رشيد الحياني – نبراس الشباب- قررت أن أقوم باستطلاع رأي، فكان السؤال الجوهري الذي بنيت عليه هذا الإستطلاع، هو “شنو غتدير كون كنتي نتا هو الملك”؟، كنت أود من خلاله أن أعرف ما يريده المغاربة من ملكهم، نظرا لوابل الإنتقادات التي توجه لهذا النظام من كل حدب وصوب، سواء من قبل المثقفين، أو من طرف عامة الناس، وذلك من خلال ما كان هذا المنتقد أو ذاك سيقدمه لهذا الشعب لو كان مكان الملك. وعندما هممت بسؤال لعدد غير قليل من الناس، سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو في الشارع العام والمقاهي وغيرها … تفاجئت بردود أفعال هؤلاء الغريبة حقا، فحتى من أجاب عن هذا السؤال كان يتردد قبل أن يجيب عليه، وتأتي إجابته بكل حذر في كلميتن لا أقل ولا أكثر، واتضح لي أن المغاربة لا يتقنون سوى الثرثرة والكلام الفارغ. هل قطع لسانكم بعد أن كان يتلفظ بالكلام بلا انقطاع؟، أما أنكم استحضرتم لحظتها مقولة “تكلم فكولشي حتا الملك لا؟”، عجبا لا تستطيعون فقط أن تعبرو عن رأيكم، فكيف بكم أن تصنعو تاريخا جديدا لبلدكم؟، لما سألت أحد العامة ذاك السؤال قال: “هداك ليبقاليك”، وصاح قائلا “عاش الملك”. لم أستغرب لما قاله، فقد ألفت سماعة من غيره ممن يعيشون دركات الفقر والتهميش، ويتجرعون مرارة “الحكرة”حتى الثمالة، لكن ما بالهم صامتون؟ هل خائفون أم أنهم راضون؟ وللأسف حتى المثقفين الذين ننتظر منهم توعية هذا الشعب الذي أصفه ب ”الولية ”. هم الآخرون يتلاعبون بالكلمات ويختفون وراءها، فلما سألت أحد علماء الإجتماع المغاربة السؤال موضع الإستطلاع. أجابني بالحرف الواحد: ”لا أحبذ ممارسة الخيال السياسي و لا قراءة الطالع، ثانيا هجرتي الأولى و الأخيرة إلى قارات العلم، دم بألف خير”، جواب يوضح بجلاء كيف أن هذا المثقف وبالرغم من معارفه ومشاربه المعرفية الجمة، إلا أن الحذر الزائد يسيطر على كلامه ويلجم لسانه، فقد يخاف أن تؤدي به كلمة واحدة للقفص الحديدي، لذلك فإنه ينتقي كلماته بعناية بالغة . فأين هو ذاك المثقف العضوي الذي نادى به عدد غير قليل من المفكرين ؟؟؟ صراحة لا أرى أي مخرج للولية، فكيف لها أن تخرج من واقعها المؤلم وهي لم تستطع حتى التعبير عن ما يخالجها من آراء، فكيف ننتظر منها أن تصنع المعجزة. أسائل نفسي كثيرا ألا ترى هاته “الولية” التناقضات الصارخة التي توجد بمجتمعنا؟. فقوم في السحاب وآخرون في التراب!!، فهاهم هناك في تلك الزاوية الخالية من المارة نائمون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وها هم هنالك في جنتهم الغناء يفترشون أفخم الأفرشة ويلتحفون أريحها. قد يخبؤ لنا المستقبل ما يزرع البسمة في ثغورنا. لكن كيف للمستقبل أن يكون مشرقا مادام من سيصنع تلك الإشراقة ف “ فدار غفلون ” .