أعلنت السلطات المغربية يوم أول أمس الاثنين عن تفكيك شبكة خطيرة متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من سواحل إقليمالناظور، في اتجاه الجنوب الاسباني. ووفقا لمعلومات حصلت عليها "الصباح" من مصادر مطلعة، فان الأمر يتعلق بالشبكة التي يتزعمها بارون المخدرات المدعو "ن. أ"، والذي جرى توقيفه أخيرا من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بضواحي الناظور، بعد أيام قليلة من تنفيذ عملية مداهمة أمنية استهدفت منزلا في ملكيته وسط المدينة. وكانت عملية مداهمة المنزل التي تمت تحت إشراف العناصر الأمنية التابعة للمنطقة الأمنية للناظور، قد أسفرت عن حجز حوالي 7500 كيلوغراما من مخدر الشيرا، إلى جانب عدة معدات ووسائل لوجيسيكية، بينها أجهزة اتصال جد متطورة، بالإضافة إلى عشرة محركات لقوارب مطاطية، وثلاثة غطاءات علوية لمحركات، و20 جهازا للدفع، و16 خزانا للوقود، وخزان للزيت الداخلي، و11 جهازا للتحكم، ثلاثة منها للتحكم عن بعد، و21 قاربا مطاطيا، وثلاثين علبة لزيت المحركات، وكمية كبيرة من قطع الغيار الخاصة بالقوارب المطاطية، كما تم حجز ثلاثة هواتف خلوية وأربعة هواتف أخرى ، ثلاثة من (نوع جي بي إس ) لتحديد المواقع ، فضلا عن بوصلة. ومكنت العملية نفسها إلى جانب ذلك، من حجز ثلاث سيارات من نوع «مرسيدس» تحمل لوحات معدنية مزورة، وثلاثة سيارات مسجلة باسم شركة لتأجير السيارات يوجد مقرها في الناظور، وأربعة سيارات أخرى لم يتم تسجيلها في محطة ميناء المدينة. وتشير المصادر ذاتها، أن التحقيقات الجارية مع بارون المخدرات وعدد آخر من عناصر الشبكة الموجودين بدورهم رهن الاعتقال، كشفت عن تفاصيل مثيرة تتعلق بعدد من عمليات تهريب المخدرات التي تمت انطلاقا من سواحل إقليمالناظور، كما من المرتقب أن تقود الأبحاث الأمنية ذاتها في القريب من الأيام إلى الإطاحة بمسؤولين متورطين في تسهيل عمليات هذه الشبكة مقابل عمولات مغرية. وفي السياق نفسه، أوضحت المصادر ذاتها، أن التحقيقات مع الشخص المذكور كشفت عن تورطه في ارتكاب جريمة قتل نفذها بحق احد معاونيه المقربين (ابن عمه، 30 سنة) بطريقة بشعة، قبل أن يتخلص من جثته في ضيعة فلاحية في ملكيته، تقع في جماعة قرية اركمان المحاذية لبحيرة مارتشيكا. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصباح"، فان فصول هذه الجريمة تعود إلى حوالي تسعة أشهر، حيث عمد بارون المخدرات إلى إخضاع قريبه الذي كان مكلفا بتسلم المبالغ المالية المترتبة عن عمليات تهريب المخدرات، إلى عمليات استنطاق تفنن خلالها في تعذيبه بمختلف الوسائل، من بينها تعريض جسده للتقطيع والحرق، وسكب محلول "الماء القاطع" عليه، وذلك لدفعه للاعتراف بمصير مبلغ مالي يناهز مليار و 200 مليون سنتيم تلقاه من احد شركاءه وحاول السطو عليه، مشيرة أن عمليات التعذيب البشعة تمت بحضور عدد من معاونيه قصد ترويعهم بمصير مماثل في حال خيانته. واحضر البارون المذكور يوم أول أمس الاثنين من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إجراءات أمنية مشددة إلى ضيعته الفلاحية، لإعادة تمثيل الجريمة، وتحديد مكان دفنه لجثة قريبه، وتمت عملية استخراج الجثة التي كانت مدفونة تحت أرضية إسمنتية بمرأب داخل الضيعة بصعوبة بالغة استعملت خلالها جرافة لمباشرة عمليات الحفر، كما أن الجثة نفسها عثر عليها مقطعة الأجزاء إلى جانب حالة التحلل المتقدمة التي كانت عليها، ما يدل على بشاعة التعذيب الذي عرض له جسد الضحية. جدير بالإشارة، أن الضيعة الفلاحية ذاتها والمجهزة بعدد من المخازن السرية كانت تتخذ من قبل عناصر الشبكة قاعدة خلفية لأنشطة تهريب المخدرات، حيث أسفرت مداهمة أمنية نفذتها مصالح الدرك الملكي التابعة لجهوية الناظور بداية شهر ابريل الماضي، عن توقيف خمسة أشخاص، بينهم جندي متقاعد يعمل حارسا للضيعة، كما تم في العملية نفسها حجز عدد من المعدات والوسائل المعدة للتهريب الدولي للمخدرات، بينها يخت فاخر، يقدر ثمنه بأزيد من 100 مليون سنتيم، وسيارة من نوع بيجو 205 وميرسيدس 280 وفياط أونو، وسيارة رباعية الدفع من نوع بيكوب، وشاحنة من نوع إسوزي كبيرة الحجم ودراجة بحرية من نوع جيتسكي، بالإضافة إلى سيارة من نوع بيجو كبيرة الحجم، كان على متنها طن ونصف من البنزين الممتاز في حاويات من سعة 30 لترا.