في أكبر تجمع شبابي لهذه السنة، وبمناسبة اختيار سنة 2010 سنة الشباب، شارك أكثر من 300 شابة وشاب يمثلون مختلف الجمعيات في أغلب المدن المغربية من شمالها إلى جنوبها، وشاب مصري وجزائري وشابة من جزر القمر، في فعاليات قرية الألفية للشباب في دورتها الثانية المنظمة تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي التضامني رافعة أساسية لإدماج الشباب” بمدينة طاطا جنوب المغرب، والتي امتدت أشغالها بين 27 و31 يناير 2010. وكان الهدف من القرية حسب إدارتها، هو توضيح مفهوم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والارتقاء به إلى جمهور الشباب، وأيضا من أجل تبادل المعلومات والخبرات داخل الورشات مع التركيز على إشراك المهنيين والطلبة والحاملين لمشاريع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وذلك لتوضيح إمكانات الاستثمار الاجتماعي. خمسة أيام في مدينة طاطا كانت مناسبة للشباب المشاركين من الإستفادة من التداريب والورشات واستكشاف جغرافية مدينة طاطا وما تزخر به من مؤهلات طبيعية وتقاليد أمازيغية – صحراوية، وأيضا فرصة لزيارة الواحات. ففي اليوم الأول الذي تميز بالحفل الإفتتاحي لقرية الألفية للشباب الذي احتضنتها عمالة طاطا بحضور عامل الإقليم، تلتها الكلمات الإفتتاحية للشركاء والمدعمين، وافتتاح معرض الواحات، ليختتم اليوم الأول بسهرة ثراتية بدوار تغرمت. وقد استفاد المشاركون في اليوم الموالي من ورشات تكوينية في مواضيع مختلفة حسب اختيار الفرد وميولاته، ومن بين عناوين الورشات “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المكونات والمفاهيم” الذي يجمع بين المشاركة من الاجتماعية والمبادرة الاقتصادية لوضع الناس في مركز الأنشطة التي هي وسيلة لخدمة مشروع مجتمعي. وأيضا ورشة إدارة وحكامة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يتكون من المنظمات التي تأخذ في الإعتبار قيم التضامن والديمقراطية في المشاريع، هاته الورشات كانت في منطقة ” طك الريح” في منازل قديمة وتراثية، أثارت إعجاب المشاركين. وفي المساء تم عرض الفيلم الوثائقي حبة رمل، قصة ماء « Grain de sable, une histoire d'eau » والذي يتناول موضوع الخطارات بمنطقة تافيلالت. تميز اليوم الثالث بزيارة استكشافية لواحات تسنت، والوقوف على مشاريع محاربة زحف الرمال المنجزة من طرف المديرية الإقليمية للمياه والغابات، والمرور على منزل شال دو فوكو، الذي حط رحاله بعدة مدن مغربية في نهاية القرن التاسع عشر، وأصدر حينها كتابه الذي كان عاملا وخريطة ساعدت فرنسا بعدها لاستعمار المغرب، كما يقول الساكنة. اليوم الأخير من القرية، كانت ساكنة طاطا والمشاركين على موعد مع سباق الواحات لتحذير الجميع من اندثارها، والتحسيس بأهمية الواحة كمنظومة إكولوجية يتعين على الجميع حمايتها والحفاظ عليها، لتتوج القرية بقراءة النتائج والتوصيات وتقديمها لعامل المنطقة لتفعيلها، واختتمت فعاليات القرية بسهرة تكريمية بفضاء أسراك. وفي تقييم عام لبرنامج القرية صرحت إبتسام مزيبري منسقة طلبة الماستر “من بين أهداف منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة إعطاء الصبغة العلمية والأكاديمية لقرية الشباب في نسختها الثانية، لهذا قام مجموعة من طلبة الماستر “روح المقاولة والتنمية” بكلية العلوم والقانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، بتأطير مجموعة من الورشات في إطار شعار القرية ” الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”. كما عبرت “ابتسام” عن اصطدام الطلبة الباحثين بالواقع الأليم الذي يعاني منه ساكنة طاطا، وكأنها ليست جزءا من المغرب، ومع ذلك فرغم هذه العواقب استطاع الطلبة تمرير تكوينهم الجامعي والاستفادة من خبرات الجمعية والتعاونيات و استفادوا من عزيمة وروح كفاح هؤلاء الساكنة”. وأضافت “بصفتي منسقة طلبة الماستر، أؤكد أننا استفدنا الاستفادة الكبيرة في هذا المنتدى، سواء على المستوى الشخصي أو العملي وننادي بأنه لا يجب أن ننسى مدينة طاطا وأخواتها، فهي مدن تعاني من التهميش لكنها تزخر بطاقات شبابية لا تقل كفاءة عن مدن “المركز”. معاذ بدوي ممثل جمعية خير النساء في قرية طاطا، عبر عن ارتساماته حول القرية قائلا “هذه أول زيارة لي لمدينة طاطا، واعتقدت أن القرية ستكون في مستوى تطلعاتي، لكن تفاجئت بالعكس، ففي اليوم الأول عانينا في الفندق بعدما لم نجد لنا مكانا للمبيت، والتنظيم كان فاشلا، والبرنامج المسطر لم يحترم، دون نسيان العنصرية التي تعرض لها أبناء المنطقة، وأيضا بعض المشاركين”. وختم معاذ رأيه الخاص ” للإشارة هناك نقطة جد مهمة وهي أن المنشطين للورشات غير مؤهلين أصلا لتسييرها، بخلاصة أنا لم أستفد شيئا ماعدا التعارف مع أصدقاء جدد والتواصل من جديد مع أصدقاء كنت قد تعرفت عليهم في ملتقيات سابقة”.