بعد أن كانت عادة “سرية” تمارسها الفتيات بحتا عن ذاتهن في لفافات التبغ في دخانه، تحولت إلى العلن وأصبحت مظهرا لتحرر المرأة، وإثبات ذاتها كذات مستقلة، “نبراس الشباب” كعادنة استقى مجموعة من الآراء حول الظاهرة وأعد التقرير التالي. مشاكل مجتمعية عاطفية و دراسية...وراء الظاهرة. مروان العرج – نبراس الشباب: تمسك صابرين 28 سنة، بالسجارة بيدها بدلع واضح، وتتقاسم علبة سجائرها مع ابنة خالتها إلهام 19سنة، “صابرين” طالبة في السنة الرابعة بكلية الآداب الحسن الثاني بالمحمدية، رفضت إلتقاط صورة لها، وتعتبر أن التدخين هو عبارة عن تقليد لصديقاتها، لكن التقليد والمتعة تحولا مع الوقت إلى عادة أو “بلية” تمارسها في المقاهي القريبة من الكلية، وفي غرفتها حين تكون متأكدة من عدم تواجد أحد، وفي حالات البعد عن العائلة، “بلية” تنفق عليها من جيبها و أحيانا من المصروف الذي يمنحها إياه خطيبها، “بلية” لا ترغب في الإستغناء عنها لأنها ترى فيها تأكيدا لشخصيتها كامرأة مستقلة متحررة، حتى خطيبها الذي كان رافضا لأن تكون خطيبته مدخنة، اضطر للاقتناع بالأمر الواقع حين خيرته بينها وبين التدخين، فاختارهما معا! و إن كانت صابرين قد أقنعت خطيبها بالأمر الواقع، فان ابنة خالتها إلهام، لم يحالفها الحظ مثلها، فبمجرد أن اكتشف صديقها علبة السجائر في حقيبة يدها، حتى أعلن انتهاء علاقتهما، حيث اعتبرها فتاة غير لائقة ولا تصلح أن تكون زوجة المستقبل.. طابو المجتمع: موقف صديق إلهام لا يعتبر بالغريب في مجتمع مغربي شرقي له عاداته و تقاليده رغم كل مظاهر الحداثة التي تظهر على السطح، فقبول الحداثة لا يتم بصورة شاملة، والرجل المدخن للسيجارة، لا ينظر له بنفس الطريقة التي ينظر بها للمرأة المدخنة و التي غالبا ما تمارس حريتها الشخصية في أماكن مغلقة بعيدا عن نظرات وهمسات الناس. رأي الجنس الآخر: يقول سعد 19 سنة ” لا أحب المرأة المدخنة و أعتبرها فتاة غير جيدة ولا تصلح أن تكون زوجة أو خطيبة أو حتى سعد صديقة مناسبة لي، لأن المرأة غير مدخنة هي أحسن بكثير من المدخنة، وأنا شخصيا لا أدخن لأني لا أجد في السيجارة أي فائدة تذكر و لو أردت لفعلت لأني لا أبالي بما يقوله الآخرون عني..”. من جهة أخرى يرى كمال 21 سنة أن الأمر يختلف من شخص لآخر فيقول ” التقيت نساء مدخنات رائعات غيرن رأيي حول المرأة المدخنة التي كنت أعتبرها فاسدة، رأي كان كل من حولي يردده، بدء ا من والدتي و انتهاء بأصدقائي، لقد برهنت لي إحدى السيدات المدخنات أن الأخلاق لا علاقة لها بالسيجارة بل بالشخص نفسه، و مازالت حتى الساعة أرتبط معها بعلاقة رائعة و جميلة. ما هي الأسباب؟ وحول أسباب تعاطي الفتيات للتدخين عزت صابرين تدخينها للسجارة الشقراء إلى بغية “نفث المشاكل عبر الدخان”، و تقول في حديثها لنبراس الشباب “إن الكثير من صديقاتها يدخن من أجل حل المشاكل و التي تكون إما كمال دراسية، عاطفية أو عائلية”. فيما ترجع إلهام سبب تدخينها إلى مللها من روتين الحياة و بغية تسريع وقت الفراغ الذي يسيطر عليها و تقول بتذمر”لا أجد أماكن للترفيه لذا أعوض ذلك بالسجائر لأجل المتعة” ورأت أن السجائر مضرة فعلا بالصحة قبل أن تتساءل عن البديل “الذي لا يوجد” حسب إلهام. أرقام متصاعدة: حسب دراسة أنجزتها مؤخرا إحدى شركات التبغ بالمغرب، خلصت إلى أن مليون و 650 ألف امرأة مغربية تدخن علنا، 40% منهن تتراوح أعمارهن بين 18 و 26 سنة، و 25% بين 26 و 35 سنة، 35% منهن يتجاوزن السادسة والثلاثين.