أفادنا مراسلنا من مدينة العيونالشرقية (ولاية وجدة) أن طائرة خفيفة على متنها إسبانيان، تحمل شارة العلم الإسباني سقطت صبيحة يوم الإثنين الماضي - عيد الفطر- عند النقطة الكيلومترية 25 مابين مدينتي العيونوالناظور . فحسب شهود عيان، فإن الطائرة ربما أصابها عطل مفاجئ قبل أن يفقد الطيار السيطرة عليها، حيث بدأت تدور حول نفسها مرات عديدة لترتطم في الأخير بتلة صغيرة على بعد 25مترا من الطريق الوطنية. وقد عاين السكان في المنطقة عملية السقوط والحريق الذي شب فيها، حيث احترق الجزء الأكبر منها بعد أن تمكن الطياران من الخروج منها والفرار بعيدا حيث تجمهر المواطنون حولهما قبل أن تلتحق عناصر من الدرك الملكي بعين المكان وتقوم باعتقال الطيارين، ونقلهما إلى سرية الدرك الملكي بالإقليم. شهود عيان أفادونا بأنه قبيل سقوط الطائرة شوهدت سيارتان من نوع ميرسيدس وجيتا وهما تجوبان المنطقة ذهابا وإيابا، في الوقت الذي ظهرت فيه الطائرة في المجال الجوي هناك، مما استرعى انتباه البعض. لكن بمجرد سقوط الطائرة وتجمهر السكان، غادرت السيارتان المكان بسرعة فائقة مما دفع البعض إلى التخمين بكون الأمر يتعلق بعملية تهريب دولي للحشيش، وأن الطائرة لربما كانت تعتزم النزول في منطقة منبسطة في الجوار لنقل المخدرات إلى الضفة الأخرى، وأن السيارتين اللتين كانتا تراقبان عملية النزول كانتا تحملان «البضاعة» لتسليمها للطيارين. للإشارة فقد رفض عناصر الدرك الملكي موافاة مراسلنا بالمعطيات حول الحادثة أو التعليق عليها، طالبين منه الاتصال بالقيادة الجهوية بمدينة تاوريرت ومكتفين بلقول بأن التحقيق لايزال في بدايته لمعرفة ملابسات الحادثة. من جهة أخرى أفادنا شهود من عين المكان أنه ليست المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات من هذا النوع فوق سماء المنطقة، الأمر الذي يؤشر على وجود شبكة لتهريب المخدرات جوا إلى إسبانيا، بل هناك من صرح بأنه ليس المرة الأولى التي تحط فيها طائرة من هذا النوع في تلك المنطقة ، حيث كانت تحط وتقلع من دون مشاكل، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل إن كانت المنطقة تتوفر على «مطار» أو مهبط للطائرات يستغل لتهريب المخدرات إلى الجارة الشمالية. مصادر شبه رسمية أفادتنا أن عدد حالات سقوط طائرات تهريب المخدرات إنطلاقا من «مطارات» سرية في اتجاه إسبانيا، تجاوز العشر في الآونة الأخيرة، بعد أن اضطر أصحاب هذه الطائرات إلى تركها في الخلاء بعد إصابتها بعطل أو سقوطها نتيجة حريق كما هو الحال بالنسبة للطائرة التي سقطت في مدينة العيونالشرقية صبيحة عيد الفطر. مهربو المخدرات جوا يختارون توقيتا معينا للقيام بعملية الإقلاع والهبوط بين المغرب وإسبانيا، فالتوقيت يلعب دورا أساسيا للإفلات من عملية الترصد، تساعدهم في ذلك تقنية التحليق المنخفض التي تحول دون ظهورهم على شاشات الرادارات. حادثة السقوط الأخيرة، تنضاف إلى حوادث مماثلة وقعت بكل من تطوان وشفشاون وقبلها القنيطرة، سيدي قاسم ، أصيلة، الناظور، طنجة والعيون في الأقاليم الجنوبية.