،..... زاوية البوح والتعبير، عن ما عشناه في حياتنا من معاناة الحب وسروره، نحكي فيها عن حقيقة الأيام، أيام الحزن والفرح، كيف بدأت حياتنا الغرامية وكيف عشناها، دون أن نخجل من قول الحقيقة. أبحر معكم في هاته الحلقات المتسلسلة مع حكايات واقعية وتجارب لشباب مروا من تجربة الحب الإلكتروني. ومع الفصل الأول لقصة شاب مغربي من جنوب المغرب أتكلم فيها باسمه، في انتظار تفاصيل أخرى جديدة ورومانسية. سعيد لكرتاح – نبراس الشباب البداية إعجاب، والنهاية حب كالعادة وأنا أبحر عبر أمواج الشبكة العنكبوتية ذات يوم سنة 2007، وبصدفة مفاجئة، إلتقيت بداخل تلك الشاشة الصغيرة عبر الدردشة بفتاة قالت إسمها ‘فاطمة الزهراء'، في البداية وبدافع الفضول، حاولت التعرف عليها رغم أنها لم تراعى لي أي اهتمام، حاولت إقناعها لأجل التعرف لا غير، لكن محاولتي كلها باءت بالفشل وللأسف. إلا أن أخيرا إقتنعت بفكرتي ورحبت بمعرفتي، فتحنا “الأوديو والكام” للنظر في بعضنا البعض والحديث فيما بيننا، كانت مفاجأة سارة حين اكتشفت أنها فتاة ذات أخلاق حسنة، متحجبة على ما يبدو من مظهرها الخارجي، كم كانت فرحتي كبيرة عندما علمت من خلال حديثنا أنها تقطن نفس المدينة التي أسكنها،-أكادير-، غمرتني الفرحة والسرور نتيجة الإعجاب، دون أن أجد أي وسيلة أحتفظ بصورتها أمام عيناي سوى ان أستعمل برنامجا لأسرق إليها صورتها التي تظهر لي عبر “الكام”، وأحتفظ بها عبر بريدي الإلكتروني. لقاء قصير، وغياب طويل لحظات قليلة فقط، أغلقت مالكة القلب خط الاتصال في وجهي، ورفضت استكمال الحديث معي لأسباب أتجاهلها إلى الآن، ولن يبقى لي في تلك اللحظة القصيرة إلا تلك الصورة الجميلة التي كلما اشتقت إليها إلا وتمعنت فيها كثيرا، أقفلت خط الإتصال في وجهي، وطال الغياب، والصورة ما زالت أحتفظ بها عسى أن يأتي يوم اللقاء،مرت الأيام والشهور، والسنين تأتي وتمر هي أيضا، والصورة في ذاكرتي محتفظة، وبعد مرور سنتين من غيابها عني، شاءت الأقدار في منتصف سنة2009 أن أفتح بريدا إلكترونيا جديدا، التقيت بمالكة القلوب، صاحبة اللقب الفائزة بإعجابي للسنة الثانية على التوالي بعد غياب دام سنتين وإن كانت مدينة أكادير تؤوينا معا، ولا يفصل بيننا سوى 3 دراهم، ثمن ركوب سيارة أجرة، -الدشيرة، بن سركاو-، انطلقت الحديث كأننا لم يسبق لنا التعارف، حقا فهي نسيت من أنا، لكنني لن أنسى من هي، حاولت أن أعرفها عن نفسي، وأذكرها باليوم الأول، لكن النسيان سيد الموقف، حاولت مرارا أن أذكرها، لكن دون جدوى، فأنا لوحدي تذكرت، رغم سنتين من الغياب الذي ذوقتني فيهما مرارة الحب والغرام، بعد مروري في عدد من التجارب لم يكتب لي النجاح والاستمرار، المهم، بدأنا كما سلف الذكر نسرد حكايتنا ونعرف بعضنا البعض، تحدثنا كثيرا وتبادلنا أرقام الهواتف، ياليت الوداع لم يكن، فكلمة الوداع، نزلت علي كالصاعقة، وحطمت لي كل الأحلام، وأصبح أملي ألما، بعدما صارحتني بالحقيقة، أن هناك شخص آخر في حياتها، ياليت الأرض ابتلعتني، فلن أستطيع أن أتحمل أمر الواقع، فالإعجاب بفتاة في قبضة شخص آخر أمر صعب، لكن رغم ذلك، رفضت الاستسلام لأمر الواقع. لقاء ثالث في ال13 من شهر ماي 2009، ورغم ما أعيشه من ظروف قاسية ومشاكل مهنية عويصة، إلتقيت بمالكة القلوب، الفائزة بقلبي من بعيد، للمرة الثالثة وسط بحر الشبكة العنكبوتية، كانت الساعة تشير حوالي ال10 ليلا، حين بدأنا التعرف من جديد كأننا لم نعرف أنفسنا من قبل، حاولت إقناع فاطمة الزهراء للاستجابة لطلبي البسيط، ألا وهو اللقاء بالمباشر، زهرة القلوب، ولحسن حظي وبدون تردد استجابت لطلبي، متى؟؟، غدا ال6 مساء، يا الله كم كانت فرحتي كبيرة وأنا أنتظر موعدا مع فتاة ملكت قلبي لسنتين كاملتين وتركت قلبي يتعذب طوال هذه المدة دون أن تعلم بذلك، وكنت كلما أنظر في صورتها إلا وأبني عليها الخيال، وفي الأخير ودعتني على أمل اللقاء غدا. أمل اللقاء، وألم التعارف انتهى الحديث عبر الدردشة، وياليت الليل لم يكن، غادرت نادي الانترنت حاملا معي أمل اللقاء ببطلة الإعجاب وصاحبة الألقاب منذ سنتين خلت، متجها نحو محل لبيع الأكلة الخفيفة لتناول وجبة العشاء، وبالمناسبة أسترجع أنفاسي وأستعد لبرنامج الغد. تناولت ما تيسر من الوجبة متجها إلى المنزل قصد الاستسلام للنوم، وللنوم رأي آخر، فالاستيقاظ طيلة الليل لا مفر منه، والسبب التفكير في فاطمة الزهراء. سهرت الليل، لم أعد أفكر في العمل، بل عقلي وجوارحي ينتظرون ال6 مساء. في انتظار ال6 مساء، عقارب الساعة حطت الرحال على الساعة ال6:30 صباحا، موعد تناول الفطور واستعداد ليوم آخر من مشقة العمل، لكن لا يهم، مادامت فاطمة الزهراء تنتظرك في المساء يا....... ظروف العمل، غيرت مجرى الأمل التحقت بالعمل في ال 8 صباحا، وعيناي تراقب عن كثب عقارب الساعة التي لا تتحرك في أماكنها، طال الانتظار وما أصعبه، ومن شدته وشدة التفكير وعدم التركيز في العمل أحسست بالتعب، ما علي أفعله سوى أن أطلب من سيدي المدير أن يمنحني رخصة المغادرة قبل إنهاء عملي، لكن طلبي قوبل بالرفض، بدعوى أن الشركة في أزمة خانقة نتيجة الصراع الاجتماعي الذي أشعل فتيل غضبه بين المستخدمين ورب العمل، هذا كله لا يهم، بضع ساعات فقط تفصلني عن حياة جديدة. ولن تمر إلا ساعات قليلة حتى بدأ صراع آخر بين مستخدمي الشركة ورب العمل، صراع أرغمني بضرورة عقد اجتماع طارئ في السادسة مساء بمدينة أكادير كمسؤول أول عن الهيئة النقابية داخل المؤسسة، يا إلهي، ماذا أفعل، موعدان في ذات الساعة، موعد طارئ، وموعد أنتظره أكثر من سنتين، حاولت أعمل المستحيل لاستئناف موعد الاجتماع على الأقل السابعة مساء، وبفضل الله نجح الحل. أمل اللقاء يقترب، هل سيتحقق؟ اتفق الجميع على استئناف الاجتماع إلى السابعة مساء، تلبية لطلبي واحتراما لي ولمسؤوليتي الثقيلة التي وضعوها على عاتقي. عقارب الساعة حطت الرحال على الرابعة مساء، أصبحت كعصفور قضى سنتين داخل قفص من حديد أطلق سراحه واستمتع بالحرية، هرولت مسرعا للاستحمام وغيرت ملابسي استعدادا للقاء كنت أنتظره بفقدان الأمل فيه، انتهيت من كامل الاستعداد وغادرت المنزل واتصلت بصاحبة جمال الروح والجسد قصد إخبارها أني في طريقي إليها، وكنت أخشى وأتوقع أن أتلقى اعتذارا عن عدم اللقاء، لحسن الحظ، فاطمة الزهراء في الموعد. استقيت سيارة الأجرة إلى منطقة بن سركاو، وخيالي بدأ يصور فاطمة الزهراء في أبهى الصور، أطرح علامات استفهام عدة، وأحاول الجواب عنها، إلا أن كل هاته الأسئلة لن ألقي لها جوابا إلا عند اللقاء. الأمل تحقق، والإعجاب يكبر حطت بي سيارة الأجرة في رحاب بن سركاو، اتجهت صوب مخدع هاتفي لأعلن لبطلة قلبي عن وصولي، أجابت بصوت منخفض يعبرعن الخوف والاستعداد لمغادرة البيت، “قطاع قطاع هاني جاي”، انتظرت قليلا ورن هاتفي النقال، علمت بذلك أن فاطمة الزهراء في الموعد وقد وفت بالوعد، أجبت عن المكالمة بابتسامة تحمل أكثر من معنى، إبتسامة تعبر عن مدى سعادتي بهذا اللقاء، إستفسرتها عن مكان وجودها وأي نوع من اللباس لبست، في إجابتها الصارحة لن تخفي أي شئ، تقدمت للمكان، إذا بفتاة أمامي كدت أن لاأصدق نفسي، فتاة في كامل أناقتها الجمالية، بلباس محترم، أوصافها الخارجية تعبر عن مدى جمال قلبها أيضا، وجه أبيض البشرة لا تفارقه الابتسامة الجميلة في كل لحظة، ابتسامة قد تنسيك هم الدنيا وغمها، جمال الجسد أحسن ما خلق الله من بنات حواء، أتقدم بخطوات وتتقدم بأخرى، سلمت عليها سلاما حارا وردت بأحسن منها، بدأنا في الحديث، نسأل أنفسنا ونذكر ماضينا الغامض، كم أنا سعيد وأنا أنظر في هذا الوجه السعيد، أنصت واستصغي لم تقول، إلا أن حديثها أثرث كثيرا عن شعوري، خاصة وأنها تحكي عن قصتها الغرامية مع شخص يدعى -رضوان- كيف التقيا وكيف عاشا بضعة أشهور ضيع من خلالها مستقبل حياتها الدراسية. فاطمة الزهراء تحكي كيف غير “رضوان” مجرى حياتها وأنا انصت لها، وكل حرف نطقت به ازداد حبها في قلبي، تمر الدقائق كالبرق، ويا ليت عقارب الساعة وقفت تلك المدة الزمنية، لكن هيهات هيهات، فالسابعة مساء تقترب والاجتماع ينتظرني. دقائق قليلة فقط رن الهاتف، رنة الهاتف حمت إلي حزنا شديدا، لأنها ستكون سبب الفراق لتلك اللحظة، مكالمة زميلي عبد الحليم، يطالبني الالتحاق بمقر الاجتماع فأنا وحدي الذي لا زال ينتظر، طلبت منه باعتذار أن يمهلني لحظات قليلة. بابتسامة جميلة، سألتني من المتصل.؟ لا أستطيع أن أخفي عنها شيئا نظرا لحبي الشيق لها، أجبتها بصراحة، فيما ردها كان مقلقا ومضحكا في ذات الوقت، (إجتماع 7 ديال الليل، اه لجتماعات د المغرب هما هادو)، ضحكت لهذا التعبير، لأنها ذكرتني ببعض الأفلام المغربية لقصص الخيانة. بعد طوال الحديث في عدد من المواضيع، – الزواج، العلاقة العاطفية، المشاكل العائلية والاجتماعية-، جاء موعد الفراق، هي اللحظة التي اسودت فيها الدنيا في عيني، عندما بدأ الظلام يأخذ مكانه في الشارع وهي تطلب مني إشارة المغادرة وموعدنا الليلة، لكن هذه المرة عبر الشبكة العنكبوتية. يتبع: “بين مطرقة فاتي وسندان الاجتماع”