في جو من الألفة والاحتفالية افتتح ملتقى “نبراس الشباب الأول”، يوم الأحد 28 مارس 2010 بغرفة التجارة والصناعة بأكادير، وكان لهذا الملتقى دور أساسي في لم شمل مجموعة من المهتمين بالشأن الالكتروني والتدوين. واستهل عمار الخلفي كلمته بالترحيب بضيوف الملتقى الذين حجوا من مناطق مختلفة من ربوع المغرب، وتحدث عن فكرة الملتقى والأهداف المتوخاة منه، ثم بدأ سعيد الكرتاح بجرد تجربة نبراس الشباب كتجربة جديدة في مجال التدوين الجماعي المشترك في المغرب والكتابة الإلكترونية بوجه عام. ليفتح باب المداخلات والكلمات للمدونين الحاضرين لعرض تجاربهم الشخصية وآراءهم حول واقع التدوين والكتابة الإلكترونية، حيث أجمع الكل على ضرورة إشراك المجتمع المدني من خلال نشر ثقافة الكتابة الإلكترونية، وتنظيم ورشات وملتقيات تكوينية على غرار ملتقى نبراس الشباب، وأن تكون التدوينات المكتوبة مرتبطة بقضايا المجتمع لأن المدون ابن بيئته، كما أكد آخرون على ضرورة الخروج برؤية واضحة المعالم حول مستقبل التدوين والكتابة الإلكترونية في المغرب، وكيف يمكن للتدوين المساهمة في التنمية المستدامة والدفاع عن قضايا الأمة والتوعية الشاملة. وتحدث المدون عبدالرحمان أثبير عن أخلاقيات التدوين والمدونات الشخصية وطريقة إنشاءها، وفي عرضه عن أهمية التدوين الإلكتروني، تطرق نورالدين البيار إلى أهمية المواطنة الإلكترونية، وترسيخ الهوية، وتحصين الفضاء الإفتراضي من الإختراقات الخارجية، والإستفادة من الإيجابيات التي يمنحها هذا الفضاء اللامحدود، مؤكدا على ضرورة التطوير المستمر والتكوين والتربية على الأنترنيت. وفي ندوة “الإعلام التقليدي وعلاقته بالتدوين الإلكتروني” تطرق فيها الأستاذ الباحث “محمد بنعزيز” عن كرونولوجيا الصحافة الورقية ابتداء من القرن 16م، وعلاقتها بالسلطة مشيرا إلى مبدأ إنتاج المعلومة التي لم تعد السلطة تتحكم فيها بالشكل الذي كان سابقا. الصحفي محفوظ أيت صالح توقف عند علاقة التدوين الالكتروني بالصحافة التقليدية قائلا “إن جسورا من التواصل بين الصحافة بمفهومها التقليدي قد تشكلت من خلال خروج بعض الصحفيين من تحت ضغط خطوط التحرير في المؤسسات الإعلامية التي يشتغلون لفائدتها وأسسوا مدونات يعبرون فيها عن آرائهم في القضايا الجارية من وجهة نظرهم الخاصة بعيدا عن مقص الرقيب”. وتطرق المدون زهير ماعزي في مداخلته تحت عنوان “التدوين والصحافة المهنية: من أجل علاقة صحية..” متحدثا عن حركية ظهور الإنترنت وتضاعف المحتوى والإمكانيات الهائلة التي تتيحها جلب اهتمام وسائل الإعلام التقليدية، ليصير الأنترنت أحيانا موضوعا للخبر، وأحيانا أخرى فرعا من الفروع، فاهتمت الجرائد والإذاعات والقنوات بفتح مواقع لها على الشبكة، بل ظهرت مؤسسات الإعلام الجديد متخصصة وصحافة إلكترونية متطورة جدا عن الصحافة التقليدية حتى في الصحافة العربية” مضيفا أن قراء بعض النسخ الالكترونية الجادة أكثر من قراء النسخ الورقية (جريدة المصري اليوم مثلا)، خاتما مداخلته بالقول “لن نبالغ إذا قلنا أن حجم التحدي الذي يفرضه “الإلكتروني” على “الورقي” كبير جدا، قد يهدده بالإغلاق وتراجع المبيعات، وقد حدث هذا فعلا في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أغلقت بعض الصحف الورقية العريقة واكتفت بنسخ إلكترونية فقط (حالة كريستيان ساينس مونيتور مثلا)”. وفي سياق حديثه عن الإعلام الجديد تكلم سعيد بنجبلي رئيس جمعية المدونين المغاربة عن الفرص المتاحة وأيضا التحديات التي تعترض المدونين، مبرزا أهمية التدوين في الساحة الصحافية، كا تحدث عن تجربة جمعية المدونين المغاربة والصعوبات القانونية التي واجهتها، وفي كلمة اختتامية توقف عضو فريق عمل الموقع ياسر الخلفي عند الصعوبات التي تعرض لها المنظمون لأنها أول تجربة بدأت من اللاشئ لتنتجا شيئا هادفا، متعهدا أن يستمر الملتقى وأن يكون في أفضل حلته في الدورات القادمة ان شاء الله. وتوج الملتقى بقراء شعرية من إلقاء المدون حامد الزيدوحي لقصيدة بعنوان “في يوم عيدك يانبراس…ماذا أهديك؟” مع توزيع شواهد المشاركة على جميع الحاضرين، مع تكريم مجموعة من المدونين بجوائز تشجيعية. ارتسامات المشاركين: بكل صراحة، لقد كان الملتقى رائعا جدا وناجحا، توضحت لي الكثير من الأمور والأفكار حول التدوين في المغرب بفضل هذا اللقاء التواصلي. لدي بعض الملاحظات كمشاركة وهي محاولة تطوير مثل هذه الندوات لتصبح دولية لتكون فرصة ليتبادل فيها الشباب المدونون مع إخوانهم وأخواتهم في دول أخرى تجاربهم وأفكارهم، وأيضا الإنفتاح أكثر على العنصر النسري ليكون حاضرا هو الآخر بقوة. فشكرا جزيلا لنبراس الشباب. حفصة أوبو – مراسلة newsafrica في الحقيقة لايسعني إلا أن أشكر موقع نبراس الشباب عن هذه البادرة الطيبة التي جمعت شمل المدونين، لكي يلتقوا فيما بينهم بعد غياب دام أزيد من سنة بعد المؤتمر التأسيسي لجمعية المدونين المغاربة. الملتقى مر في أجواء جيدة وحماسية عبر من خلاله جميع الزملاء والزميلات المدونين والمدونات عن مواقفهم الجريئة التي أبانت على أنها لن تركع أبدا لاستمرار التضييق على حرية التعبير. صالح الفرياضي – المشرف العام على مدونة بوزكارن ميديا ملتقى غني من حيث من حيث النقاش والأفكار المطروحة، ونظر لفكرة جديدة في التدوين، كما أعطى انطلاقة لتدوين متألق ومتميز، رغم قلة الإمكانيات والصعوبات التي تعرض لها المنظمون. مصطفى جليل – صحفي الكتروني – قلعة مكونة لقاء فعال نتمنى أن تكثر النبارس الجادة في الوطن العزيز حامد الزيدوحي – أستاذ – شيشاوة أصبح الملتقى حقيقة، فقد كانت المداخلات تصب في تطوير التدوين والمضي به قدما. الملتقى يعبر عن السير الإلكتروني الناجح للموقع، وتجربته أتمنى ظان يتم تعميمها على جميع المواقع الإلكترونية. نورالدين البيار – كاتب – الدارالبيضاء