتى وأمه من جهة ووالدة الفتاة وخالتها من جهات أخرى!خالتها التي أقحمت انفها في الحوار بدون استئذان ،والتي قالت للفتى بعدما اقترح أن تكون هذه الخطوة خطبة ،انه مجرد تعارف وللخطبة مراسيم أخرى، يزداد اللغط بين النساء فيما توارى الأب خلف الحوار مسندا ظهره إلى الحائط مشدوها ،معتزلا يبدو غير مقتنع بتفاهات زوجته وأختها ، الضيفة غير العادية!،كان سؤال الأم ،كم ستدفع مهرا؟ ،أجابها انه معقول ما سيدفع مع العلم انه يكون رمزيا حسب الشرع الإسلامي وهو من حق العروس ،وان كان يبدو في بعض الأعراف مرتفعا وفي أخرى هزيلا، أم الفتى لم تستسغ الأمر ، وبعد اخذ ورد ستوافق أم الفتاة شرط أن يكتب الباقي في المؤخر ،لكن الفتى يرفض وينحو الحوار نحوا آخر فيما يشبه الصفقة،الأب لا يتحرك، الفتى يتمنى من أعماق قلبه ولو كلمة من والد البنت ،فيما تم تغييب الفتاة ! وكأن الأمر لا يعنيها ، الأم تواصل فتوحاتها في ضرورة جلب الخروف في الخطبة ،والهدايا وكل ما يمكن أن يغيظ جارتها ،لم ينته التفاوض إلا في وقت متأخر ولم يخلص الجميع إلى حل معين ،في الصباح استيقظ الفتى على منبه هاتفه ،بعد تناوله طعام الإفطار كانت مئات الأفكار تعشش في رأسه،اخبروه أنهم سيتصلون واخبرهم انه قد يعود بعد العيد،هم لم يتصلوا به وهو لم يعد طبعا، يُستحسن أن تبقى عانس،!! ……يتبع للتواصل:[email protected]