سيطلق محمد سليماني أولى صرخاته سنة 1982، بمدينة طاطا جنوب المغرب، وسيحصل على شهادة الباكلوريا سنة 2001، لينتقل إلى مدينة أكادير من أجل الدراسة الجامعية، بجامعة ابن زهر تخصص اللغة العربية، حاصلا منها على شهادة الإجازة 2006، في بحث أكاديمي حول الظاهرة الغيوانية. بعدها سيلج إلى عالم الصحافة، بجريدة الصحراء الأسبوعية، يقول محمد عنه “لم يكن صدفة أو حادثة سير طرقية كما يقال، كما لم يكن حلم الطفولة كذلك بل اكتشفت هذا العالم في سن الخامسة عشر من عمري بعد أن خرجت إلى الوجود قناة الجزيرة التي حركت المياه الراكدة للإعلام العربي الذي كان يرزح تحت وطأة الرسمية والإدارية بعيدا عن هموم المواطنين ومشاكلهم”. هنا بدأت عوالم البحث والتنقيب في هذا المجال تتفتق وازدادت كثيرا خلال الدراسة الجامعية إلى درجة أنه سجل نفسه في أحد معاهد الصحافة الخاصة بالدارالبيضاء. وخلال كل هذه المرحلة لم يفارق أبدا التنشيط الثقافي والفني من خلال تنشيط مجموعة من الندوات الفكرية والثقافية والمهرجانات الفنية بمدينة طاطا دون أن ينفصل عن التدوين، كما كانت له مجموعة من المقالات المنشورة بجريدة المساء وجريدة الصباحية إلى أن التحق بجريدة الصحراء الأسبوعية مراسلا من مدينة طاطا، وبعد أسابيع قليلة من العمل كمراسل التحق بهيئة التحرير كمحرر صحفي بمقر الجريدة بمدينة أكادير. كان الطموح الكبير عند الشاب محمد سليماني، هو الاشتغال في مجال الصحافة، لكن الآن ازداد الطموح أكثر ولاحت في الأفق مشاريع أخرى، لكنها ليست بعيدة عن عالم الصحافة. يتحدث عن الصحافة بالقول مسترسلا، المهنة متعبة ويصح فيها ذاك الوصف “مهنة المتاعب” على اعتبار أن هذه المهنة في المغرب لم تبدأ فعلا في الترسيخ والتقعيد إلا في بداية التسعينات رغم التراكم الذي حققته والذي يبقى دون المستوى في نظر العديد من المتتبعين، وليس الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع الذي انطلق منذ أسابيع سوى لبنة من أجل وضع تقعيد شامل وصحي لمهنة له دور بارز في بناء المجتمعات المتقدمة، فالتعب الذي التصق بهذه المهنة ليس تعبا صحيا وجسمانيا البتة بقدر ما هو مرتبط بغياب الإمكانيات والوسائل الضرورية للعمل ناهيك عن غياب المعلومة وتعقيد طرق الوصول إليها، فإلى حدود الآن لا يوجد في المغرب قانون يلزم المسؤولين على الكلام الى الصحافة مما يجعل الصحفي يصارع الزمن ويسابق الوقت من أجل الحصول على هذه المعلومة مما يجعله أحيانا كثيرة عرضة للمضايقات والاستفزازات وقد يلجأ أحيانا في التأويل والاستقراء مما يسقطه في فخ المحاسبة والمحاكمة، فألبس هذا هو التعب حقا؟؟ المشهد الإعلامي في المغرب الآن مقبل على تطورات كبيرة والعدة الآن على الصحفيين أن يكونوا في مستوى الحدث، كما أن المشروع الكبير الذي سيدخله المغرب بعد سنة من خلال تنزيل الجهوية سيفرض إعلاما جهويا في مستوى التطلعات، إذ أن الإعلام لصيق بالتنمية والديمقراطية والحداثة بالإضافة إلى القرب من انشغالات الناس ونقلها بأمانة.