تنظم جمعية قدماء تلاميذ بني عمار زرهون، بدعم من المركز السينمائي المغربي، والمجلس البلدي لمدينة مولاي إدريس، الدورة الخامسة للملتقى الوطني لسينما القرية يومي 25 و26 دجنبر 2009، بكل من مدينة مولاي إدريس زرهون وقصبة بني عمار. ورغم كل المعوقات الذاتية والموضوعية التي تواجه المنظمين، فإنهم يصرون إصرارا «سيزيفيا» على متابعة هذه المغامرة السينمائية الجميلة، من خلال برنامج يتميز بندوة محورية حول دور الملتقيات السينمائية في نشر الثقافة السينمائية، بحضور ممثلي عدد من الملتقيات السينمائية التي تنظم سنويا في بلادنا، خصوصا تلك التي تنظم في مناطق لا تتوفر بها قاعات سينمائية، وبالتالي لم تراكم أي ثقافة سينمائية خارج هذه الملتقيات. وتستمد أهمية هذه الندوة مشروعيتها من كونها تلامس موضوعا يضع في صلب السؤال تلك المفارقة الجلية بين تطور الإنتاج السينمائي المغربي، كما ونوعا، وانحسار وتقهقر دور العرض السينمائي في مختلف المدن المغربية، والدور الأساسي الذي تقوم به هذه الملتقيات في نشر الثقافة السينمائية في المناطق الهامشية. يساهم في هذه الندوة: ملتقى سيدي قاسم، تيسة للسينما الآسيوية، ملتقى القنيطرة، ملتقى إيموزار، ملتقى الراشيدية، ملتقى سيدي سليمان، ويؤطر الندوة أيت المختار، وجمال بزور عن نادي الصورة بالرباط. اما الأفلام التي سيتم عرضها خلال هذا الملتقى، فنذكر: «الحلم المغربي» لجمال بلمجدوب بدار الثقافة، ومجموعة من الأفلام القصيرة بقصبة بني عمار، ك«سفر في الماضي» للمخرج أحمد بولان، و«الطرابق والشاشية» للمخرجة سميرة الحيمر، «الخبزالمر» للمخرج حسن دحاني، و«إيزوران» للمخرج العلوي عز العرب. بالإضافة إلى ذلك، وسيرا على نهج الملتقى في تكريم الفعاليات السينمائية المغربية التي تقبع في الظل، يقترح الملتقى لحظة تكريمية، تتميز بوقفة اعتراف في حق الفنان المرحوم الممثل القدير محمد عفيفي، وبتكريم الممثل بوجمعة أجود باعزيزي الذي طبع بأدائه لحظات أساسية من الإنتاج السينمائي والدرامي المغربي، كما تتميز بالتفاتة خاصة للدور الذي قام به قيدومو الإداريين والتقنيين بالمركز السينمائي المغربي. مع ما يوفره الملتقى لعشاق السينما بجبل زرهون، الذي لا يتوفر على أية قاعة سينمائية وتم عرض لأفلام مغربية منتقاة طويلة وقصيرة، بكل من دار الثقافة بمدينة مولاي إدريس زرهون ومقهى المعرض الدائم بقصبة بني عمار. وسيرا على التقليد الذي اتبعه الملتقى الوطني لسينما القرية، يكرم الملتقى في هذه الدورة الفنان المرحوم محمد سعيد عفيفي لما قدمه للسينما والمسرح من عطاءات مهمة. حفل التكريم الذي تحضره زوجة المرحوم، سيتميز بعرض شريط حول المحتفى به من إخراج عبد الإله الجوهري. بدأ الفنان محمد سعيد عفيفي، المزداد بمدينة الدارالبيضاء سنة 1933، مساره الفني مع فرقة الشبيبة الوطنية، التي أطلق عليها اسم المعمورة في ما بعد، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية، ومثل في البعض منها، وعلى رأسها مسرحية «هاملت»، سنة 1956، ومسرحية «الواقعة»، لعبد الله شقرون، التي تتحدث عن تحرير مدينة الجديدة من الاحتلال البرتغالي، ومسرحيات «مريض خاطرو»، و«عمايل جحا»، و«المثري النبيل»، و»عطيل»، و«العض على الحديد»، المقتبسة من عمل للمفكر المغربي الراحل، محمد عزيز الحبابي، وغيرها من الأعمال، خلدت اسمه في ريبرتوار المسرح المغربي. وشارك في بعض الأعمال السينمائية، كشريط «السراب» للمخرج أحمد البوعناني، و«حلاق درب الفقراء»، للمخرج الراحل محمد الركاب، و«فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت»، للمخرج حكيم نوري. شغل الفنان الراحل، الذي كان أول من منح أدوارا للمكفوفين في مسرحياته، منصب أستاذ للمسرح بالدارالبيضاء، ومديرا للمسرح البلدي بالجديدة، وحظي بالعديد من التكريمات والتوشيحات، كان أبرزها توشيحه من طرف الملك محمد السادس في إحدى المناسبات، وتكريمه، رفقة زمرة من المسرحيين المغاربة والعرب، والأجانب، في البينالي الدولي لمسارح العالم بالرباط، في مارس الماضي. وفي حفل التكريم، سيحتفى أيضا بالممثل القدير بوجمعة أوجود باعزيزي الذي طبع بأدائه لحظات أساسية من الإنتاج السينمائي والدرامي المغربي، دون أن يحظى بلحظة اعتراف لما قدمه في السينما، حيث شارك في فيلم «دم الآخر» لمحمد لطيفي، وفيلم «عشاق موغادور» لسهيل بنبركة، وفيلم «عود الورد» للحسن زينون، بالإضافة إلى مشاركته في عدد من الأعمال الدرامية المغربية. وتكريمه هو اعتراف متواضع من الملتقى الوطني الخامس لسينما القرية لهذا الممثل المغربي القدير. ويختتم المهرجان بزيارة «بانوراميك» لقصبة بني عمار ومآثرها. يشار إلى أن قصبة بني عمار زرهون، رغم كل ما تعرفه من فعاليات ثقافية سواء بالنسبة لملتقى سينما القرية الذي وصل إلى دورته الخامسة، أو مهرجان بني عمار الذي نظمت منه ثمان دورات، وغيرها من الأنشطة التي أكسبت المنطقة إشعاعا وطنيا ودوليا، فإن القصبة ما زالت محرومة من أي تجهيزات تحتية ثقافية، ورغم كل النداءات التي تمت في هذا المجال. ويعتبرهذا الحرمان، في نظر العديد من شباب المنطقة والفعاليات الثقافية، تمييزا غير مشروع وغير مبرر، ومن الواجب على الحكومة المغربية أن توفر لسكان قصبة بني عمار وفعالياتها الثقافية والفنية تجهيزات ثقافية تحتية لا تحتمل أي تأخير جديد.