سمحت لنا الظروف بحضور “ملتقى نبراس الشباب الدولي للإعلام” في دورته الثالثة، والذي انعقد بمدينة اكادير أيام 09 إلى 12 أبريل 2012 المنظم تحت شعار “الإعلام .. دعم للطاقات الشبابية وتأهيل للكفاءات”، وسبق لي أن حضرت ملتقاه الأول وتعذر علي حضور الثاني لتزامنه مع سفر طارئ وأجدني منجذبا للحديث عن الملتقى في سياقه ثم ظروف انعقاده وخلاصاته انظمها على شكل خواطر … 1- سياق انعقاد الملتقى الدولي الثالث لنبراس الشباب : يأتي انعقاد الملتقى في ظل ربيع ديمقراطي حل بالوطن العربي حيث زلزل عروش أنظمة ودفع البعض الأخر إلى انتهاج إصلاحات ولو ترقيعية بغية إسكات الشعوب الثائرة، ولكن القاسم المشترك بين ذاك وذاك، هو تحريك مياه آسنة من العقم السياسي والعبادة الآثمة لقرون وسنون خلت للدكتاتوريات، كل هذا كان المحرك واللاعب الأساسي فيه الشباب على جميع المستويات التنظيرية والتحريضية والقيادية. حيث لعب الإعلام الالكتروني دوره الريادي في كشف الحقيقة وتنوير الناس بمعطيات لطالما كانت طابوهات الكاشف عنها، يرسل عبر برقية لوزارة الداخلية لسراديب مظلمة والتهمة إهانة المقدس. في ظل هذا الجو المفعم بعبير الحرية في بعض البلدان العربية تونس الخضراء وليبيا الثورة ومصر الإبداع وسوريا النصر إن شاء الله وكل الوطن العربي، التئم جمع شبابي كله همة وإبداع لصناعة مستقبل لطالما رسموه في عالمهم الافتراضي وانشدوا طربا إليه في الميادين والساحات, سلاحهم الإرادة وهدفهم تشدان الحرية. شباب من عدد من الأقطار العربية من مصر وتونس وليبيا وفلسطين وسلطنة عمان والمغرب وموريطانيا وقطر والإمارات وسوريا والعراق و… حيث وحدهم الهدف النبيل والشعار الأسمى الذي من أجله سالت دماء إقرانهم من خيرة شباب الثورات في الوطن هم جاؤوا ليكملوا الدرب، درب رفاقهم وسلاحهم صوت الحقيقة عبر إعلام راقي حر ونزيه. 2- ظروف انعقاد الملتقى : اصطبغ الملتقى بصبغة الشباب، كيف لا وهم أيقواناته التي تنير زواياه الإبداعية حيث النشاط والحيوية وهي صفات تميز الشباب وأنت تتابع أشغال الملتقى وتتبع خطوات وحركات المشاركين تقف عند نوع من الانسجام في الطرح والرؤى وكأن هؤلاء المجتمعين التقوا مرات ومرات .. كل هذه الحيوية والنشاط والتفاعل لم ترق بعض من يمكن أن نسميهم “خفافيش الظلام” ممن يقفون أمام الربيع كي لا يزهر والأشجار كي لا تثمر .. هؤلاء كما قلت لم يرق لهم كل هذا فسخروا بعض خدامهم المطيعين لمحاولة عرقلة النشاط فكانت المحاولة وكان الإصرار .. حيث برمجة نشاط متزامن مع النشاط الشبابي رغم علم هؤلاء الصيادين في البرك أن الملتقى أخذ باستغلال القاعة لمدة أربعة أيام .. وكانت المحاولة الثانية وكان التحدي وهذه المرة أكثر جرأة حيث غباء الخدام المطيعين يأبى إلا أن ينفضحوا بكلمات تظل شاهدة أن لاشيء تغير في وطني .. هناك أوامر عليا .. لا أدري من أصدر هذه الأوامر؟ المهم الشباب تصدوا كيف لا وهم من وقفوا ليسطروا أروع الملاحم في ساحات التغيير والحرية قلت تصدوا لهؤلاء الصيادين المطيعين مجبرين إياهم على التراجع والاعتذار .. واستمرت أشغال الملتقى ورشة ورشة وفقرة فقرة حيث الإبداع والجرأة في النقاش والإرادة في المضي قدما نحو مستقبل هم من واضعي لبناته .. 3- خلاصات ملتقى نبراس الشباب الثالث : لعل ما مميز الملتقى هو ذلك الوعي الكبير والنضج الرفيع لهؤلاء الشباب في ختام الملتقى عندما تداعوا لصياغة توصيات تكون مسكا لختام الملتقى وأحلاما يناضلون من أجل تحقيقها فكانت التوصيات والخلاصات بين من يطالب : - بتحصين مكتسبات الإعلام الالكتروني والدفع نحو تطوير أدائه لربح معركة التدافع من أجل الحقيقة والحرية. - الانفتاح على شركاء آخرين كإعلام الطفل والحقوقيين. - التفكير في تنظيم الملتقيات المقبلة في دول عربية أخرى. - …. 4- وأسدل الستار : نعم انتهى الملتقى في أشغاله، لكن لم أهدافه فالشباب رجعوا كل إلى وطنه ومدينته حاملا معه مشعلا للحقيقة هو أمانة مقدسة لصون الحقيقة والدفاع عنها خدمة للوطن والأمة, هؤلاء الشباب تنظر في عيونهم طموح كبير ومستقبل زاهر وعطاء متجدد وإصرار لا يلين وهمة تناطح الجبال. نعم أسدل الستار وكانت رابطة ملتقى نبراس الشباب للإعلام في موعدها حيث الوفاء ..ونكران الذات.. والصدر الرحب والجدية ..فكان ياسر اليسر.. وعمار العمارة ..وسعيد السعد نعم ملتقى يسير بعمارة فكرية تنشد مستقبلا سعيدا (*) مدون وناشط سياسي مغربي صفحة الكاتب على الفايس بوك أنقر هنا