قاضي التحقيق يستمع الى أرملة صياد توفي في ظروف غامضة ببحيرة مارتشيكا عبد الحكيم اسباعي- الناظور، الصباح استمع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالناظور، اخيرا، الى ارملة الصياد المدعو قيد حياته “حسين الحمدي”، ( 43 سنة)، والذي توفي في ظروف غامضة ليلة خروجه من منزله يوم السبت 6 فبراير الماضي متجها صوب بحيرة مارتشيكا. وكشفت مصادر مقربة، أن الاستماع إلى زوجة الصياد الهالك، يأتي في سياق البحث الذي يجريه قاضي التحقيق بالمحكمة المذكورة في موضوع عدد من المعتقلين المحالين على السجن المحلي بالناظور متهمين بتشكيل عصابة إجرامية، ومسك وحيازة ونقل المخدرات ( ع.أ ومن معه)، وهو التحقيق الذي يبحث كذلك في حيثيات وظروف الوفاة الغامضة للصياد المذكور. وذكرت المصادر ذاتها، أن الشرطة القضائية بالناظور استمعت يوم أول أمس الاثنين إلى إفادة احد أشقاء الصياد، إذ التمس تعميق البحث لأجل تمكين أسرته من معرفة حقيقة تعرض قريبها لاعتداء إجرامي ما تزال ملابساته لغزا محيرا، وتتباين بشأنه عدد من الفرضيات المتباينة. وعلمت “الصباح” من مصدر مطلع، أن التحقيقات التي فتحت في أعقاب توصل المصالح الأمنية بخبر اختفاء صياد ببحيرة مارتشيكا نهاية الأسبوع الأول من شهر فبراير المنصرم، لم تفض لحد الآن إلى نتيجة مؤكدة حول ملابسات وحيثيات الحادث وظروف الوفاة الغامضة، كما لم تقدم نتائج التشريح الطبي الذي اجري مرتين على الجثة أجوبة محددة ما تزال عالقة حول فرضية الاعتداء الإجرامي الذي ترجح عدد من المصادر أن يكون الصياد قد تعرض له ببحيرة مارتشيكا، قبل العثور على جثته بعد أزيد من أسبوع من اختفاءه بالساحل المتوسطي لمنطقة المهندس ( أو ثايزاث)، وهي منطقة تقع خارج مدار البحيرة التي تشرف على الساحل المتوسطي بواسطة منفذ وحيد خاضع للحراسة لا يتعدى عرضه 80 مترا. من جانب آخر، تسلمت أسرة الحمدي، القاطنة بحي ترقاع المطل على بحيرة مارتشيكا يوم الجمعة الماضية جثة قريبها من المستشفى الحسنى بالناظور ، وأقيمت مراسيم تشييع جنازته في موكب مهيب امتزجت فيه أجواء الحزن ولوعة الفراق بأسئلة محيرة يتداولها أقاربه ومعارفه حول أسباب وفرضيات الوفاة التي لم تتضح بعد أجوبتها الدقيقة، بعد انصرام ثلاثة أسابيع كاملة من تاريخ خروجه من منزله. وكانت مصلحة الشرطة القضائية بالناظور قد باشرت بعد أيام قليلة من توصلها بخبر فقدان الصياد المذكور حملة اعتقالات واسعة، شملت عددا من المشتبه بهم، بلغ عددهم سبعة أشخاص من قاطني حي ترقاع المطل على بحيرة ماتشيكا، ومنطقة بوقانة المطلة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط، وتركزت التحقيقات معهم حول ارتباطهم بنشاط تهريب المخدرات باستعمال القوارب السريعة، من دون أن تقود تلك الأبحاث إلى حصول المحققين على أجوبة لدى المستجوبين تقود إلى فك لغز الوفاة الغامضة، بينما يتمسك أقارب الصياد الهالك بان قريبهم تعرض لاعتداء من قبل شخص او أشخاص مرتبطين بتهريب المخدرات انطلاقا من البحيرة نفسها، بعدما خرج ذلك اليوم بعد أداءه لصلاة العشاء، حيث امتطى قاربا رفقة شخص آخر لأجل تفقد شراك صيد الأسماك، والتي غالبا ما كان يخاف تعرضها للسرقة أو نهب الأسماك العالقة بها من قبل صيادين آخرين، قبل أن تنقطع أخباره ويعثر على جثته بعد تسعة أيام خارج البحيرة. وفندوا في تصريحات ل”الصباح” ما يعتبرونه «مزاعم مغلوطة يكذبها الواقع حول عدد من الفرضيات التي روجت لتفسير حادثة الوفاة الغامضة، كاصطدام قارب الصيد بقوارب نفاثة لتهريب المخدرات أو مشاركة الصياد في نقل المخدرات على متن قاربه الصغير. وتشير مصادر مطلعة، إلى أن تفاصيل الحادثة تثير مجددا استمرار شبكات تهريب المخدرات في مزاولة أنشطتها انطلاقا من بحيرة مارتشيكا، وذلك على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات لفرض مراقبة مشددة على سواحل الناظور، وشملت تغيير أغلب عناصر وحدات المراقبة في القرى الساحلية، وأحداث مراكز جديدة للمراقبة بعدد من المنافذ الرئيسية لمهربي الحشيش بواسطة الزوارق السريعة. كما لم تستبعد المصادر ذاتها، أن تقود التحقيقات الجارية إلى فك لغز استمرار عدد من شبكات تهريب المخدرات في أنشطتها انطلاقا من سواحل الناظور، كما يرجح أن تقود إلى الإطاحة بمسؤولين قد يكونوا يقفون وراء تسهيل عمليات تلك الشبكات مقابل عمولات مغرية، خصوصا بعد الاعتقالات الواسعة التي طالت عددا من بارونات المخدرات والحصار الأمني المفروض على نشاط قوارب شحن المخدرات وحجز عدد كبير منها على مدى السنوات الأربعة الماضية. للتواصل مع مراسل الصباح: Email : [email protected]