تعيش شعبة التاريخ من داخل جامعة ابن زهر فوضى عارمة وحالة من “السيبة “, لا لشيء سوى لأنها تعد الشعبة التي يتوجه إليها غالبية الطلبة الصحراويين, الذين يستخدمون كل الوسائل المتاحة للغش, من أجل الحصول على ورقة عنوانها العريض “شهادة الإجازة” غير عابئين بالتكوين العلمي والمعرفي، فبماذا سيفيدهم التكوين مادامت وظائفهم مضمونة وتنقصهم فقط تلك الورقة من أجل ولوجها…؟؟؟ وتتضح حالة “السيبة “تلك, خلال فترة الامتحانات,فلقد اكتظت الجامعة بالصحراويين والصحراويات، وحتى من لا علاقة لهم بالدراسة ممن ينتمون للصحراء ال(م)غربية, يأتون في هاته الأيام وذلك من أجل دعم ومساندة أبناء عمومتهم “أولاد عمنا” كما يحلوا لهم أن يقولوا… فما إن يرو أوراق الامتحانات قد دخلت للمدرجات, حتى تراهم يكتظون حول نوافذها وأبوابها, من أجل الحصول على ورقة الأسئلة ,وفعل قد حصلوا عليها كما جرت العادة,وهاهم يحملونها مهرولين صوب تجمع آخر لتتم الإجابة عنها ومن تم تمريرها للممتحنين إما عن طريق الهاتف, أو رمي ورقة الإجابة من نوافذ المدرجات…. والحصول على ورقة الأسئلة ليس بالأمر الهين, لكن بالنسبة للصحراويين هو من أسهل ما يكون, يكفي فقط أن يتفق أحد الطلبة مع ابن عمه الصحراوي الذي تم تكليفه بحراسة الطلبة في الإمتحان بأن يقوم بتسليم ورقتين تتضمنان الإمتحان لشخص بعينه يقوم بالجلوس قرب النافذة, ليمررها لمن ينتظرها بالخارج … قد يستعصى أحيانا إرسال الإجابة عن طريق الهاتف بسبب التشويش الذي تتعمد الإدارة القيام به, كتدبير من تدابير محاربة (الغش),لذلك يلجئون لطرق فوضوية جدا, كأن يقوم أحدهم بضرب باب المدرج ضربة قويا تصدر صوتا مدويا, حتى يخيل إليك أن الباب قد كسر, وذلك من أجل التشويش على من يحرس الطلبة داخل المدرج ليتسنى لأحدى الصحراويات فتح النافذة بكل برودة ورمي عناصر الإجابة منها, وللإشارة فالتي تتكلف بهاته المهمة تقوم بتغطية وجهها مستعينة ب”الملحفة” التي تتقن التفنن في ارتدائها إلى جانب نظارات شمسية تحجب بها عينيها, فلا يظهر أمامك سوى كائن مجهول يمشي أمامك جيئة وذهابا, وذلك تفاديا لأي احتكاك مع أحد المسؤولين, عفوا,مسئول!عن أي مسئول نتحدث ؟؟ فالعميد نائم على كرسيه المريح, وهذا نائبه قد مر على هؤلاء مباشرة بعد أن أخرجوا ورقة الأسئلة خارج المدرج, لكن لم يحرك أي ساكن وكأن شيئا لم يحدث, ورأى بأم عينيه تلك الفوضى العارمة ,لكن ماذا عساه يفعل ؟؟؟ فقد خشي أن يكون مآله إحدى المستشفيات ,نعم.. فقد كاد أن يذهب إليها أحد أساتذة “شعبة التاريخ” ,بعد تدخل عنيف من طرف طلبة قيل بأنهم صحراويين, بعدما ضبط بعضهم قد انتحلوا صفة طلبة آخرين وقد كانوا بدورهم صحراويين . ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الطريقة التي يتم بها التعامل مع طالب عادي حينما يضبط في حالة غش ,تختلف كل الاختلاف إن حصل وضبط أحد الصحراويين ,فالأول تحكم عليه الإدارة حكما قاسيا قد تصل لحرمانه من الدراسة لعدة أعوام ,أما الآخر فتتغاضى عنه الطرف كأن شيئا لم يحدث , بل قد يحتج الطالب الصحراوي ويزعج من بقاعة أو مدرج الإمتحان حينما يضبط في حالة غش ,وتتم تهدئته كأنه لم يفعل شيئا يستحق الزجر , فعندما كنا نجري أحد الامتحانات ضبط أحد منهم واحتج وصاح في وجه الأستاذة بقوة إلى أنه كان سيعنفها ماديا , وقالت له في نهاية المطاف”علاربي إما غير سكت , أوهاك ورقتك “… يحق لنا أن نتساءل لماذا يترك هؤلاء على هواهم يفسدون في الجامعة ولا يصلحون؟ألأن قضية الصحراء جعلتهم فوق القانون؟أم لأنهم لا يعتبرون أنفسهم مغاربة البتة ؟ وكما قالت لي إحدى الصحراويات “حنا مزال انتماؤنا مجهول” وعبرت عن رفضها الحديث عن موضوع الانتماء للمغرب أم لجهة أخرى…باعتباره موضوعا كبيرا وفضفاضا…