الدورة 21 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي – الدارالبيضاء في إطار الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمغرب (الدارالبيضاء)، والتي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجامعة الحسن الثاني المحمديةبالدارالبيضاء تحت رعاية الملك محمد السادس في الفترة مابين 10-15 يوليو؛ والذي جاء تحت شعار “المسرح والتحولات” ليكون المحور الرئيسي لدورة هذه السنة، حيث يجسد الشعار رغبة المنظمين في تعميق البحث حول مجمل القضايا التي تهم الإبداع المسرحي بكل أبعاده وتقريب الفنانين الشباب من هذه التحولات التي باتت تميز الثقافة والفنون في عصر الثورة المعلوماتية والتكنولوجية. شارك السودان بفرقة “الورشة الجوالة” من جملة مجموعات مسرحية تمثل جامعات من تونس والتشيك وبولونيا والإكوادور والولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا إلى جانب مجموعة من الفرق المسرحية تنتمي لجامعات المغرب (وجدة ومراكش وطنجة والدارالبيضاء والسمارة). على مدى ستة أيام كان عمر المهرجان حمل في خواتيمه مجمل بُشريات سارة بإحراز السودان جوائز مسرحية عالمية بجائزة أحسن نص مسرحي (الأخيلة المتهالكة – الصور المعلقة)، وجائزة أحسن دور رجالي مناصفة بين الأستاذ ربيع يوسف عن دوره في مسرحية “الأخيلة المتهالكة” من السودان، وفيليب جوستمان من الولاياتالمتحدةالأمريكية. يتكون فريق العمل المشارك من: * البروفيسور أنور محمد عثمان – مشرفاً ورئيس الوفد. * دكتور أبو القاسم قور – الملتقى الفكري. * أميرة أحمد إدريس – ممثلة. * احمد المصطفى سمبل – ممثل. * ربيع يوسف الحسن – ممثل. * الكندي الأمين – مخرج مساعد. * ساهر مصطفى أبو طالب – مخرج منفذ. * السيد عبد الله صوصل – المؤلف. * ربيع يوسف الحسن – الإعداد والإخراج. __________________________________________________________ “نبراس الشباب” إلتقى بأصحاب هذا الانجاز العالمي المتميز، ليعرفكم أكثر بإنجازهم الذي يُسجل للسودان والمسرح السوداني وممثليه، وكان معهم الحوار التالي: الأستاذ ربيع أولاً ألف مبروك للسودان والمسرح السوداني ولكم كفرقة أثبت وجودها، ولكن حدثنا عن البداية وفكرة المشاركة نفسها. حقيقة إذا أردنا التحدث عن البداية لابد من إقحام الأستاذ والصديق عصام أبو القاسم فهو الذي بعث لنا الدعوة علي “إيميلي” في فبراير الماضي، بل أكثر من ذلك شدد علي بالمواصلة في مراسلة لجنة المهرجان وملإ الاستمارة والمتابعة معهم، فله الشكر أولاً وأخيراً، هذه كانت البداية والفكرة جاءت من الأستاذ عصام وشرعنا بها. أستاذ ربيع كيف تم قبول عملكم أو على أي أساس يتم الترشيح للمشاركة النهائية وتقديم الدعوة؟ تم إرسال العمل في أسطوانية (CD) وتمت إجازته بعد منافسة ضمن 13 من أصل 120 عمل مسرحي من مختلف العالم. ربيع إذاً ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟ بل تمثل لي هذه الجوائز في المقام الأول رد الإعتبار للمسرح السوداني والمسرحي السوداني، بحسبان أنهما ظلا في منطقة الظل لفترة طويلة ولا يجدا الاعتراف من المثقف العربي عموماً والمسرحي العربي تحديداً، وذلك بسبب تواضعنا وعدم الاهتمام بتعريف تجاربنا منجزاتنا، من ثم بسبب الكسل المثقف العربي وقلة حماسته تجاه التجربة السودانية. أما على المستوى الشخصي مزيداً من المسؤولية المهنية لدرجة تجعلني في حالة من حالة الخوف والرهبة، هذا كله لم يفرحني بقدر فرحتي للصديق العزيز صوصل، حيث أخيراً لمس ثمرة إنتاجه. __________________________________________________________ الأستاذة أميرة هل توقعتم هذه النتيجة؟ صراحة . لا. لماذا؟ نحن لم تكن تعوزنا الثقة في عملنا من حيث جودته أو أدائنا، لكن نسبة لمشاركاتنا الخارجية المتكررة والتي لم نحصد فيها شيئا، كان هنالك نوع من الترقب الحذر، بالإضافة إلى رؤية لجان التحكيم التي لا نعرفها كل هذا حقيقة لم يضعنا في حالة توقع الفوز بهذه الصورة الباهرة، وحتى إن كان هنالك بصيص أمل في الفوز لم يكن توقعه بهذه الصورة . أستاذة أميرة هل في الإمكان أن تحدثينا عن مفهوم المسرح الجامعي قليلا وخصوصية المغرب؟ هو النشاط المسرحي الذي تنظمه الجامعات كما هو واضح، لكن هناك دائما اختلاف في “الدرجة” أو “النوعية”، وفي بلدان عدة يرتبط هذا النشاط داخل الجامعة بمحترفين تنظيماً وتطعيماً في مجالات الإخراج والتمثيل وسواه. والمغرب تنظم سنوياً عدة مهرجانات جامعية لكن أعرقها هو هذا المهرجان . __________________________________________________________ الأستاذ الكندي الأمين ما هي مضامين الدورة؟ تضمن برنامج الدورة تنظيم محترفين في مجالات “الاتصال والارتجال” و”حركة الجسد على الخشبة” و”المسرح والأسطورة” وتقنية التركيز والتنفس عبر الحركة” نشطها خبراء من المغرب من خلال هذا المهرجان الذي أصبح في مصاف المهرجانات العالمية ومعترف به في دنيا المسارح العالمية كمهرجان تقيمي له وزنه. __________________________________________________________ الأستاذ ساهر مصطفى مابين “الأخيلة المتهالكة” و ” الصور المعلقة” هل ثمة رابط؟ الصور المعلقة هي ترجمة تمت من قبل اللجنة المنظمة مرادفة للأخيلة المتهالكة، حين قمنا بإرسال العمل إلى لجنة المهرجان، عملنا على ترجمته بالانجليزية إلى (Images) فتمت ترجمة مرادفه (الصور المعلقة)، ولا يوجد فرق في العموميات والترجمة لم تخل بالمضامين وإن كان في السودان قد عُرف العرض بالأخيلة المتهالكة. هل يمكن أن تلخص لنا مشوار المشاركة والانطباعات التي خرجتم بها؟ جاءت هذه المشاركة مختلفة لا تشبه كل المشاركات السابقة فكانت عبارة عن تحدي لنا، ونستطيع أن نقول إننا نجحنا وأثبتنا وجودنا ورفعنا اسم السودان وجامعاته، بالإضافة إلى تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة عن السودان، ونأمل أن ننقل تجربتنا من خلال المشاركة في المهرجان والورش المصاحبة لها والاحتكاك بالمسرحين المشاركين من دول العالم إلى السودان والمسرح السوداني، كل ما تم من جوائز كسبناها حفزّ الآخرين بتقديم دعوات لنا إلى عدة مهرجانات في أمريكا وبولندا ومراكش وتونس. كذلك نستطيع أن نقول من خلال هذه المشاركة أن فرقة مسرحية تنشط في واحدة من بلاد العالم هي أكثر فعالية من “الفرقة القومية للتمثيل السودانية” من جهة الجاهزية التقنية وما يرتبط بها من تدريبات ودراسات وحراك!، في الختام شكرنا الموصول أولاً وأخيراً لجامعة النيلين والمنظمة السودانية للدراما التربوية (SUDEA) اللذان كان لهما القدح المعلى في بداية المهمة الصعبة حيث عملا على تذليل كل الصعاب التي وقفت أمام الفرقة من بداية التحرك إلى حين رجوعها، من ثمّ الشكر كذلك إلى كل المسرحين والدراميين بالسودان من دفعنا ووقف معنا، على سبيل المثال الأستاذ خيري عكود ساعد في بروفات المسرحية قبل السفر فهو خبير مسرحي متخصص في حرفية الأداء التمثيلي إستفدنا من تلكم المساعدة كثيراً. والشكر كل الشكر لشعب المغرب المضياف الجميل، وللجنة المهرجان لحسن الضيافة، كما لا ننسى موقع “نبراس الشباب” فهو من المنابر التي سعت إلى تسليط الضوء على هذا الإنجاز العالمي الذي نعلم تمام العلم أن الكثيرين لا يعلم عنه شيئاً حتى من قبيلة المسرحين نفسها، نسبة لأن كثير من الجهد الذي يُبذل لا يجد حقه من الانتشار والتقييم.