تم، يوم السبت الماضي بفاس، تكريم عبد الهادي التازي، عضو أكاديمية المملكة، خلال افتتاح المنتدى العالمي حول الحضارات والتنوع الثقافي، المنظم تحت شعار «تحالف الحضارات والثقافات .. من الاستراتيجية إلى التفعيل». وقدمت شهادات حول المسار العلمي وأعمال المؤرخ والباحث عبد الهادي التازي. واعتبر المستشار الملكي عباس الجراري أن التازي «يستحق بامتياز اسم ابن بطوطة في أيامنا»، وذلك بالنظر إلى أبحاثه ومعارفه وتنقلاته بين البلدان وفي مجالات المعرفة. من جهته، تطرق محمد القباج، رئيس مؤسسة «روح فاس»، إلى المسار الأدبي والثقافي للتازي الذي جعل من الكتاب رفيقه الأول ومن الطرفة وسيلة غير مسبوقة للتواصل. وفي كلمة بخصوص تكريمه، أبرز التازي أن المغرب شكل على الدوام أرضا للحوار بين الحضارات والثقافات واضطلع بدور ملحوظ في نشر السلم والحوار. عبد الهادي التازي ازداد بمدينة فاس في15 يونيو1921 وبها تابع دراسته الابتدائية والثانوية، وانخرط منذ صغره في الحركة الوطنية. وفي سنة1947، حصل على ديبلوم في دراسات علوم الأديان بجامعة القرويين قبل أن يتم تعيينه سنة1948 أستاذا بالمؤسسة نفسها. وفي سنة1971، حصل على دكتوراه الدولة في الآداب، تخصص التاريخ، بجامعة الإسكندرية. وكان التازي، منذ سنة1935، قد بدأ في نشر كتاباته. و يمكن أن نحصي له مئات المقالات والكتابات، كما ألف أزيد من40 كتابا من بينها «11 قرنا من تاريخ جامعة القرويين»، وهو كتاب في 3 مجلدات، و«التاريخ الديبلوماسي للمغرب»، وهو مؤلف في 12 مجلدا. واشتغل التازي ديبلوماسيا، كما عين عضوا بالعديد من المؤسسات والأكاديميات بالمغرب وبالخارج، من بينها أكاديمية اللغة العربية بالقاهرة. وقد شارك في هذا المنتدى العالمي الثاني، حول الحضارات والتنوع الثقافي، عدد من الخبراء يمثلون نحو مائة بلد. ويأتي تنظيم هذا المنتدى من طرف «المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية» من أجل «تحدي الجهل الذي يمكن أن يقضي على البشرية بسبب الأحكام المسبقة البعيدة عن الحقيقة، والتي يتعين تحليلها ودحضها من أجل التطلع إلى المستقبل»، يقول عبد الحق العزوزي، رئيس المركز، في جلسة الافتتاح. ودافعت جل كلمات الحاضرين عن أهمية حوار الحضارات والثقافات من أجل إرساء عالم متعاون ومتفاهم وآمن.