لقد حوربت وحوربت وحوربت كثيرا ولم يدعمني أحد تعبت واجتهدت فوصلت !! هي شابة في عقدها الثاني، تحب الإعلام حتى النخاع .. تألقت قبل أن تنطلق رسميا في مشوار حياتها المهني، عملت بكد وجهد، عانت وضحت حتى حققت نصرها الأول، اليوم تستضيف “نبراس الشباب”، الإعلامية اللبنانية شيرين قباني التي حاورناها من العاصمة اللبنانية بيروت، وحكت لنا عن بدايتها كإعلامية وعن فيلمها الوثائقي “هذه قصتي مع يهود لبنان”… حاورها من لبنان: خالد اللحياني – نبراس الشباب - مرحبا بك على صفحات “نبراس الشباب” المغربية شيرين. شكرا على الإستضافة . أولا نريد أن نقرب قراء “نبراس الشباب” من شخص شيرين قباني، من تكون؟ شيرين قباني خريجة قسم إعلام من جامعة “بيروت” العربية فتاة في مقتبل عمرها، كلها نشاط وحيوية ترغب في تغيير العالم نحو الأفضل . ما دوافع وأسباب اختيارك لهذه المهنة دون غيرها؟ منذ صغري وأنا فضولية أرغب في معرفة كل ما يدور حولي، أسأل أناقش ولا أترك دورا لأحد لكي يرد علي (تضحك)، اجتماعية. في البداية كنت أرغب أن أكون مشهورة ومعروفة كوجه إعلامي، ولكن اليوم أصبحت أريد أن أعرف كصحافية وأن أكون صوت من لا صوت له وأنقل أوجاع الناس ومشاكلهم وأصور كل ما يتجنب العالم رؤيته. بدأت مشوارك المهني بعمل وثائقي لاقى نجاحا باهرا، تحت عنوان “هذه قصتي مع يهود لبنان”؟ لقد بدأت قصتي مع يهود لبنان منذ أن شاركت في دورة عن حوار الأديان والأقليات المهمشة في لبنان، تعرفت على واقع اجتماعي بائس يعيشه لاجئون لبنانيون محرومون من أبسط حقوقهم، فحملت رسالتهم وتحول فضولي تجاههم إلى مسؤولية الدفاع عنهم، فالصحافي هو محامي الفقراء .. لكن تركز موضوعي على يهود لبنان لأنني لم أكن أعلم بوجودهم حتى، وكنت على وشك قتل أول يهودي لبناني رأيته، يمكنك قراءة قصتي مع يهود لبنان في جريدة النهار فقد حصدت أعلى نسبة من المشاركة. وأنجزت عملي بعد عناء طويل مع المجتمع وكل أقربائي وخوفهم علي من أن أتهم بالعمالة والانحياز لإسرائيل، إلا أن موقفي وعزيمتي على ضرورة التفرقة ما بين يهودي وإسرائيلي دفعتني إلى إكمال مابدأته لآخر نفس حتى وصلت إلى هذه المرحلة من النجاح اليوم. “حارب الناجح حتى يفشل” ماذا كان نصيبك من هذه المقولة ؟ لقد حوربت وحوربت وحوربت كثيرا ولم يدعمني أحد تعبت واجتهدت فوصلت!! لابد من الفشل للوصول والصعوبات تخلق النجاح فمن خلال عملي وجهت رسالة إلى كل من وقف في طريقي وأحبطني وحاربني وهذه ليست سوى البداية!!. هل تلقيت المساعدة الكافية من المسؤولون ؟؟ مسؤول قسم الإعلام في الجامعة استقبلها برحابة صدر فقد شرحت له عن يهود لبنان وأنهم موجودين منذ آلاف السنين وقد استوعب فكرتي بكل وعي وفرح، أما بالنسبة للدعم فأكرر لك لم أحظى بدعم من أحد بل على العكس كان الجميع (الأغلب) يحاول إحباطي . ألا توجد أقليات أخرى بلبنان تستحق الدفاع عنها غير الأقلية اليهودية؟ اخترت يهود لبنان لأنني لم أكن أعلم بوجودهم ولأن فضولي دفعتني إلى اكتشافهم أكثر فهم طائفة منسية في لبنان تخاف الظهور خوفا من الملاحقة والاضطهاد، خصوصا في ظل وجود عقول منغلقة تتهم كل من يتحدث إليهم بالعمالة كما حدث معي فعلا. ما تعليقك لم يقع اليوم في العالم و ما يصطلح عليه بالربيع العربي أو الديموقراطي؟ الثورات العربية زرعت بذور الحرية والديمقراطية في عقول أبنائها ومنحتهم مرحلة جديدة لابد لنا للإرتقاء والتقدم لكي نفهم الديمقراطية بشكل صحيح وندخل إلى جوهرها فنحن شعوب شربت من مياه الدكتاتورية عقودا كثيرة لا تستطيع ان تنقلب بين ليلة وضحاها. أترك لك مساحة حرة للتعبير … لقد كنت طالبة عندما أنجزت فيلمي ولم تكن تتوفر أمامي لا الإمكانيات المادية ولا المعنوية ولكنني كنت واثقة من إمكانياتي الذاتية وعزيمتي إيصال مبدأ كان أول فكرة آمنت بها وشعرت بأهميتها في صميم قلبي، فتحديت ما هو معروف بالمستحيل وحولته إلى حقيقة في فيلم صغير حمل عنوان “الطائفة الاسرائيلية في لبنان أصوات بلا وجوه”. فكانت النتيجة أنني حققت أول شيء كنت أحلم به وها أنا اليوم أحضر لإنجاز حلم آخر بإذن الله . الأهم هو أن نبقي إيماننا بالله أولا و فينا ثانية ولا نيئس أبدا. سأبوح لكم بسري الصغير الذي أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم وهو يتجسد في حكمتي الصغيرة هذه “بابتسامتي سأجعل من المستحيل ما هو ممكن” . كلمة أخيرة في حق قراء “نبراس الشباب” شكرا ل “نبراس الشباب” على تسليط الضوء على الإعلاميين الشباب وعلى رغبتكم واهتمامكم بقصتي.