بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    الوزير بنسعيد يترأس بتطوان لقاء تواصليا مع منتخبي الأصالة والمعاصرة    العسكريات يضيعن لقب أبطال إفريقيا بعد الخسارة من مازيمبي 1-0    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    الإمارات: المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    المنتخب الوطني المغربي يتعادل مع الجزائر ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسطينيون، جوهرة الشرق الأوسط

يقول الاعلامي الكبير، والصحفي البارع والمشهور، والمعروف عربيا ودوليا (طلال السلمان)، رئيس تحرير مجلة السفير اللبنانية المعروفة والمشهورة في مقالة له، نشرتها مجلته اللبنانية (السفير) والتي نشرته يوم السابع من شهر، آب سنة 2008م : )الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط)
ولكنني أقول، ان الفلسطينيون،هم جوهرة الشرق الأوسط وجوهرة لبنان بالذات، لما قدمه عنهم الأستاذ العظيم من نماذج حية ومشرفة ومتميزة عن الدور الكبير، الذي لعبوه منذ نكبتهم في العام 1948م، وحتى يومنا هذا، في تنمية وبناء الاقتصاد والوطن اللبناني، من اقصاه الى اقصاه، وحيث معالم هذا البنيان، ما زالت قائمة الى يومنا هذا، وما لعبه ويلعبه الفلسطيني بهذا المضمار، لا يستطيع احد نكرانه، ويكفي شهادة الاعلامي البارع والعظيم طلال السلمان، بمقالته التي اقتبس جزءا منها، لتبيان دور الانسان الفلسطيني في بناء الوطن اللبناني العزيز، على قلب كل مواطن عربي ولبناني وفلسطيني بالذات، ونحن الفلسطينيون بحاجة للعشرات من امثال الاعلامي الكبير طلال السلمان، كي يقدموا لنا كشفا عن ما قدمه الفلسطينيون في اماكن اقامتهم في معظم الدول العربية، كالأردن وسوريا والعراق ومصر واليمن ودول الخليج العربي كافة والكثير من دول العالم.
ما دفعتي وشدني حقيقة، لكتابة مثل هذا الموضوع، ما يدور في الساحة العربية والفلسطينية واللبنانية بالذات، عن مطالبات، من جهات لبنانية وطنية اصيلة، في مجلس البرلمان اللبناني، تطالب البرلمان اللبناني بمنح الحقوق المدنية والانسانية للفلسطينيين، وفقا للقوانين والمواثيق الانسانية الدولية، وان لا يعاملوا بأقل مما تعامل به الحيوانات، علما بان اللبنانيون، وخاصة المسيحيون منهم، قد عاشوا بين ظهرانيي الفلسطينيينن، على الاراضي الفلسطينية، قبل النكبة الفلسطينية، لعشرات السنين، مكرمين ومعززين، وكان لا يمكن تمييزهم عن الفلسطينيين في شيء يذكر، الى ان حلت النكبة بالشعب الفلسطيني، وتركوا فلسطين الى وطنهم، مع من رحلوا من اهل البلاد، ولكن، أن يقسوا بعض اللبنانيون على الفلسطينيين المقيمين لديهم كضيوف على الرغم منهم، وخاصة المسيحيون منهم، بهذا الشكل، فحقيقة، لشيء مخجل ومؤلم حقا، على نفس كل انسان حر وشريف، يعيش على وجه هذه الأرض، فالمسيحيون في البرلمان اللبناني، يصوتون بشبه اجماع، ضد قرار معاملة الفلسطينيين المقيمين في لبنان، كباقي البشر في العالم.
الفلسطينيون في لبنان، يمنعوا من العمل بأجر وحتى بدون اجر، عند اي لبناني او مؤسسة رسمية او غير رسمية، ولا يحق لهم العلاج، ولا التعويض عن اي شيء يلم بهم، او بممتلكاتهم واموالهم، ولا يملكون حق التنقل والسفر والعودة من والى اماكن تواجدهم، حيث يعيش 60% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة العاطلين عن العمل منهم 70%، وقد تم منعهم حتى اليوم، من العمل بحوالي 72 مهنة خارج المخيمات، ومنعوا من إدخال مواد البناء إلى المخيمات، ولا يمكنهم ترك الأراضي اللبنانية والعودة إليها دون الحصول على تأشيرة، مدتها ستة أشهر كحد أقصى، بحسب الأونروا، كما لا يحق لهم ترميم مساكنهم وبيوتهم، ولا ادخال مواد البناء والأسمنت الى داخل مخيماتهم، فالقوانين اللبنانية الرسمية، تمنع البناء في المخيمات، وتمنع أيضاً ادخال مواد البناء اليها.. وهي تفعل ذلك منذ النكبة الفلسطينية سنة 1948م .. وكل من شيد وبني في المخيمات، تم بشكل غير قانوني، فقانون الحياة والصمود والارادات، هو الذي يسير أحوال الناس في المخيمات.. ولا يملك الفلسطينيون اي وثائق رسمية تثبت شخصيتهم والتعريف بهم، ففي دائرة الجوازات، يعامل الفلسطيني، الذي يريد استصدار وثيقة سفر له، أو بطاقة هوية، أو أية معاملة شخصية أخرى، معاملة سيئة جداً، تبدأ بالاهمال، والانتظار الطويل، والتحقير، والاساءة، والكلمات البذيئة، والاهانات والشتائم، وينتظر الفلسطيني اسابيع، حتى يحصل على معاملته أو بطاقة الهوية.
لم تبد السلطات اللبنانية أي نية للتعاون وتغيير هذا الواقع المؤلم، بحجة رفض التوطين ومنعه ومحاربته، وهو كلمة حق يراد بها باطل، وهو شعار مضلل، اصبح يستخدمه كل من يريد التنكيل بالفلسطينيين في لبنان وغير لبنان، ويستخدم لاجبار الفلسطينيين، على اليأس والرحيل والهجرة، والتخلي عن حق العودة الى فلسطين. والهدف منه تهجير أكبر قدر ممكن منهم من لبنان، الى اوروبا والغرب.
وحيث يستغل العمال من قبل ارباب العمل، الذين يحتالون عليهم، ولا يدفعون لهم اجورهم، ويحرمونهم من الضمان الصحي، اسوة باقرانهم من اللبنانيين. اضف الى ذلك القوانين الجائرة، مثل منع الفلسطيني من التملك والتوريث .. ومنعه من العمل في كثير من المهن والحرف كما ذكر سابقا... والتمييز بالمعاملات والاجراءات والقوانين، حدث ولا حرج... فلكي تدخل مواد البناء الى مخيم مثل عين الحلوة أو الرشيدية ونهر البارد وغيرها من المخميات، عليك أن تبحث على المؤسسات والوزارات والثكنات والواسطات والأحزاب والعائلات والقادة المحليين، عليك أن تفعل ذلك، لأن القانون لا يعطيك حقك، لا بل أن القانون يمنع عنك هذا الحق البديهي ..فأنت فلسطيني لاجئ، جدك وجدتك ووالدك ووالدتك وشقيقك وشقيقتك وابنك وابنتك وكل أهلك من اللاجئين، الكبار والصغار منهم لاجئين، لا فرق بين من أتى الى لبنان لاجئاً سنة 1948م، وبين الذين ولدوا فيه خلال 62 سنة من اللجوء، لا حقوق ولا احترام، احتقار وتحقير واذلال ومهانة، معاملة سيئة، في المؤسسات والوزارات والدوائر...
بالمقابل، لنقرأ ما يقوله طلال السلمان، عن ما قدمه ويقدمه الفلسطينيون من اجل لبنان، وتنمية اقتصاده الوطني، منذ نكبتهم في العام 1948م:(لا يتخيل الكثير منكم، حجم الدور الذي لعبه، ومازال يلعبه الفلسطينيون حتى اليوم، في اقتصاد لبنان، وإن كان ذلك عليه تعتيم اعلامي شديد .
هذه هي الحقيقة، فهل تعلمون أن فلسطينيي لبنان، في الإمارات العربية المتحدة فقط، يحولون سنويا إلى لبنان، (وهذا بحسب جريدة الخليج الاماراتية)، (368) مليون دولار، وهل تعلمون أن عدد خريجي الجامعة الأمريكية في لبنان من الفلسطينيين، إما يساوون أو يزيدون عن عدد اللبنانيين. وعندما تدخل الجامعة، تشاهد أن هذه قاعة باسم طلال أبو غزالة، وهذه قاعة باسم حسيب صباغ، وهذه قاعة باسم كمال الشاعر، وجميعهم فلسطينيون، وهم من ساهم في بناء وتطوير الجامعة، بتبرعات خاصة منهم.
إليكم بعضا من الأسماء التي تنحدر من أصل فلسطيني في لبنان، ولعبت دورا كبيرا فيه، وأكرر قولي بأن هناك تعتيم اعلامي كبير على ذلك، وإن ظهر هؤلاء، فيظهرون كلبنانيين، بسبب تجنيسهم، وليسوا كفلسطينيين، وطبعا، أقصد أغلبهم، وليسوا كلهم (لم يبدأ ازدهار الاقتصاد اللبناني، فعلا، إلا بعد نكبة فلسطين في عام 1948م).
------ لكن بسقوط فلسطين في العام 1948م، حمل اللاجئون معهم إلى لبنان من الأموال، دفعة واحدة، نحو 15 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 15 مليار دولار، بأسعار هذه الأيام. هذا الأمر، أطلق فورة اقتصادية، شديدة الإيجابية، فاليد العاملة الفلسطينية المدربة، ساهمت في العمران، وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، والرأسمال النقدي، أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع في البلاد.
كان لإقفال ميناء حيفا ومطار اللد، بعد نكبة فلسطين، شأن مهم جدا، في تحويل التجارة في شرق المتوسط، إلى ميناء بيروت، ثم في إنشاء مطار بيروت الدولي.
في هذا السياق، لمع في لبنان، الكثير من الفلسطينيين، الذين كان لهم شأن كبير في الازدهار اللبناني أمثال:
يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط وأستوديو بعلبك). حسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولين). رفعت النمر (البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال).
باسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين). زهير العلمي (شركة خطيب وعلمي). كمال الشاعر (دار الهندسة). وريمون عودة (بنك عودة). توفيق غرغور (توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة). أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله). وأول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي (محلات عطا الله فريج) الفلسطيني. وأول الذين أسسوا محلات السوبر ماركت في بيروت هو السيد اودين ابيلا الفلسطيني، وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان. وأول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان. وأول من بادر إلى إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاحي الفلسطينيان، علاوة على عبد المحسن القطان ومحمود فستق وغيرهم الكثير. واشتهرت، في البدايات الأولى بعد النكبة، بعض العائلات الفلسطينية التي كان لها شأن بارز، في تطوير بساتين الجنوب مثل آل عطايا.
كما كان لليد العاملة الفلسطينية، حضور في معامل جبر وغندور وعسيلي واليمني، ومن بين أساتذة الجامعات الفلسطينيون، نقولا زيادة، وبرهان الدجاني، ونبيه أمين فارس، وصلاح الدباغ، ونبيل الدجاني، ويوسف الشبل، وجين مقدسي، وريتا عوض، وفكتور سحاب ويسرى جوهرية عرنيطة، ورجا طنوس، وسمير صيقلي، ومحمود زايد، وعصام مياسي، وعصام عاشور، وطريف الخالدي.
وبرز من بين الفنانين التشكيليين الكثير، وفي الصحافة، ظهرت كوكبة من الفلسطينيين في لبنان كان لها شأن وأثر كبير، ومن رواد العمل السياحي أيضا في لبنان سامي كركبي الفلسطيني، الذي كان أول من جعل مغارة جعيتا على مثل هذا البهاء، وأول من قاد طائرة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط، هو حنا حوا الفلسطيني. ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت، الفلسطيني وليد الخالدي. وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور إحسان عباس. ومن رواد العمل الإذاعي كامل قسطندي وغانم الدجاني وصبحي أبو لغد وناهدة فضلي الدجاني وعبد المجيد أبو لبن وشريف العلمي ورشاد البيبي. ومن رواد الفرق المسرحية والعمل الإذاعي أيضا الأستاذ صبري الشريف الذي كان له الفضل الكبير على الأخوين رحباني وعلى مهرجانات بعلبك.
ومن رواد علم الآثار الحديث، في الجامعات اللبنانية، الفلسطيني ديمتري برامكي، مدير متحف الجامعة الأمريكية. ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان، كل من جميل علي وسالم خميس وعبد الملك الناشف ووصفي حجاب. وكان أحمد شفيق الخطيب وقسطنطين تيودوري، رائدي العمل القاموسي، وسعيد الصباغ، أول من تخصص في رسم الخرائط. وأول من أطلق فكرة تأسيس مدارس تعليم اللغة الانجليزية، كان الفلسطينيان، اميل اغابي وادي جمل.
أول رئيس عربي مقيم للجامعة الأميركية هو الفلسطيني الدكتور إبراهيم السلطي . ومن رواد الموسيقى الفلسطينيون في لبنان، فريد وحنا وريتشارد السلفيتي وحليم الرومي وأبنته ماجدة الرومي ورياض البندك وسلفادور عرنيطة والفاريس بولس، ثم سليم سحاب وعبد الكريم قزموز وعبود عبد العال ومحمد غازي . (وهذا كله غيض من فيض) (تم حذف العديد من الأسماء من قبل الكاتب لكثرتها).
هذا ما ذكره الصحفي والاعلامي البارز طلال السلمان في مقالته المذكورة، كما لا يخفى عليكم ما يلعبه الفلسطينيون من دور بناء، في اقتصاديات دول الخليج العربي والكثير من الدول العربية الأخرى، ونحن هنا، لسنا بصدد بحث وذكر مساهمات الفلسطينيين، في بناء اقتصاد الدول التي يعيشون فيها، فالكثير من هذه الدول، يعامل بها الفلسطيني سواسية مع مواطني هذه الدول، من حيث الاحترام والتقدير، وكأنه مواطن من ابناء البلد الذي يقيم فيه، وان اختلفت هذه النسبة قليلا من بلد الى آخر، لكن معاملة الفلسطيني في لبنان، في العقدين الماضيين وحتى يومنا هذا، تجاوزت كل الحدود الانسانية والموضوعية في العالم اجمع، فليس هناك دولة عنصرية، تعامل جزءا من السكان المقيمين بها، كما تعامل به الدولة اللبنانية الفلسطينيين، وان كان على مستوى المواطن اللبناني، فان الفلسطينيين مكرمون ومحبوبون كثيرا، خاصة من قبل القوى الوطنية والمثقفة والمتعلمة، وليس من قبل المسيحيين المارونيين، والذين يرتبطون مع الكيان الصهيوني والعنصري، ويتلقون الدعم منه، وينسقون سياساتهم معه كما هو معروف عنهم، ويكفي التزاوج المتبادل بين الأسر الفلسطينية واللبنانية منذ اقام الفلسطينيون على الأرض اللبنانية، وتجاوز اللبنانيين، للكثير من النظم والقوانين واللوائح اللبنانية الرسمية، التي تحظرها على الفلسطينيين، ولكن اللبنانيين الأصليين، لا يقتنعوا بها ويتجاوزونها، غير آبهين بتطبيقها والتقيد بها، لما لها من أثر ومفهوم سيء وسلبي، على قيمهم ومبادئهم واخلاقهم التي تربوا عليها، ويعتزون بها.
إضافة إلى ما ذكره الأستاذ طلال السلمان في مقالته، فهناك الشخصية الفلسطينية المعروفة (سعيد خوري)، فهو فلسطيني الجنسية, ويمتلك 6 مليارات دولار, ورث عن والده اراضي وحقوق صيد سمك بحر الجليل، قبل نكبة فلسطين، ثم نقل أعماله إلي لبنان، التي لجأ إليها بعد حرب العام 1948م, وساهم في اعادة بناء بيروت في اوائل الخمسينات، من خلال شركة الاعمار الكبيرة التي أسسها، كما يمتلك عددا من المشاريع العملاقة، في منطقة الخليج، خصوصا، في مجالي النفط والغاز، وهناك غيره بالعشرات، بل وبالمئات، من اقاموا في دولة لبنان الشقيقة، وما زالوا يقيمون، وقدموا ويقدموا خدمات جليلة، للدولة وللشعب اللبناني الشقيق، يحمدون عليها كثيرا، وانا لست هنا بصدد ذكرهم بمقالتي هذه لكثرتهم، ولا تكفي عشرات المقالات للتدليل عليهم وعلى ما قدموه من خدمات في هذا المجال.
هناك اسر لبنانية عديدة، كانت تقيم في فلسطين، قبل نكبة فلسطين، تعد بالعشرات، وبل بمئات الأسر، وكانت معززة ومكرمة، امثال اسرة سرسق ويزبك والبندك وخوري والتويني وسابا وصليبا وشمعون وغيرهم كثيرون، وتملك الآلاف المؤلفة من الأراضي الفلسطينية، والتي كانت تستثمر فيها وتملكها، مثلها مثل اي اسرة فلسطينية، خصوصاً سنة 1869م عندما اضطرت الدولة العثمانية، لبيع أراض أميرية، لتوفير بعض الأموال لخزينتها، فقامت بشرائها عائلات لبنانية غنية، وقد مثَّل ذلك وجهاً آخر للمأساة، فقد باعت هذه العائلات ما مجموعه 625 ألف دونم. فقد باعت عائلة سرسق اللبنانية أكثر من 200 ألف دونم من أراضي مرج ابن عامر للصهاينة، وتسبّب ذلك في تشريد (2746) أسرة فلسطينية عربية، هم أهل 22 قرية فلسطينية، كانت تفلح هذه الأراضي لمئات السنين. وتكررت المأساة، عندما باعت عائلات لبنانية أخرى حوالي (120) ألف دونم حول بحيرة الحولة، شمال فلسطين، كما باعت أسرتان لبنانيتان أراضي وادي الحوارث (32 ألف دونم)، مما تسبب في تشريد 15 ألف فلسطيني. ومن العائلات التي قامت ببيوع كبيرة للأراضي لليهود في أثناء الاحتلال البريطاني: آل سلام، وآل تيان، وآل قباني، وآل يوسف، والصباغ، والتويني، والجزائرلي، وشمعة، والقوتلي، والمارديني، وكلها أسر لبنانية أو سورية. وقد بلغت نسبة الأراضي الزراعية التي باعها الملاك الإقطاعيون الغائبون خارج فلسطين خلال الفترة 1920م- 1936م، ما نسبته 55.5% مما حصل عليه اليهود من أراض زراعية. وعلى الرغم مما يتحمله من قام بهذه البيوع، من أبناء هذه العائلات من مسئولية، فإن اللوم لا يقع بشكل كامل عليهم وحدهم، إذ إن السلطات البريطانية منعتهم من الدخول لاستغلال هذه الأراضي، بحجة أنهم أجانب وغائبون، وذلك بعد أن تم فصل فلسطين عن سوريا ولبنان وفق تقسيمات اتفاقية سايكس-بيكو سيئة الصيت والسمعة، بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي.(المصدر: الشبكة الإسلامية).
في عام 1891م لاحظ الفلسطينيون، ان عائلات لبنانية غنية، مثل عائلات سرسق وتيان وتويني ومدور وغيرها، كانت تشتري اراضي الفلسطينيين المحجوز عليها، بسبب تخلفهم عن دفع الضرائب للصدر الاعظم العثماني، الذي كان يبيعها لهذه العائلات اللبنانية، بعد ان ينتزعها من اصحابها الفلسطينيين ... وكانت هذه العائلات غير الفلسطينية، تسارع الى بيعها الى اليهود المهاجرين، الامر الذي ادى الى خروج اول مظاهرة فلسطينية في عام 1891م ضد الصدر الاعظم العثماني، وضد العائلات اللبنانية المذكورة .(من مقال بعنوان: بل نحن الذين نكرهكم، بقلم الأستاذ أسامة فوزي ومنشور على الشبكة العنكبوتية).
اشترى الصندوق القومي اليهودي، أكثر من مائتي ألف دونم، في سهل مرج ابن عامر الواقع في شمال فلسطين، وكان البائع عائلة "سرسق" اللبنانية المقيمة في أوروبا، والتي اشترت الأرض مسبقاً من ضباط عثمانيين، وقد اشترطت الصفقة، إخلاء الأراضي من آلاف الفلاحين الفلسطينيين المقيمين عليها، لقد كان إخلاء الفلاحين هو تطبيق لمبدأين من الاستيلاء على الأرض، بمعنى تهويد الأرض، وثانيا العمل العبري، وهو الاستعادة عن فلاحين عرب، بيهود من شرق أوروبا.
هذه نماذج عن وضع بعض الأسر اللبنانية في فلسطين، وكيفية تعاملهم مع الأرض الفلسطينية، وما سببته تصرفاتهم ضد العائلات الفلسطينية من ظلم واجحاف بحقهم، وحقيقة هذه الأسر، لا تنطبق ممارساتها على كل الأسر اللبنانية، فقد كانت الكثير من هذه الأسر، ترتبط بعلاقات قربى وحسن جوار ومصالح مشتركة مع الأسر الفلسطينية، وعندما وقعت النكبة، استضافتها الأسر اللبنانية في ديارها على الرحب والسعة، وحتى يومنا هذا. وما زالت الكثير من العائلات اللبنانية الأصيلة والأسر اللبنانية، ترتبط بوشائج قوية من علاقات القربى والدم والود مع عائلات فلسطينية، وحتى يومنا هذا، على الرغم من المشاكل الدموية التي وقعت بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني في سني الثمانينات من القرن الماضي، والتي كان وراؤها بالأساس، العدو الصهيوني الغاشم واعوانه من العملاء اللبنانيين، وتعود ايضا للتناقضات العرقية والأثنية والمذهبية اللبنانية المعروفة للجميع، وتعتبر الصدامات المسلحة السابقة، بين الشعبين الشقيقين، مؤامرة مدبرة اسرائيلية، للتخلص من الوجود الفلسطيني كله المتواجد في لبنان، ومن وجود المقاومة الفلسطينية المسلحة في جنوب لبنان، والتي كانت تقلق مضاجع اليهود الصهاينة في شمال فلسطين، حيث نجح اليهود الصهاينة جزئيا، من دق اسفين عميق، بين الشعبين الشقيقين، اللبناني والفلسطيني، وان كانت العلاقة الفلسطينية مع القوى الوطنية اللبنانية، تكاد تكون قد عادت الى طبيعتها، لما كانت عليه قبل الحرب، وكانت نتائج هذه الحرب، مهينة ومذلة على الفلسطينيين، بحيث يعاني الفلسطينيون المقيمون على الأرض اللبنانية، من اجحاف وظلم بحقهم، منقطع النظير، لم يشهد التاريخ مثلها من قبل، ومع هذا وذك، فقد قدمت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالفترة الأخيرة، اعتذارا للشعب اللبناني الشقيق، عن ممارسات خاطئة، ارتكبها الفلسطينيون بحق الشعب اللبناني وضيافته لهم، كما قدمت القوى اللبنانية الأخرى اعتذارا مماثلا بالمقابل للشعب الفلسطيني، عن تجاوزاتها اللاانسانية بمعاملة الفلسطينيين على ارضها، التي قامت بها ضده ايضا، ومع هذا، فان وضع الفلسطينيون في لبنان، لا يحتمله أحد من البشر، والمفروض، ان يتم تصحيحه بأقصى سرعة ممكنة من قبل السلطات والتشريعات اللبنانية، وفقا للموائيق والقوانين الدولية والشرعية المرعية والمعمول بها، في مثل هذه الحالات، وهذا لا يجوز السكوت عليه، بحق الشعب اللبناني المسالم والمضياف، مع انه في الوقت نفسه هناك اقليات وجاليات تعيش في لبنان، تتمتع بكامل الحقوق الانسانية والمواطنة الكاملة مع انهم لا يمتون للعروبة باي صلة، ويتشدقون دوما بانهم ليسوا عربا ولبنان ليس عربيا، ويخجلون من قولهم انهم عربا، فهل هذا يليق بالفلسطينيين، وما يلاقونه من معاناة من قبل السلطة اللبنانية الحاكمة وقوانينها المجحفة، ومن بعض المسيحيين المارونيين، جزاء ما قدموه من خدمات وتضحيات ودعم لاقتصادها الوطني وشعبها المناضل والأبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.