أفادت وسائل إعلامية إسبانية مؤخرا أن المصالح الأمنية الاسبانية تجري هذه الأيام عمليات تنسيق مكثفة على مستوى أمني عال مع نظيرتها المغربية وكذلك الفرنسية والبرتغالية من أجل تفكيك شبكات إجرامية منظمة مختصة في تهريب المخدرات عبر طائرات سياحية ومروحيات متطورة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ومسؤولة عن تفشي هذه الظاهرة، التي تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة، وباتت تشكل خطورة بالغة على السلم بالمنطقة، لاحتمال وجود ارتباطات بين مافيا المخدرات والتنظيمات الإرهابية. الأمر الذي يستدعي ضرورة القيام بعمل صارم ومنسق بين بلدان الجوار من أجل وضع حد لها. وأشارت يومية «لافانغوارديا» الاسبانية مؤخرا إلى أن وزارة الداخلية المغربية بصدد البحث عن حوالي 22 متهما من بينهم عشرة مهربين إسبان قاموا مؤخرا باختراق المجال الجوي المغربي خصوصا ببلدة الحجرة الصفراء بالقصر الصغير وكذلك بمنطقة الخميس أنجرة التابعتين ترابيا لعمالة الفحص أنجرة. وكثفت السلطات الأمنية المغربية تحرياتها منذ حادث اختراق طائرة عمودية للمجال الجوي للمملكة بمنطقة القصر الصغير ليلة الثاني من شهر أكتوبر الجاري، حيث ثبت - حسب شهود عيان - أن الطائرة العمودية أقلعت من الأراضي الإسبانية، وظلت تحوم حوالي نصف ساعة فوق أحواز طنجة في محاولة للنزول فوق اليابسة من أجل شحن كميات من المخدرات قدرت بحوالي 1600 كلغ من مخدر الشيرا. وعلمنا من مصادر مطلعة بتطوان أن مصالح القوات المسلحة نصبت مؤخرا أجهزة رادار جد متطورة فرنسية الصنع بضواحي إقليمتطوان (منطقة كودية الطيفور بالمضيق) لرصد جميع الطائرات الخفيفة التي تحلق في الأجواء المغربية، والتي لا تترصدها في كثير من الحالات الرادارات وأجهزة المراقبة العادية، بسبب التحليق على علو منخفض. ويجري الإعداد حاليا لتعميم مذكرات بحث دولية في حق عدد من المهربين الدوليين للمخدرات، من بينهم عشرة إسبانيين، كشفت تحقيقات موسعة باشرتها مصالح الدرك الملكي المغربي عن تورطهم في العمليات المتكررة لاختراق الأجواء المغربية بطائرات عمودية وأخرى خاصة. وحسب مصادر إعلامية إسبانية فإنه ينتظر أن تعقد السلطات الأمنية بالبلدين اجتماعا طارئا خلال الأيام القليلة القادمة لبحث سبل تنسيق الجهود ووضع خطة أمنية مشتركة للحد من عمليات تهريب المخدرات. ويذكر أنه خلال سنة 2007 سجلت سبع حالات من عمليات اختراق المجال الجوي المغربي من طرف طائرات قادمة من إسبانيا، وارتفعت إلى 20 حالة سنة 2008 بينما وصلت إلى 13 حالة منذ بداية السنة الجارية. وحسب جريدة «لافانغوارديا» الاسبانية فإن السلطات المغربية قامت خلال الأشهر الماضية بتوقيف سبع طائرات بعد هبوطها فوق الأراضي المغربية، كما أن مهربي المخدرات قاموا بإحراق بعض الطائرات بعد سقوطها لإخفاء معالمها وللحيلولة دون تحديد هويتها. كما أوقفت السلطات الأمنية المغربية في هذا الإطار ما بين سنتي 2008 و2009 أربعين شخصا من بينهم أربعة مواطنين إسبان و35 مغربيا وأمريكيا واحدا يدعى «ويلسون جيمس دوكلاس» الذي ألقي عليه القبض شهر ماي من السنة الماضية بعدما حطت طائرته وهي من نوع (س ا س ن 337). على طريق غير مصنفة على بعد 11 كلم من مدينة سوق الأربعاء الغرب. ويشار إلى أنه ليلة 21 شتنبر الماضي هبطت بشكل اضطراري فوق الطريق الثانوية الرابطة بين جماعة العيون وسد مشرع حمادي (شرق المغرب) طائرة خاصة من نوع (بيبر ب أ 32) بعد إصابتها بأعطاب تقنية، وكان على متن هذه الطائرة ذات الأربعة مقاعد، شخصان يحملان الجنسية الاسبانية، حيث قاما بإضرام النار في الطائرة قصد التخلص منها، قبل أن يتمكن المواطنون من إلقاء القبض عليهما وتسليمهما إلى رجال الدرك الملكي. وكانت عمليات الاختراق في بداية الأمر تقوم بها طائرات صغيرة، لكن مؤخرا شرعت مافيا التهريب الدولي للمخدرات في استعمال المروحيات وطائرات الهيليكوبتر الحديثة والمتطورة لنقل المخدرات نحو الضفة الأوروبية بدل الطائرات الخاصة التي تفرض وجود أراضي منخفضة تمكن من النزول عليها، وهو الأمر الذي يكلف تجار المخدرات السقوط في قبضة السلطات الأمنية. وكانت شبكات تهريب المخدرات الدولية قد أحدثت مطارات سرية في عدد من المناطق بالمغرب بينها القصر الصغير وسوق الأربعاء الغرب وتاوريرت والعرائش والقصر الكبير وشفشاون والناظور ووجدة... الخ. ويشار إلى أن وزارة الداخلية المغربية أكدت في بلاغ لها صدر يوم الأربعاء الماضي على إجراء محادثات واتصالات هاتفية بين وزيري الداخلية والخارجية المغربيين ونظيريهما الاسبانيين بشأن تكرار عمليات اختراق المجال الجوي المغربي، والتي تشكل تهديدا للأمن والسلام بالمنطقة.