ما تزال التحقيقات الأمنية جارية بشكل حثيث لكشف ملابسات العثور صبيحة يوم الجمعة الماضي على طائرة صغيرة بدون طيار بأحد شواطئ قرية اركمان بإقليم الناظور. وذكر مصدر مطلع “الصباح”، أن الطائرة المشبوهة وقعت بالمياه الإقليمية المغربية بعد إصابتها بعطب، قبل أن يعثر عليها صيادون بمنطقة قريبة من مرسى صغير، فأبلغوا أفراد القوات المساعدة بمركز الحراسة على الشاطئ، الذين ربطوا الاتصال بمصالح الدرك الملكي التى حضرت لمعاينة الطائرة قبل نقلها إلى مقر جهوية الناظور. ولم يستبعد المصدر ذاته، أن تكون الطائرة، وهي ذات جناحين بطول مترين تقريبا ، تستخدم تكنولوجيا حديثة موجهة لأغراض تجسسية، سيما أنها مزودة بعدد من الكاميرات وتعمل بنظام لاسلكي للتحكم في خط مسارها طليلة مدة تحليقها لأداء مهمتها في نقل المعلومات والصور قبل العودة إلى قاعدة إطلاقها . وتشير مصادر “الصباح”، إلى أن كل الاحتمالات واردة بخصوص الجهة التي استخدمت الطائرة التي تمكنت من اختراق الأجواء المغربية دون رصدها ، ويرجح أن تكون انطلقت من داخل التراب الاسباني في مهمة لمسح المناطق التي تنطق منها القوارب السريعة المستعملة في عمليات تهريب المخدرات انطلاقا من السواحل الشمالية للمغرب، خصوصا بعد تنامي عدد عمليات تهريب المخدرات إلى اسبانيا خلال المدة الأخيرة. وتقول مصادر صحافية إسبانية، إن سلاح الجو الإسباني يتوفر على عدد كبير من طائرات التجسس من الحجم الكبير والصغير مجهزة بأنظمة متطورة للاستطلاع والمراقبة والتصوير، ومزودة بعدسات بعيدة المدى لالتقاط الصور الثابتة والمتحركة، ويرتقب أن يصل عدد تلك الطائرات في غضون السنة الحالية إلى أزيد من 575 وحدة، ستستثمر فيها الدولة ما يناهز 321 مليون أورو. وفي السياق ذاته، كانت السلطات المغربية أعلنت قبل أقل من أسبوعين عن اختراق طائرات لم تعرف هويتها للمجال الجوي في بعض مناطق شمال المغرب، قبل أن تعود أدراجها باتجاه المتوسط. و وفقا لما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء في هذا الصدد، فإن السلطات المتخصصة بمراقبة المجال الجو، المغربي قررت على التو اتخاذ تدابير وقائية واحترازية، تحسبا لأي خرق جديد للأجواء.